دك عيني دك |
أحتفى الملتقى الاذاعي والتلفزيزني مؤخرا بالفنان قحطان زغير الذي حقق لنفسه جمهورا واسعا من خلال دوره المميز في مسرحية (الخيط والعصفور ) في مشهد لطيف كان يؤديه في حفلة عرس ضمن احداث المسرحية وهو فرح بشكل ملفت للنظر يردد عبارة (دك عيني ..دك ) مع انه ليس من اقارب العروسين بل هو من اصدقاء الخياط الذي خيط بدلة العرس ..مشهد استذكرته ازاء البعض من سياسيين رسميين وبرلمانيين من الذين ترفع الجماهير الغاضبة صورهم كل جمعة في ساحات بغداد والمحافظات المتهمين بالفساد هذا البعض ويحاول يائسا تجيير المظاهرات الغاضبة ضد الفساد والمطالبة بالاصلاحات لصالحه من خلال زج عدد من المغرر بهم مقابل( دراهم معدودات ) كالتي كانت تمارس مع المواطنين في بداية اي مرحلة انتخابية وما ان يفوز الناخب حتى يتوارى عن انظار ناخبيه من مدينته او قريته او محافظته ولم يعد يشاهد الا وهو في كامل اناقته والنائبة في كامل مكياجها واكسسواراتها وعطورها البارسية من خلال الفضائيات فقط وهم يتباكون !!على النازحين والاطفال الذين يموتون بسبب الجوع وارتفاع حرارة الجو في مخيمات النزوح مع انهم يسكنون في فنادق فارهة سواء داخل العراق في كردستان او في دول عربية واجنبية القصد .. المتظاهرون كشفوا خدعة هؤلاء المدفوعين من الجهات المتهمة بالفساد وسرقة المال العام بحيث ما ان يدخلون لرفع شعارات مضادة لارادة الجماهير يقابلون بالرد والطرد فورا وما تلك الحشود المنتفظة التي طردت عددا من المسؤولين المحليين في النواحي والاقضية من مكاتبهم الا دليل على ان الفاسدين لم يعد لهم مكان بين العراقيين ..ومن خلال التغطية العربية والمحلية للحراك الشعبي في العراق عرضت احدى الفضائيات مع احدهم وهو منهمك في الهتاف والرقص لولي نعمته وعند سؤاله انت مع الاصلاح كان جوابه (لا عيني لا ) انت مع طرد الفاسدين ( لاعيني لا ) انت مع تغيير الدستور ( لاعيني لا ) انت مع من اذن ( مع عمي ) !! (دك عيني دك )على غرار اللقطة المسرحية للفنان قحطان زغير ..ويقابله مشهد اخر للوطنية الحقة لرجل ستيني يبدو عليه الاعياء ومعه حفيده محمد الذي يحمل قنينة ماء باردة لان جده يعاني من داء السكر ولابد ان يشرب الماء بشكل مستمر في هذا الجو اللهاب الا انه اصر ان يكون له حضوره مع ابناء العراق فقال له مذيع تلك الفضائية حجي لماذا تخرج متظاهرا ؟ فاجابه بسؤال ولماذا لااخرج ؟ قل لي بالله عليكم منجزا واحدا فقط حققتها كل تلك البرلمانات والحكومات منذ اثني عشر عاما للعراقيين ..منجزا ايجابيا واحدا لكي نتذكره انا مثلا تقاعدت بدرجة مدير وراتبي 600أف دينار في الشهر بعد اكثر من ثلاثين عاما في خدمة البلد مع ان اي حضور مجلس نواب او وزير او درجة خاصة يقضي ولو شهرين فقط ويحال على التقاعد يتقاضى راتبا قدره كذا مليون في الشهر هل هذا عدل ؟ اوضاعنا الاقتصادية وصلت الى الدرك الاسفل تهديدات امنية من داعش وغيرها خارجيا وداخليا الزراعة انتهت والصناعة دمرت والبطالة غدت بين الشباب بمئات الالاف ويزيد النازحون من ابناء وطني بالملايين داخل العراق وفي دول الشتات يهربون بطرق غير مشروعة اسر بكامل افرادها حتى لو كانت نسبة عبور الى الخارج 10 بالمئة والغرق في لجة البحار والمحيطات 90 بالمئة ..خدمات شحيحة من كل المؤسسات اعداد من الرسميين المتنفذين سرقوا اموالنا واصبحوا من اثرياء العالم وغيرها من الاوضاع التي صبر العراقيون وهم ينتظرون دورات برلمانية وحكومات لكي يجدوا الراحة ولكن دون جدوى لذلك لابد ان نخرج لكي يكون للشعب صوته الهادر في تغيير الفاسدين وطردهم اليس كل هذه الاسباب غير الكافية ان انتفض مع العراقيين نطالب بحقوقنا المشروعة دستوريا ؟؟..الامر الذي جعل مذيع تلك الفضائية العربية يحيي ذلك الرجل الوطني وهو يقول له فعلا انتم ايها العراقيون ابناء حضارة علمت الانسانية الحق والعدل والقانون كما خطها حمورابي في مسلته بمدينة بابل قبل الالاف السنين …عندها ابتسم حفيده محمد بعد ان كان يصغي لجده وهو يتكلم وناوله قنية الماء لانه ادرك ان العطش قد نال منه في الوقت الذي كانت الجموع تسير من امامهما في ساحة التحرير تحت نصب الحرية وهم يرددون ( هيله عليهم هيله والشعب بعده بحيله )و(يابو سعد يابو سعد شدتين تكفي لو بعد ) (اب اللهاب يحرك المسمار بالباب ويقيل مجلس النواب )!!ومحمد يلوح لهم براية العراق عندها ادركت ان الوطن بدا يتعافى من كبوته وان قادم الايام ستكون فيها تباشير مفـــــرحة حتما .
|