28 دقيقة لميراني |
شاهد 24 مليونا، او ربما 47% من مشاهدي مجموعة ال ام بي سي ومنها مشاهدي العربية، برنامج “نقطة نظام”للزميل حسن معوض، وهي المرة الثانية له التي يستضيف فيها سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي مضى على تأسيسه 69 سنة قبل ايام.
معوض الذي قاد ايقاع لقاءه بسرعة ضاغطة للزمن و المعلومات التي ساقها طالبا عليها اجابات وايضاحات من ميراني الذي ينشغل منذ اشهر بازمات الاقليم السياسية والعسكرية، معوض تقاسم الوقت بين سؤاله و الجواب، ما جعلني اسارع معه واعتب في داخلي انه يطاب ردودا في واقع اقل ما يقال عنه انه واقع متأزم في زمن متازم ومكان يراد له ان يتازم، لكنه امام شخص يكسح الازمات هو فاضل ميراني.
مقدمة الزميل حسن معوض لم تترك في الاسئلة شيء لم تتطرق اليه، من القصف التركي الى جهود تحرير الموصل وبينهما العلاقة بين بغداد و الاكراد.
في صفحات الحرب بين تركيا وحزب العمال، وجد جواب ميراني لمعوض ومن خلاله لمشاهديه، انها انهت مسيرة السلام، وان كردستان تدفع ثمنا قوميا ووطنيا، يشبه في المه ثمنا سابقا دفعته الامة الكردية طيلة فترة الكفاح القومي، وان لا جديد طرأ في الاتفاق الامني القديم المتجدد من حيث السماحات الامنية العراقية لتركيا بالتوغل لمطاردة عناصر الp k kK حيث لا تقاس عملية انتهاك السيادة ببضع كيلومترات!.
ميراني رفض توصيفات سيقت له في المقابلة حاولت جعل الاصطراع في الاقليم مرده تضارب بالنيابة لمصلحتي دولتين عظميين هما تركيا و ايران بافتراض اعلامي يجعل الاتحاد الوطني ايراني الاسناد والديمقراطي الكردستاني تركي المرجع، واجاب ان الحزب له اليد الطولى في الوطنية القومية الكوردية العراقية وليس منصفا ابدا ان يؤل الحراك السياسي مهما تازم الى تسقيط بالانتماء لاجندات تمثل سياسة قسمت كردستان سابقا.
مضيفا: “نحن جزء من العراق الحبيب”، واجزم ان الكوردي السياسي لا يواري مشاعره الوطنية رغم تكرار التجريح الوطني الذي طال كردستان سياسيا و ماليا و اجتماعيا.
الصفحة التي تشد التركيز اكثر بعد صفحة الحرب، هي قضية اختيار الشعب الكوردي لبقاء بارزاني رئيسا لكوردستان، وفيها يختصر ميراني القول بما هو واقعي من ناحية التفسير للحدث والبناء عليه بما يضمن عدم اهتزاز الصورة التي تحيط بها اكثر من تحد قاس، منها وجود داعش، والتوتر غير المبرر في العلاقة بين بغداد_ اربيل بالقول، “شخصيا اصوت لبرلمان يمثلني في التشريع، لكني اختار الرئيس عبر انتخاب شعبي”.
فاضل ميراني لم يقبل الحديث عن صناعة الديكتاتورية، بدليل ان جوابه حمل كثيرا من الجرأة التي يتصف بها هو شخصيا بالقول” لولا الازمات الحالية فأن حزبنا لم يكن يريد لشخص الرئيس ان يشغل المنصب” وهذا جواب يحول دون دعاية سياسية يبثها الخصوم ولو انها تحققت لا سامح الله و الظروف، فان كوردستان بكل نقاط قوتها قد تختل قليلا امام تعدد لازمات لا يقدر الا بارزاني على تجاوزها، ومع ذلك رفض ميراني الانتقاص من طاقات خلاقة سياسية بكوردستان سيكون بأمكانها ان تسعى لشغل المنصب الاول بكوردستان.
وقد استتبع الحديث بكل رفض للتقسيم الاداري لادارتين من اجل تشتيت سابق للجهد القومي انتهى زمنه ولا عودة له بعد اليوم، وايضا رفض سكرتير الحزب تكرارات للاتهام يتبلور في العقلية العربية يمدها وللأسف بعض تسريب من خصوم سياسيين من ان بارزاني يريد سنجار، هنالك بين ميراني ان لسنجار تضحياتها وموقعها الذي ان له يتأطر جغرافيا بشكل اداري، ساعتها لن يقف احد الا لأنجاح استفتاء اذا ما وقع.
وليس اخيرا ان يفاجأ السيد السكرتير السياسي محاوره من انه مهتم بتحرير الموصل وليس ثمة موانع تقف بوجه طاقات وطنية تسهم بالتحرير، وفيها يمسك ميراني النقطة المفصلية في نقاط حسن المعوض، اي ان التحرير وجهوده اهم من الانجرار لنقاش الحرب من عدمه في وقت تنتهك حرمات الموصل وغيرها فيما لا يلتفت كثيرون الى الخدمات التي يقدمها الخلاف الوطني لداعش.
كما ان ميراني الذي يبدي رأيه السياسي ويفصل بذكاء بين الموقف الرسمي وبين رأيه الشخصي حتى يفهم الاخرين اين يكون الرد وعلى من، ذهب ليتكلم بروح المواطن الطامح الطموح لوطن كوردي مستقل، مهما حالت ظروف ذاتية و موضوعية دون ذلك.
وكأني بميراني يريد ان يعلم الاخرين ان صدق الهدف يسمو على عوالم سياسية تترنح ان ارادت ان تتكلم بأسم الشعب، نعم، ان قيام دولة كوردية كان ويبقى هدف يفصل بين فريقين احدهما يصدق ويعمل عليه مع كل اداء وطني متكامل وكتمل، وبين فريق يؤمن بردات الفعل.
|