خطوط حمراء ... إنهم يغتالون عمو بابا مرّتين فحذار من قادم الأيام !!

 

رحم الله شيخ المدربين الذي رحل وفي قلبه حسرة وغصّة ، كونه يعلم أنّ الحلم الذي أراد تحقيقه وتحدّى الدنيا ومن فيها من أجله ، ها هو يتعرّض للتدمير الشامل وبأسلحة رياضية اعتادت أن تمارس هذه الأفعال ، بدون رحمة أو خشية .. كلنا نعلم أن تنفيذ وصية الميت (واجبة) ومصانة ، لأن الله في علاه سيسألنا عند ساعة الحساب ، عن خيانة الأمانة ومن (الوصية) من الميّت والتي تعد من اشد الأمانات على الإطلاق .. قبل أن يرحل أبو سامي الذي ضحّى ببيته وماله وزوجته وولده وهو يتمرّغ بتراب العراق الذي فضّله على غيره في أرض الله الواسعة والتي رفض مغريات الدول التي تقع عليها ، لترك بلده العراق كما فعل غيره من الذين ركضوا خلف حفنةٍ من الدولارات ، ترمى لهم ليتلقّفونها كما تتلقّف (طوافات وطوّافي ) الطرق والبيوت ما يلقى إليها .. هكذا كان عمو بابا الذي آمن بمشروعه وعمل على تحقيقه منذ قبل أحداث (2003) ، عندما أوجد تلك المدرسة الكروية والتي لولاها ، لما كان هناك شيء يذكر عن الكرة العراقية وتواصلها أو ترابط حلقات سلسلتها التي باتت اليوم متينة وتنافس على كل الأصعدة وكأنّها لم تتعرّض يوماً إلى (المؤامرات) أو تصفية الحسابات والمصالح !.. أرادها عمو بابا أن تكون نموذجية ، رغم أدواتها البسيطة التي لم تتجاوز مساحة من (الأرض) كان يطلق عليها تندّراً ملعب الشعب الثاني !. تلك الأرض التي رواها الشيخ بدمه وعرقه وتابع ثوبها الأخضر ليكون محافظاً على لونه على الأقل ، ليكون محفّزاً لمن طرقوا أبواب مدرسته ويواصلون فيها التعلّم على أصول صحيحة ، كما أنّه كان يستقبل ما يجودون به من كرات أو تجهيزات ، كان يضعها تحت تصرّف من يعملون معه من المدربين الذين يستحقون منّا ومن غيرنا كل خير ، لتطوير قدراتهم المالية وليس محاربتهم لترك العمل والهروب إلى المجهول الذي نتوقعه لكرتنا العراقية في حال غابت مدرسة عمو بابا الذي نراه اليوم يشكو إلى ربّه ، أولئك الذين اغتالوه لمرّتين ويريدون تكرار (جريمتهم) ، حيث كانت المرّة الأولى عندما أهمل الرجل وترك ليموت وهو يصرخ أنّه لا يقوى على علاج نفسه ، فكان يجد من يصدّقه تارة وفي أحيانٍ أخرى لم يجد من يلتفت إليه حتى مات وهو يحمل في قلبه جرحاً لازال ينزف ويدفع بدمه ليخرج من قبره الذي بات (نصباً) يحج إليه من أحبّوا عمو بابا ، حتى ممن كانوا يكرهون صراحته التي أفقدته الكثير من (المكاسب) .. هل ننسى كيف حاربوا عمو بابا في أخريات أيامه وتهديده بتبديد حلم المدرسة التي حملت اسمه والتشديد عليه ، لأنّه قال أن الاتحاد الحالي لكرة القدم لا يجيد إدارة العمل ، فتم حجب اسمه من الهيئة العامة لاتحاد الكرة وضيّقوا عليه من حيث الدعم ، ليتركونه يستجدي من هنا ومن هناك وهو يتألم بسبب المرض الذي أكل من جسده ومدّ يده ، ليس من اجل نفسه ، بل من أجل المدرسة الكروية التي أوصانا جميعاً بها !. كان الاغتيال الثاني حين خرج الجميع في جنازته وهم يذرفون الدموع على من كان بينهم وتركوه ليلاقي حتفه بسبب الإهمال الذي نتج عنه المرض وتحطيم الأحلام ... مات الشيخ أو رحل ، لكنه من السماء أو أين كانت روحه ، هو يراقبنا ويراقب مدرسته الذي كثرت حولها الأطماع ولأنّهم لم ينالوا منها ، كون من أوجدها ، رسّخ بين أركانها حب الكرة والتعلّم من أجل العراق ، لذا كانت مجاميع المواهب تتجه إلى هذه المدرسة في السابق أيام الشيخ ومساعديه أو اليوم ، لأنّهم يعلمون أن الذي يتخرّج من مدرسة عمو بابا ، سيكون له شأن كبير وهو ما كان مع أغلب نجوم الكرة العراقية الذين تم رفد المنتخبات الوطنية بهم ليكونوا خير روافد أو بدائل عن ذلك الجيل الذي كان للشيخ بصمة عليه وهو الجيل الذي حمل كأس أمم آسيا أو جاء رابعاً لأولمبياد أثينا أو نال كأس أمم آسيا للشباب بعد أن سبق له أن حلّ رابعاً في أمم الناشئين !.. هذه ثمرات مدرسة عمو بابا التي يريدون أن يحطّمونها بالكامل بعد أن كثرت التجاوزات على أسوارها وكان حرياً باتحاد الكرة الذي كان عليه أن يرعاها أن يحميها من عبث العابثين ولا يتركها عرضة لأطماع تتقاذفها ما بين وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية !.. قبل فترة ليست بالطويلة ذكرنا في أحد مواضيعنا أن هذه الجهات التي ترونها مختلفة فيما بينها على طول الخط ، لا تتحد إلا في شيء واحدٍ وهو التخلّص من مدرسة عمو بابا .. من ينكر ذلك منهم نقول له ، قدّم برهانك وقم بحماية المدرسة أو آخر ذكريات شيخ المدربين !.. نزاعات الملكية وتسجيل الانجاز الذي يتحقق نرى الجميع يركضون خلفه ، لذا نجد الوزارة ونقصد (الشباب والرياضة) تسعى جاهدة لفرض سطوتها على المدرسة وإفراغها من أهم مصادر قوّتها ، عبر استحداث مدرسة مشابهة وربما كانت تتلقى الدعم الوفير والمغريات وتسمية الكوادر وتخصيص أجورهم العالية ، كما أنّها استعانت بأحد اللاعبين القدماء ممن كانوا يعيشون في الخارج لغدارة تلك المدرسة (الوليدة) وكم تمنّينا أن نجد من كلّف بإدارة المدرسة أن يعمل بالذي كان تحت يده ، لا أن يحاول سرقة جهود الآخرين لتسجيله كإنجازٍ باسمه ، ليرضي عنه من استقدموه ؟. كنّا نتوسّم خيراً بذلك المدير وتوقّعنا أن يتحرك وفق أسس علمية لينتج لنا ويعكس لنا صورة زاهية عن المتواجدين في الخارج ، لكنه مع الأسف ، لم نر من علميته وخبرته أي شيء ، سوى حمل روح العداء التي تمّت تغذيتها من قبل أناس متنفّذين في وزارة الشباب والرياضة وهم ذاتهم من حاربوا المدارس التخصصية التي تناولناها في مناسبة سابقة !.. أشخاص معروفون للمجتمع الكري والرياضي ، أنّهم لا هم لهم سوى مصالحهم وقربهم من ولي نعمتهم السيد (الوزير) الذي نطالبه أن يصدر (فرماناً) أو قراراً ، يلزم بموجبه ترك هذه المدرسة وكوادرها ، لتعمل جنباً غلى جنب مع (أختها) أو (ضرّتها) التابعة لوزارته ويأخذ عبرة من اليابانيين الذين كثروا من تلك المدارس ورصدوا لها مليارات الدولارات ، صرفت عليهم بالتساوي وليس حسب الأهواء وما ينتج عنها ... مدرسة عمو بابا التي حمت لنا وجه الكرة العراقية ومنتخباتها المختلفة ، لم تتلق أي دعم يوازي ما صنعته لنا عبر السنوات الماضية ، بل كانت في جميعها تعاني من الحروب التي تشنّ عليها .. قبل فترة ليست بالطويلة تناقلنا خبراً خرج من البيت الإماراتي لكرة القدم وهو يشيد بالمدرسة التي تركها بيننا الشيخ عمو بابا ، لأن مجموعة منها ، تم جمعها على عجل ، ذهبت إلى الإمارات وبطشت بالفرق هناك وعادت وهي تحمل اللقب ... وكان الذي يتحدث من البيت الإماراتي لا يتوانى في الكشف عن الذي يصرف في بلاده الخالية من المواهب ، فيما يرى أبناء العراق ورغم عدم وجود أي دعم ، يفاجئون الجميع بما لديهم من مواهب تم صقلها !.. مليون دولار لا غير كانت ستكون كافية لتصبح مدرسة عمو بابا هي الأفضل في الوطن العربي ، لكن من نخاطب ومن نكلّم ، كون الجميع قد صمّوا الآذان بفعلٍ من فاعلٍ اعتاد حجب الحقائق ؟!. هل ننسى كيف كانوا يقعون المياه عن ملعب مدرسة الشيخ والتهديد بمنع التلاميذ (المواهب) من دخول الملعب بحجج واهية ، ألم نتمنى جميعاً أن يخصص ملعب الشعب الثاني ويتحوّل إلى أكاديمية ، يمكن أن تكون تحت إحدى المدارس العالمية ومنها (برشلونة) التي نعلم أن وزيرنا وعدد من المسؤولين يحبّون (كرتها) أو الكرة (الكاتالونية) !.. لتبقى مدرسة عمو محافظة على اسمها وكوادرها وليتم زجّها في المشروع الذي لازال في علم الغيب ولم نر منه سوى الكلام عن توقيع اتفاقيات وغيرها .. نحن لا نشك للحظة أن من سيأتي من الأرض (الكاتالونية) سيفرح كثيراً بمدرسة عمو بابا ويعمل إلى الاستعانة بمن فيها وذلك لعدّة أسباب أهمها أنّها تحمل اسم أحد عمالقة التدريب ليس في العراق والعرب وآسيا فقط ، بل على صعيد العالم وكذلك أن ذات الرجل كان من خيرة لاعبي العراق إن لم يكن أفضلهم على الإطلاق .. هم يعرفون قيمة من خدموا ورحلوا وتركوا إرثاً ، على العكس منّا نحن الذين نريد تارة تحوير التاريخ أو حتى التخلّص منه !.. نحن نجزم أن مشروع مدرسة برشلونة المزمع أن نراه بعد تصريحات السيد (مستشار) الوزير الذي خدعنا بما كان عليه قبل أن يلتحق بالوزارة ويصبح مستشاراً ، لن يكون له أي قيمة ما لم تعلن الوزارة عن احتضان تلك المدرسة وتقديمها الدعم لها ، حتى وإن كانت لا ترتبط بالوزارة (رسمياً) مع أننا نجد جميع أمور الرياضة مرتبطة بالوزارة ونذكّر بتحمّل الوزارة لتكاليف عدد من المدربين الذين عملوا مع الكرة العراقية وما يقدم من دعم لاتحاد الكرة أو اللجنة الأولمبية .. فقط مدرسة الشيخ عمو بابا ، هي من يجب التخلّص منها .. هل هكذا سنبني للمستقبل ؟ .. لو كان القرار بيدنا ، لقمنا بفتح فروع لهه المدرسة ، تنتشر على الأرض العراقية ويتم تكليف كوادرها الذين لم يتركوا العمل رغم كل ما مرّوا به ، للإشراف عليها وتسمية المدربين والحفاظ على روح التواصل مع المحافظات ، ليكون لهذه المدرسة ما تستحق من مكانة هي أهل لها وتم إثبات ذلك في الكثير من المناسبات .. لا تغتالوا شيخ المدربين مرّة أخرى وكونوا رحماء بينكم وحافظوا على وعودكم وذكريات من استودعكم الأمانة ، لكي تجدوا من يتقرّب منكم رغم تواجد الكثيرين من المستشارين والمدراء الذين تحوّلوا إلى حجاب (للسلاطين) وهذه ليس الأعمال التي جيء بهم من أجلها ... لن نسمح أن يندثر هذا الصرح حتى وإن تم تحويله إلى أطلال ، لأن من بين الأطلال غالباً ما تنهض الأمم ولنا في اليابانيين وغيرهم خير أمثلة على ذلك وهي كافية لتتحوّل إلى عناوين كبيرة ، ترى ماذا عن الذي عندنا وهو لم يتحوّل بعد إلى أطلال ؟!.. القرار الذي على الوزارة أن تتخذه هو ترك العنان لكي نجد من يفكرون ويبدعون من بين العاملين في هذه المدرسة ولا يكون حالهم كحال تلك المدارس التخصصية التي صرف عليها (10) مليون دولار بالتمام والكمال ، تمّت (فرهدتها) على عينك يا تاجر ولم نجد من يقوم بالسؤال على الأقل لمعرفة أين وكيف صرفت تلك الدولارات وماذا كان الناتج من ورائها ؟!.. نحن لا نتهم أحد ، كوننا نستقي معلوماتنا من أهل الشأن سواء كانوا في الوزارة أو اللجنة الاولمبية أو اتحاد الكرة والأخير لم نر منه بطولة للفئات العمرية طيلة السنوات الماضية وكان يعتمد بكل شيء على ما تود عليه المدرسة التي نراه يتنكّر منها ليركب الموجة مع من ركبها ويتحوّل إلى إحدى زوايا الوزارة وهو يأمل أن يحصد ثمار سكوته وتقرّبه هذا ، كون الخزانة باتت (خاوية) ويعلم أن عملية إدامتها لابد أن تمرّ عن طريق وزارة الشباب والرياضة ولا بأس من التضحية بمدرسة للحفاظ على مكاسب منتظرة !. أما اللجنة الأولمبية الغارقة بالصراعات حول كرسي الرئاسة وما جرى بسببه ، فهي الأخرى لم تقل رأيها او تدافع عن المدرسة ، لأنّها وبكل أفرادها ، تحتاج أن تكسب ودّ الوزارة أو السيد الوزير ومن هم مستشاروه ، لكي تبقى محافظة على أحد مصادر قوّتها أو على الأقل يبقى عندها ورقة لتلعب بها ، عندما يشتد الصراع وهو قادم لا محالة ... بعد كل هذا ، هل نجد من يشكك أن جميع الخيوط ، باتت تمسك بها الوزارة التي لا ننكر أننا نريدها قوية ومقتدرة وفاعلة ولكن ، ليس على حساب مشاريع كانت وستبقى تدر علينا الخير الوفير مع أنّها لم تكلّف أحداً ما هو غير معقول .. صحيح نحن نعيش في زمن أللا معقول ، لكن نتأمل أن نرى العقلاء هم من تكون لهم كلمة الفصل التي نحتاج لمن يفعّلها ويخلّصنا من تلك الحلقات التي لم يعد لها هماً سوى مصادرة عمل الآخرين ، سواء بالترهيب أو الترغيب ومها كانت التضحيات ، طالما أنّها لن تكلّفهم (قطرة) دم أو (عرق) واحدة أو أي قرش وعند العكس من ذلك ، إذا فهي الحرب (القذرة) التي نتوقّع أن يقترف فيها المحرّمات ولا تقولوا لنا ، لن يحدث ذلك أو نسمح بحدوثه ، لأن الواقع هو من يتحدث بالوقائع والأفعال فهل من مكذّبٍ ؟! ... دمتم ولنا عودة ...