ان الطبقة السياسية التي جاءت مع الغزو الامريكي للعراق في نيسان 2003، وفق خطة مسبقة اعدتها استخبارات دول عديدة ، كانت في اساسها مجموعة غير منسجمة او متجانسة ، والتي اطلق عليها انذاك مجازا تسمية المعارضة العراقية، في حين انها اقتقدت لهاتين الصفتين؛ فهي لم تكن معارضة بالمعنى الحقيقي للكلمة، بل كانت تضم افراد تجمهعم دوافع ثلاثة هي : رغبة شبقة في تولي السلطة، ونهم جشع للمال، وحقد دفين على العراق . كما انها لم تكن عراقية تماما، فهم في معظمهم من العراقيين المقيمين خارج العراق ومن المتجنسين بجنسيات اجنبية اهمها البريطانية والامريكية والايرانية والسورية ، تليها الفرنسية والهولندية والسويدية والدنماركية وحتى البولونية والروسية ، وقد مضى على ترك معظمهم للعراق اكثر من 25 سنة. وقد تشكلت هذه المجموعة التي كانت قد تجمعت شيئا فشيئا منذ عام 1961 في قرى حدودية نائية، ثم جمعهم معسكر صغير يقع في المثلث العراقي-الايراني-التركي، الذي صعب على صدام حسين قصفه لقربه من الحدود الدولية، والذي ضم غرف طينية صغيرة، ضمت كل غرفة ماسمي بحزب سياسي مكون من مجموعة من الافراد لايزيد افضلهم عن 60 شخصا. وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني اقوى هذه المجموعات لسبق في هذا المضمار ولنشاطه على ارضه وبين جمهوره . وقد عانت هذه الاحزاب طويلا من قلة انصارها وشحة مواردها وضعف تعليمها، ناهيك عن افتقادها لسياسة استراتيجية للعمل السياسي، لاسيما وان معظمهم لم يتسنى الحصول على تعليم عالي الا ماندر، وكل رصيدها كان دعم خارجي ، وتأييد طائفي ، مستندين على الدين والتطلعات القومية واحلام التاريخ . وكانت هذه المجموعات تنقسم- بحسب كبرها- الى:- 1.قومية ، كالاحزاب الكردية واهمها الديمقراطي والاتحاد، وحزب اشوري هو الحركة الديمقراطية . 2.دينية ، كالاحزاب الشيعية المدعومة من ايران مثل حزب الدعوة والمجلس الاعلى ، وحزب سني هو الحزب الاسلامي . 3.علمانية، كالحزب الشيوعي . 4.تاريخية، كالحركة الملكية الدستورية. 5. احزاب صغيرة لا تاثير لها ، مثل حزب الشعب الكردي لسامي عبد الرحمن ، وحزب كادحي كوردستان، وافرع الكردي للحزب الشيوعي العراقي وغيرهم . ونتيجة لظروفها الصعبة والمعقدة ، فقد اضطرت هذه المجموعات لاعتماد اساليب حقيرة من اجل البقاء ، مثل السرقة وخطف الاشخاص والقتل وغير ذلك. ومن الغرابة ان نجد اصغر هذه الاحزاب التي ادعت تمثيل الاقلية المسيحية في العراق كالحركة الديمقراطية الاشورية قد مارست تلك الاعمال الوحشية. ومن البديهي ان يجري اسستخدام هذه الجماعات المعارضة دوليا ، فطالما استخدمت امريكا وايران وسوريا واسرائيل وغيرها هذه المجموعات وابرزها الاحزاب الكردية لخلق الاضطرابات للحكومة العراقية. لذا فقد كان اكراد العراق السباقين للتعاون مع هذه الدول ، الا ان الانكسار الابرز لهم كان في عام 1975 عندما وقع العراق وايران اتفاق الجزائر. فانهارت الحركة الكردية واختار القسم الاكبر منهم تسليم نفسه وسلاحه للحكومة ، فيما اختار اخرون الهروب الى ايران ليعيشوا في المنفى 15 عاما ليعودوا عام 1991 بعد انشاء الملاذ آلامن شمال العراق من قوات التحالف الدولي . - احزاب بشعبية ضعيفة وعلى الرغم مما اشيع عن شعبية هذه الاحزاب الا ان ذلك غير صحيح , فقد ظلت الاحزاب العراقية تعاني من حالة عدم الرضا الشعبي، وان شهدت شعبييتها حالات مد وجزر بحسب رخاء احوال الحزب ومدى قربه من السلطة حتى تاريخ استلامها السلطة، مما دفعها الى قبول الكثير من البعثيين، ناهيك عن انتقال مؤيديها من حزب لاخر. وقد قدم لنا المرحوم يونان هرمز احد اعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني وصفا دقيقا لذلك في مذكراته، فقد تم جمع اعضاء الحزب المذكور في اربعة غرف في احد فنادق طهران عام 1975، ولم يتعدى عددهم 200 شخصا. فيما نقل زعيمهم التاريخي مصطفى البارزاني الى الولايات المتحدة ليموت معزولا هناك. اما الحزب الاخر وهو الاتحاد الوطني فقد دخل العراق في اذار 1991 قادما من تركيا وعقد اول لقاء لانصاره في قاعة كنيسة الارمن في محلة كيسته في زاخو ، ولم يتعدى اتباعه المئة وخمسون شخصا ، وكانت زوجته ترتدي سروالا رجاليا كرديا وتتنقل على اسطح المنازل لتصويره ، وقيل انذاك انها زوجته الصحفية الفرنسية، ولكنها في الحقيقة لم تكن لا صحفية ولا فرنسية. اما الاحزاب الشيعية العراقية، فباستثناء حزب الدعوة الذي تعود بداياته الى عام 1957، الا ان المجلس الاعلى قد انشأ في ايران بدايات الحرب العراقية الايرانية 1982 ، لذا فانه اعتمد على الفارين والهاربين الشيعة من الحرب انذاك فوصلت اعداده الى عدة الاف اثناء دخوله العراق عام 2003. وقد استخدمتهم ايران لتعذيب الجنود العراقيين الاسرى لديها، والذين ستستخدمهم الولايات المتحدة لاحقا لتغيير نظام صدام حسين. وقد وجدت الولايات المتحدة فيهم افضل السيئيين لاسقاط النظام السابق والانتقام منه ومن الشعب العراقي وعرقلة تطوره لقرون عديدة تعيده الى ماقبل عصر الصناعة ، كما قال جيمس بيكر لطارق عزيز في محادثات عام 1991. وعلى الرغم من ان الولايات المتحدة قد استخدمتهم بشكل ذكي وهي تعلم ابتدءا ان لا ثقة في اي منهم . فالاكراد وهم اول المتعاونين معهم مازالوا منقسمين على انفسهم بشكل يصعب توحيدهم حتى بعد ان قامت وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت بجمعهم في واشنطن والتوقيع على اتفاق سلام بينهما في 27/9/1998. كما ان رغبتهم الجامحة في الاستقلال هي الغاية القصوى لهم. اما الطرف الشيعي فيعاني من عقدة الولاء المذهبي لايران مما يجعل الثقة به ضعيفة جدا، لا بل حتى ان اليبرالي الشيعي احمد الجلبي والذي قاد الولايات المتحدة لاحتلال بلاده، هو شخصية براغماتية مثار جدل، وقد ارتمى في احضان ايران بمجرد وصوله للسلطة وزارها اواسط عام 2003، مما جلب نقمة الامريكان عليه حتى يومنا هذا. ناهيك عن ان الاحزاب الشيعية الاخرى كانت ايران قد انشأتها اثناء حرب الخليج الاولى 1980-1988 بين العراق وايران بقصد تخفيف الضغط على الجبهات العسكرية. اما الاحزاب الصغيرة الاخرى فتاثيرها ضعيف على المشهد السياسي العراقي ولاتمتلك اصلا اي رؤية فكرية للاصلاح. - اذا لم تكن مؤامرة ، فماهي ؟ كان المحور الدولي حاضرا في حروب الخليج جميعها وذو تأثير كبير، فحرب الخليج الاولى 1980-1988 بين العراق وايران ، والتي جاءت ردا على ازمة الرهائن الدبلوماسيين الامريكان في ايران عام 1979، والمتمثلة بقيام مجموعة من الطلاب الايرانيين منهم احمدي نجاد الذي اصبح رئيسا لايران فيما بعد، قاموا باقتحام السفارة الامريكية في طهران دعما للثورة الاسلامية الايرانية واحتجزوا 52 دبلوماسيا امريكيا لمدة 444 يوما من 4 تشرين الثاني 1979 حتى 20 كانون الثاني 1981. وبعد فشل المحاولة الامريكية العسكرية لتحرير الرهائن في 24 نيسان 1980 مما ادى الى تدمير طائرتين ومقتل ثمانية جنود امريكان ، وكانت الولايات المتحدة قد هيأت عدوا للخميني يقوم بمهمة معاقبة نظام الخميني في ايران الذي عاد الى طهران في 1 شباط 1979 ويجنبها تكاليف الحرب الباهظة ، وكان افضل عدو له هو صدام حسين ، الا ان هناك مشكلة فنية بسيطة وهو ان الرئيس العراقي انذاك كان احمد حسن البكر الذي يبدو غير مقتنعا بشن الحرب على ايران بحكم خبرته العسكرية كضابط عراقي . وبالفعل جرت ترتيبات تغيير القيادة العسكرية بسرعة واستلم صدام حسين الحكم في 16 تموز 1979 ليهيأ نفسه لحرب طويلة استمرت قرابة 8 سنوات، للفترة من 22 ايلول/سبتمبر 1980 ولغاية 8 آب 1988. وليعلن صدام نفسه منتصرا داعيا الشعب العراقي الى ان يحتفل بهذا النصر ( كل على طريقته الخاصة ). في حين كانت العبارة الابرز في رسالة الخميني هي ( انه بقبوله القرار 598 كمن يتجرع كأس السم ). اما حرب الخليج الثانية في 17 كانون الاول الى 28 شباط 1991 والتي سميت بعاصفة الصحراء والتي جاءت ردا على غزو العراق للكويت في 2 آب 1990والتي يبدو ان صدام قد اقحم فيها، ردا على اجراءات عديدة ابرزها في الجانب الاقتصادي، بايحاء من السفيرة الامريكية في بغداد ابريل غلاسبي التي التقت صدام قبل 8 ايام فقط من الغزو في 25 تموز 1990 وبعبارة ( نحن لا فكرة لدينا عن النزاعات العربية- العربية، مثل الخلاف الحدوي مع الكويت. وان خارجية الولايات المتحدة قد سبق وان اخبرتكم بان واشنطن ليس لها اي تعهدات امنية او دفاعية مع الكويت ). وقد عقدت الكويت اتفاقية امنية مع الولايات المتحدة وبريطانيا في ايلول 1991 لمدة عشر سنوات جددت لاحقا. وكانت خاتمة هذا العنصر الدولي الفاعل في حرب الخليج الثالثة والمتمثلة بالغزو الامريكي للعراق في 20 آذار 2003 ولغاية 18 كانون الاول 2011. والحدث الابرز فيها هو سقوط بغداد في 9 نيسان 2003. وتسليم السلطة الى المجموعات الشيعية التي تقودها ايران الى جانب الدور الكردي الذي سبق له منذ اقامة الملاذ الآمن في عام 1991، وذلك بما يحقق حلم ايران في مايلي: - الانتقام من العراق لفترة ثماني سنوات من حرب الخليج الاولى. - والحصول على تعويضات عن تلك الحرب بوسائل مختلفة. - التملص من تاثير العقوبات الدولية عليها. - استخدام العراق كورقة ضغط في مفاوضات ايران النووية . وكان المحور الرئيس في ظل هذه التجاذبات والصراعات السياسية هو الملف النووي الايراني الذي يشبه الى حد كبير ملف اسحة الدمار الشامل العراقية. وطيلة 13 عاما من المفاوضات بين ايران والدول الست والتي شهدت شدا وجذبا كبيرين انعكس تاثيره بشكل واضح على المشهد اليومي العراقي . فايران قد اصبحت اللاعب الرئيسي على على الساحة العراقية ومن هنا امتد تاثيرها الى العديد من دول الشرق الاوسط لاحقا مثل سوريا ولبنان واليمن وفلسطين والبحرين . ولم ينجو من هذا التأثير سوى دول المغرب العربي بحكم البعد واختلاف المذهب والثقافة. وكانت ايران اللاعب الوحيد على الارض، في حين كانت الولايات المتحدة تلعب في الفضاء ، لذا كان التأثير الايراني اشد واكبر. وقد كان للاتفاق النووي الذي توصلت اليه ايران مع الولايات المتحدة بتاريخ 14/7/2015 انعكاساته على لشرق الاوسط عموما واللعراق خصوصا. فبعد ان ظّل شيعة العراق ولفترة طويلة مقتنعين بان ايرن هي افضل ولي لهم او صديق ، سرعان ما سيجدوا انفسهم مخدوعين ويكتشفوا متاخرا جدا بان ايران التي تجمعها بهم مذهبيا انما تختلف عنهم قوميا وحضاريا ، وانها لا تختلف عن اي دولة اخرى في العالم في تفضيل مصالحها القومية على الاخرين ، وانها لن تكرر تجربة نظام طالبان في افغانستان وغير مستعدة لاضاعة مصالح شعبها من اجل شخص ما مهما بدا عزيزا عليها ، لا بل ستكون مستعدة لتسليم شخص خدمها كثيرا مثل المالكي، او ستطلب منه في افضل الاحوال ان يغادر اراضيها تلافيا لغضب الدول الكبرى وعلى راسها الولايات المتحدة. فأيران التي نجحت بمهارة فريقها الدبلوماسي المحترف ان ينتزع توقيع الدول الكبرى على الاتفاق النووي وافلتت في سابقة نادرة من نظام العقوبات الدولية، انما تواجه معارضة شديدة في الكونغرس الامريكي الذي يغيضه خروج ايران منتصرة، وسيظل الكونغرس يبحث عن ثغرة في التطبيق من جانب ايران ليعيد العقوبات عليها او يشدد منها . وايران اول من يدرك ذلك تماما ولا تريد ان تنقلب ضحكة وزير خارجيتها الى حزن. لذا فان زيارة كبير المفاوضين الايرانيين ووزير خارجيتها ظريف عقب الاتفاق النووي ب 13 يوما بالتحديد للمرجع الديني الاعلى للشيعة في النجف بتاريخ 27/7/2015 دون المرور بالعاصمة العراقية بغداد منتهكا بذلك قواعد البروتوكول الدبلوماسي ، انما تندرج في هذا السياق . ولقد اقتنع السياسيون الحمقى في بغداد او اوهموا انفسهم بتصريح ظريف عقب تلك الزيارة بانه قد ناقش مع السيد السيستاني وهو من اصل ايراني ، اوضاع العراق والمنطقة وجهود مكافحة الارهاب وشرح مفصل للاتفاق النووي. ولكن اي وزير خارجية في العالم يمكن ان يناقش هذه الامور مع مرجع ديني كبير؟ والبديهية الغائبة في هذا السياق ، ان لا احد يحترم العملاء ، حتى من اولئك الذين جندوهم ، بعد استنفاذ اغراضهم. بعد تلك الزيارة بثلاثة ايام، اندلعت في البصرة كبرى مدن جنوب العراق تظاهرات محدودة مطالبة بالكهرباء والخدمات الاخرى. ولم تمر ايام حتى تجددت التظاهرات ليشهد العراق اكبر تظاهرة منذ سقوط صدام حسين في 7/8/2015 مع جملة مطالب بالاصلاح رافقتها دعوة المرجع السيستاني لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالاصلاح وضرب المفسدين بيد من حديد ، مما زاد في جذوة تلك التظاهرات وزيادة سقف مطاليبها، ثم تحولت الى تظاهرات دائمة، فسقطت مناصب كبيرة فارغة مثل نواب رئيس الجمهورية ونواب رئيس الوزراء واخرون. واصيب حكام العراق بالذهول من الصدمة ، فشرع كل يرتب اوراقه بطريقته الخاصة. فمنهم من حاول الهروب خارج العراق، ومنهم من قدم استقالته للمتظاهرين ومنهم من تنازل عن منصبه او وضع استقالته امام رئيس الوزراء. وعموما فقد ركب الجميع موجة الاصلاح وايدوها ابتداء، ليفيقوا من الصدمة بعد اسبوع فيتراجع الكثير منهم تحت تاثير لذة الامتيازات الوظيفية. وذهب المالكي الى طهران بعد الغاء منصبه لحضور مجمع ديني ومؤتمر اتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية من 15- 19/8/2015 وأصرت ايران على تقديمه بصفته الملغاة كنائب اول لرئيس الجمهورية وبشكل يثير الاستغراب ويبعث على الضحك لاسيما وانه ناقش العلاقات الاقتصادية والامنية بين البلدين بدون ان يحمل اي صفة رسمية. والتقى هناك قائد الجمهورية الاسلامية خامنئي واخرون بشكل غير علني. ليحذر المرشد الايراني من محاولة تقديمه للمحاكمة ومهددا في نفس الوقت بتدمير العراق واثنى على اداء حكومة المالكي،ليعود المالكي بطائرة ايرانية بعد ان غادر العراق بطائرة عراقية، ويهدد بتصفية خصومه . والحقيقة، ان عودته من ايران بهذه السرعة لها دلالاتها في ان ايران قد استنفدت اغراضها منه ومن زملائه، واستطاعت ان تجتاز محنة العقوبات الدولية من خلالهم، وتمت التضحية بالام ليعيش الطفل . وقد عبّر الرئيس الامريكي اوباما عن تلك الحقيقة المرة في الخامس من اغسطس/اب الجاري بقوله : ان الحرب على العراق وقتل الرئيس العرقي صدام حسين كان خطأ كبيرا ، وان ايران هي المستفيد الوحيد مما حدث.
- المطلوب ثورة لا انقلاب في العراق والسوال الان هو ، الى اين يتجه العراق بعد 13 عاما من الفوضى ، والتفجيرات التي تجاوزت 26 الف تفجيرا ، ونهب المال العام الذي فاق 800 مليار دولار ، وتشريد ثلاثة ملايين عراقي، ناهيك عن الخسائر البشرية التي تجاوزت 162 الف عراقي؟ لاشك ان العبادي الذي قاد عملية التغيير ضد المالكي قبل سنة في 17/8/2014 ، اضعف من ان يواجه رفاقه السابقين وزملائه الحاليين في ظل التدخلات الدولية الواضحة وتعاظم نفوذ الميليشيات المسلحة ، الى جانب سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على ثلث البلاد، وضعف الامكانات المالية، وانقطاع طرق العودة للكثير منهم، اضافة لملاحقة العراقيين لهم اينما كانوا. وفي المقابل لن ترضى الجماهير التي تحملت شتى انواع الفساد لاكثر من عقد الا بالتغيير الكامل للاصلاح، وان مجرد تغيير بسيط في وجوه السلطة الدينية الحاكمة مع بقاء نفس الفلسفة السياسية هو انقلاب لن يغير كثيرا مادام يرتبط بنفس الاجندات ويطبق نفس الاسلوب الذي قاد الى كل هذا الخراب. لا بل ان العراق مقبل على ثورة ستطيح بالنظام السياسي برمته، ليفرز طبقة جديدة تتولى السلطة فيه تسود على بقية الطبقات في المجتمع وتغير شكل العلائق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والقانونية، بعد فشل تجربة الاسلام السياسي في العراق.
|