الترشيق ثم الترشيق ثم الترشيق

كلمة أرهقتني وأخاف منها كثيراً، لأنني لا اريد مرة أخرى، أن يتجاوز مقاس بنطالي الـ ٣٢، مما سيسبب لي الإزعاج، واهدار لجهدي ووقتي, الذي قضيته وانا أمارس الرياضة، والمنهاج الغذائي السليم، الذي كان غائباً عني منذ ولادتي.

ظهرت هذه الكلمة أمامي من جديد، فمثلما أبو المثل ما خله شي ما كاله، تجربتنا السياسية العراقية، أظهرت لنا كثير من المصطلحات، والكلمات، التي لم تكن موجوده في العرف السياسي، منها التوافقية، المصالحة، وغيرها حتى أوصلتنا الى مايعرف بالترشيق!


كنت أظن أن ترشيق الحكومة، يعني أن تمارس الرياضة في قاعة أو معهداً رياضي للترشيق، وإجراء عمليات شفط الدهون، مع ملاحظة أن يكون هذا المعهد رجالي؛ لوجود أمرأة واحدة فقط في جميع تشكيلاتها المتعاقبة.

من خلال المتابعة المستمرة، وحفاظاً، على اللحمة، والمشاعر الوطنية، أوجدت بعض الاستفسارات, التي يجب معرفتها والإجابة عليها، قبل البدء بهذه الخطوة المباركة، التي سوف تحمي الدولة, من مضاعفات السمنة الزائدة في المستقبل.

هل البرلمان مشمول بهذا الترشيق؟ ٣٢٨ عضواً وضعوا أعتباطاً، دون اي تعداد سكاني، وماذا عن أعضاء مجالس المحافظات، هل هم معفيين من هذا الترشيق؟ أم أنهم يتمتعون بمواصفات الرشاقة السليمة الطول - ١٠٠ .

ماذا عن رواتب الرئاسات الثلاثة والوزراء ومن هم بدرجاتهم؟ أم ان من بيده السلطات الثلاث لا يرشق! لان المتعارف عليه أن المسؤول الكبير يجب أن يكون صاحب كرش كبير.

ترشيق أستثمار أموال السياسيين والمسؤولين خارج البلاد، والاتجاه للاستثمار في الداخل؟ هل هو مشمول أم أن المواطن العادي, لا يحتاج الى السمنة, خوفاً عليه من ارتفاع الضغط, والسكر, المرافقين للسمنة المفرطة.


لم يفتني ترشيق كلام الناطقين, وتصريح النواب والسياسيين؟ هل هو مشمول حتى لا نصاب بدوار عدم الاستقرار أم نعمل بالمثل القائل ( المبلل ما يخاف من المطر ) .


نعتقد أن كل ما ذكر في أعلاه، هو بحث أخر يحتاج الى وقت طويل، يمكن أدراجه في ملحق من مادة واحدة، يتبع البرنامج الرئيسي، وأن المقصود من هذا الترشيق هو ألغاء ودمج الوزارات, لكي تصل الى ١٥ وزارة فقط، وألغاء الهيئات الغير مستقلة التي لا تكلف الميزانية آي شيئ, لان عملها تطوعي، ورؤسائها وأعضائها, يركبون التكسي, وسيارات وزارة النقل ذات الطابقين.

المشكلة، أن الترشيق لم ينجح في حكومة السيد العبادي، لان اللاعبين لا يملكون الإصرار اللازم لفقدان الوزن، ويحتاجون الى برنامج, على غرار برنامج الرابح الأكبر، الذي عرضته قناة الـ MBC.

لذلك في كل دورة حكومية، علينا أن لا ننسى الترشيق، لان وزاراتنا، وهيئاتنا، ووكلائنا، ومدرائنا العامين، في زيادة مستمرة، خصوصاً اذا كانت جميع التخصيصات المالية من النوع الـ( الدسم )، الذي يسبب تزايد الشحوم في منطقة حزام البطن.