لايزال يدور الکثير من الجدل و هناك الکثير من الرٶى و وجهات النظر المختلفة بشأن التظاهرات الدائرة في العراق و الى أين تتجه و کيف ستکون سياقاتها النهائية، غير إن الذي بدأ يلفت النظر إن شعارات و هتافات ضد التدخلات الايرانية في العراق وحتى تمزيق صور المرشد الاعلى لنظام الجمهورية الاسلامية في إيران، صارت من ضمن المشاهد التي باتت تتکرر في هذه التظاهرات وهذا الامر بحد ذاته يدل على إن المتظاهرين قد باتوا يدرکون و يعون جيدا أساس و مصدر و بٶرة المشاکل و الازمات و المعاناة و المصائب في العراق. ترديد شعارات معادية لرجال الدين و شعارات من قبيل(إيران برا برا بغداد تبقى حرة)، يعني بإنه قد طفح الکيل بالشعب العراقي و لم تعد تخدعهم عمامة و لاالشعارات و الطروحات الدينية و الموجهة بعناية من أجل سلب العقول و الارادة و تقييدها بمقاصد ضيقة تدغدغ کذبا و زيفا أمورا و قضايا بالغة الحساسية، وإن الشعب العراقي صار يسعى فعلا من أجل حريته و إرادته المصادرة منذ أکثر من 10 أعوام بحجج و مزاعم واهية. التدخلات الايرانية المشبوهة في الشٶون العراقية و تجيير الامور بصورة او بأخرى لصالح أهداف و غايات تخدم المصالح الضيقة الخاصة لطهران على حساب العراق و شعبه وخصوصا على الصعيدين الاقليمي و الدولي، جعل السياسة و الاقتصاد العراقيين مقيدين و رهينين بما تمليه و ترغب بها طهران، أضر و يضر کثيرا جدا بالشعب العراقي خصوصا وان فرض وجوه و شخصيات ليس لها من علاقة بالسياسة و لاتمتلك أية رٶية وطنية خاصة للأوضاع، قد ساهم في تفاقم الفساد بمختلف أنواعه و تدهور الاوضاع و الامور بصورة غير عادية، وعندما ندقق في المحصلة النهائية نجد إن طهران هي المستفيد الاکبر من کل هذه المجريات و الوقائع الکارثية التي تحيق بالعراق و شعبه، ولذلك فإن تصاعد الوعي السياسي بشأن مشبوهية الدور الايراني صار من الملامح الاساسية لهذه التظاهرات و للموقف العام للشعب العراقي. الملاحظة المهمة التي يجب نأخذها بنظر الاعتبار، هي إنه وفي الوقت يزداد فيه الوعي السياسي الوطني العراقي بخطورة الدور الايراني و بضرورة محاکمة المالکي و رجالات عهده المشٶوم، نجد إن طهران تبذل جهودا مضنية بالاتجاه المعاکس تماما، وهاهي قد أرسلت الجنرال قاسم سليماني قبل أيام من أجل مهمة تتعلق بالدفاع عن المالکي وعدم السماح بمحاسبته بالاضافة الى تناول موضوع التظاهرات الجارية، وقطعا فإن هذه الزيارة و غيرها المشابهة لها ليست في صالح العراق و شعبه و يجب الحيطة و الحذر الکاملين منها لإنها تهدف بالاساس للدفاع عن الفساد و التبعية و الفقر و المجاعة في البلاد.
|