نصيحتي للعبادي .. لا تضع الشوك في قَبركَ!

عاش (م....) في منطقتنا قبل أكثر من مائة عام كان يجيد القراءة والكتابة حينها وغالبية السكان بالطبع كانوا أُميين.لَجأ هذا الرجل للإيقاع بِفلاحي المنطقة بطريقة خَبيثة وكان يُمضِيهمْ على أوراق رسمية لرهن أراضيهم مقابل مبالغ لا تتعدى عشرات الدنانير حينها. وصار في حوزته آلاف قطع الأراضي المرهونة "رسميا".
جَديّ الراحل كان احد ضحاياه ،إذ رَهنَ له عدِة قطع أراضي، في الخمسينات والستينات من القرن المنصرم، رحل جدي أواسط الثمانيات ولم يُكحل عَيناه بعودة تلك الأراضي . حاول اثنان من أعمامي استردادها فلم ينجحا.
لا اعلم متى رَحل الرَجُل بالتحديد .. لكنْ الكثيرين لعنوه بعد مَماتِه لِما لاقوهُ من عذابات معه . تولى أبنه ألِبكر مهمة إعادة الأراضي إلى أصحابها بعد مماته، فأوكلَ شخص لِلمُهمة بوكالة رسمّية داخل العراق لأنه مقيم خارج البلد. حَصلتُ على تلفون الابن بالصدفة عام 2012 واتصلت به وزودته بأرقام قطعتين عائدتين لنا.
قال انتظرني أخي سأدقق السجلات وسأتصل بك خلال ساعة. اتصل الرجل فعلا ولم اصُدق موقفه الطيب حتى هذه اللحظة . قال جُملة لن أنساها أبدا:
(أخي العزيز أنا لا أحب ان يضع أحدا شوكاً في قبري) بعد مماتي، كما فعل والدي.. سأعيد إليكم عبر وكيلي كُل أراضي جَدُكَ دون أي مقابل فقط .. أرجو منكم ان تتحملوا النفقات الرسمية للمحكمة. واتفقنا. وأمَرَ وَكيلهُ فعلاً..
أعَدنا قطعة واحدة ووصلت الثانية للخطوات الأخيرة لكن احتلال الموصل على أيادي عصابات دولة الخلافة الاسلامية الإرهابية - داعش كان أسرع.
.........................
نصيحة لحيدر ألعبادي خَليفة أفسدْ حكومات عَرفها ليس العراق حسب إنما التاريخ والعالم.. إما ان تساهم من موقعك كرئيس للوزراء في إعادة حقوق ألناس المسلوبة وتحاسب السُرّاق والحرامية منذ2003 وتضربَ بِيد من حديدٍ وتُعيد هيبة الدولة العراقية مَدعوما من طرفين لا أحدْ يَغلبهُما، الشعب والمرجعية، وبذلك تقطع الطريق أمام من يريد وضع الشوك في قبرك حين ترحل.. وأنت من سيقرر.
............
أو، بالمناسبة هناك بعض التشابه بينك وبين غورباتشوف آخر رئيس سوفيتي في شَكل الرأس من حيث الصَلعة وقٌصر القامة.. أخشى ان تكون آخر رئيس لوزراء العراق قبل تقسيمه