تعاني مدينة الحرف الاول ذي قار من شحة الصحفيين المهنيين القادرين على النهوض بواقع الصحافة والاعلام فيها, رغم وجود مئات الذين يحملون هويات الصحافة ويعملون في مؤسسات اعلامية, ورغم وجود المئات من خريجي اقسام وكليات الاعلام. القاب ما انزل الله بها من سلطان لشخوص تفتقر الى ابسط مقومات العمل الصحفي, وسرعان ما تكتشف بانها بحاجة الى تطوير مهارات العمل, والغريب انعدام الرغبة لديهم في البحث عن اسباب النجاح ومواكبة التطور الحاصل في مجال العمل الصحفي. صحفيون متمرسون ابعدتهم هموم المادة وكسب الرزق بعيداً, فصار البعض منهم فلاحاً لديمومة خضرة شجرة المسؤول, وبات يتقاسم الثمار التي تسقط على الارض, لان المعلقة فيها تكون من نصيب المسؤول دون منازع, وهنالك من باع الضمير وشرف المهنة لمجرد القرب والتزلف وارضاء الغرور وتعويض النقص في الشخصية. لابد من العمل على استثمار طاقات الشباب الواعي عماد المستقبل المشرق, واملنا في الخلاص من عجرفة اصحاب النفوس المريضة, من الذين اغرتهم قدرتهم على التلاعب بالكلمات وايهام الاخرين بانهم صوت مسموع وكلمة مؤثرة, وفي حقيقة الامر هم لا يفقهون من آفاق المعرفة شيء يذكر, سوى تلميع صورهم وصور اسيادهم اصحاب النفوذ والجاه والسلطة. في كل دعوة او دورة او لقاء يجمعنا بالكوادر الشابة, المس اصرار وعزيمة وأُفق واسع لدى الشباب المتحمس لخوض غمار مهنة المتاعب ومن كِلا الجنسين, الرغبة والاندفاع وكثير من المؤهلات موجودة, لكن تلك المواهب بحاجة الى صقل, واصحاب الشهادات الجامعية منهم في هذا المجال بحاجة الى الارشاد والتدريب والتوجيه واعطائهم الفرصة للعمل. كثير من المؤسسات ومنافذ الاعلام تتحدث عن عدم وجود الامكانيات المادية لاحتضان هؤلاء الشباب وتطوير مهاراتهم, النقابات والاتحادات الصحفية هي الاخرى تتنصل عن مسؤوليتها بنفس الحجج, الحكومة ليس لها منافذ لتطوير الشباب, وعجزنا عن طرق الابواب لهذا الغرض دون جدوى. ولا اخفيكم يخشى كثير من الزملاء, هواجس خوض غمار هؤلاء الشباب للعمل الصحفي وتحقيقهم نجاحات, قد تغطي على اسمائهم, وقد تتفوق في مجالات الكتابة الصحفية المتنوعة, وتكون اسماء لامعة مستقبلاً تحجب الاضواء عن الكلاسيكيين الذين رفضوا تطوير انفسهم ومواكبة تطور فنون الكتابة الصحفية. ان الشباب الصحفي مستقبل ذي قار المشرق, وعلينا ان نعمل ونساهم جميعاً في سبيل تطويرهم, لنعيد لذي قار دورها ومكانتها بين محافظات العراق, وان لا ننسى بانها مهد الانبياء ومدينة الحرف الاول والواح الطين التي علمت الانسانية معنى الكتابة وصناعة الحضارة وكتابة التاريخ بأحرف من نور
|