تحت أي صنف يحب مقتدى الصدر إن يضع نفسه , هل تحت رجال الدين أم رجال السياسة , فان اختار أن يكون رجل دين فها هو صوت المتظاهرين يملآ الخافقين (باسم الدين باكونه الحراميه) , وان اختار أن يكون رجل سياسة فالشعب قد رفضهم ولفظهم من فيه , ومن هنا تكون دعوته لأتباعه (الذين سبق وان وصفهم بالجهلة) بالتظاهر محض هراء وضحك على الذقون ومحاولة منه لركوب الموج أسوة له بمن سبقه من عمائم الانتهازية والكهنوتية , لأنه إنما يدعوا للتظاهر على نفسه وإمعاته السياسيين الفاسدين، نعم مقتدى الصدر وكتلته جزء رئيسي من المؤسسة الدينية والمنظومة السياسية التي تسببت في خراب العراق وهلاك شعبه , فكتلته تمثل احد الأركان الرئيسية في حكومة الفساد والمفسدين وهي التي تسببت في تسلط المالكي على رقاب الناس لولايتين متتاليتين ضمن صفقة تمت معه على حساب الوطن والمواطن , كما إننا لا ننسى أن مقتدى الصدر من الشخصيات التي تمتاز بسرعة التلون والانقلاب وتغيير المواقف وخير شاهد نقضه لاتفاقية أربيل التي اتفق فيها مع بعض الأطراف على إقالة المالكي ولكنه في اللحظات الأخيرة نكص على عقبيه وقال إني مطيع للولي الفقيه الإيراني , فضلا عن تزعمه للمليشيات التي كانت من السباقين إلى سفك دماء الأبرياء وإشعال نار الطائفية وغيرها من المواقف التي يطول المقال لذكرها وهي ليس بخافية على احد. منذ أكثر من شهر والتظاهرات تجوب المحافظات في ظل ظروف مناخية قاسية الحرارة ناهيك عن الاعتداء على المتظاهرين والتسويف والتخدير ولم نسمع عن مقتدى الصدر سوى الخطابات الوصولية التي يعبر فيها عن تأييده الإعلامي للتظاهرات فأين كان عنها؟ , هل كان يغمر في سباته أسوة بالحوزة الصامتة كما يسميها والده الصدر ؟, أم انه كان يتجنب إزعاج الولي الفقيه المنزعج من التظاهرات أصلا , والذي أمر بغلق مكتب الصدر الثاني في إيران أيام تصديه لزعامة الشيعة بتهمة العمالة للنظام السابق , فمن يخون والده ويهون عليه دمه ومنهجه يخون ويهون عليه الوطن والشعب. إن دعوة مقتدى هذه تكشف انه لم يصدر أوامر مسبقا لأتباعه بالانخراط مع ركب التظاهرات وهذا بدوره يكشف كذبة الدعم المزعوم , بل انه لا يؤيدها باطنا , كما أنها تثير الكثير من علامات الاستفهام والريبة فالملاحظ علي ما صدر منه من أوامر أنها اقتصرت فقط على تظاهرات ساحة التحرير , وفقط على أتباعه الذي يسكنون في بغداد أما غيرهم في بقية المحافظات فأمرهم بعدم الخروج والصمت والسكوت ولا نعلم هل أن التظاهرات في بقية المحافظات باطلة حتى يستثنيها من لائحة أوامره وتخبطاته؟ , أم أن هناك دور مرسوم له سيؤديه في هذه المرحلة في بغداد يستهدف تمييع التظاهرات بذريعة إعطاء الفرصة والوقت (التي لوح لها السيستاني) ليعيد لنا قصة مهلة المئة يوم المشؤومة التي حددها في السابق مقتدى للمالكي ومرت المئة والمئات بل السنين وسكت وصمت مقتدى , أو انه سيعمل إلى الإجهاض على التظاهرات من خلال القيام ببعض الممارسات التي تعطي الذرائع لقمعها لأن التجارب أثبتت أن حضور وتدخل مقتدى يؤدي إلى عرقلة وإجهاض أي مشروع يصب في صالح العراق وشعبه ويتعارض مع مصالح الإمبراطورية الفارسية المزعومة. وختاما نقول له ولأمثاله من تجار الدين اتركوا التظاهرات والمتظاهرين ودعوا الشعب يقرر مصيره فقد رفضكم وسأم من حكوماتكم , وارجعوا إلى سراديبكم وادرسوا الحيض والنفاس , فإنكم لم تنطقوا (اعلاميا) لذر الرماد على العيون إلا بعد أن تزلزلت عروشكم وأصنامكم من صوت المتظاهرين.
|