أوربّا ونجاشي الحبشة |
نسب الى المستشارة الالمانية انجيلا ميركل على مواقع التواصل الاجتماعي مقولة مفادها (يوما ما سنخبر احفادنا عن هروب اللاجئين السوريين والفلسطينين عبر مواكب الموت الى اوربا على الرغم من ان مكة وارض المسلمين اقرب اليهم …يوما ما سنحكي لهم عن هجرة الصحابة الى الحبشة ففيها حاكم نصراني لايظلم عنده احد).. والنجاشي ملك الحبشه أطلق الرسول صلى الله عليه وسلم إسم الملك الصالح عليه فقد كان يتسم بالعدل والصلاح وكان الرسول قد نصح المسلمين بالهجرة إلى الحبشة عندما إشتد أذى الكفار على المسلمين أنه ملك لا يُظلم عنده أحداً ويقال عنه أنه كان عبداً صالحاً لبيباً ذكياً عادلاً عالماً في حكمه كريماً في خلقه…وللعودة الى مقولة (المستشارة الالمانية) لو كانت قد قالتها فعلا فهي عبارات تحمل بين طياتها الكثير من المعاني والرسائل والتساؤلات من للاجئين العرب ومن كل الدول التي تعرضت شعوبها للجوء والنزوح وفي مقدمتها من المتسبب الرئيس لوصول الاوضاع للاجئين او كما اسمتها (الهاربين) من فلسطين وسوريا الى ملاذ اوربي ام امريكي يتصورونه امنا اليست الحروب المستمرة التي اشعلها الغرب الاستعماري بكل مسمياته ومنها زرع الكيان الاسرائيلي في قلب الوطن العربي وراء ويلات الشعب الفلسطيني باحتلال ارضهم واللجوء والسكن في المخيمات وضياع الاراضي العربية منذ عام 1948 الى الان وتبعها الاحتلال الامريكي مع ما يسمى دول التحالف في تدمير العراق تحت ذريعة البحث عن اسلحة الدمار الشامل التي كذبتها الولايات المتحدة الامريكية بنفسها وقد اعترف الحاكم المدني الامريكي أنذاك بول بريمر من ان قراراته التي اتخذها كانت خاطئة… السؤال من يدفع ثمن معاناة من الحقته ضرر تلك الاخطاء؟ وكم من الايتام والارامل والمعتقلين والذين قضوا جراء تلك السنوات العجاف ومن يعوضهم؟ ومن يحاسب المحتل عن مقتل عشرات الآلاف من العراقيين ونزوح أكثر من مليون وتدمير البني التحتية واستخدام اليورانيوم المنضب ضد المدنيين واحتكروا الصناعة والزراعة وحسروا العقود للشركات الأميركية بتلك القرارات البريمرية الجائرة والملايين من الذين هاجروا بل هربوا بحثا عن الامن والامان هي دلائل ادانة صارخة لتجريم المحتل امام المحاكم والمنظمات الدولية والمعنية بحقوق الانسان .. الايكفي كل تلك الاعترافات لتصدر المحكمة الدولية مذكرات قبض ضد المتهمين والحال نفسها للشعب السوري الذي اوجد الغرب له داعش والذي تمدد بفضل دعم بعض دول الغرب ومن دول الخليج العربي الى العراق ايضا ظنا من اولئك الحكام والملوك من انهم سيكونون امنين لو دمر العراق وسوريا الى ان وصلت النار الى عروشهم من خطر الارهاب ولكن لم يدركوا الخطر الابعد فوات الاوان وهي الرسالة الاخرى التي تشير اليها مقولة (ميركل من أن مكة وارض المسلمين اقرب اليهم) هي فعلا اقرب ضمن المقاييس الجغرافية ولكن بعيدة وبمسافات شاسعة وفق القيم العربية والانسانية لان معظم قرارات وتعليمات الدخول والاقامة لتلك الدول تعد العربي (شقيقا)!! في التسمية فقط مصطلح لم نسمعه الا عقب القمم العربية في بياناتها الختامية ولا وجود لها في المطارات والمداخل الحدودية لتلك الدول التي ترحب بالاجانب مهما كانوا وتطرد العربي وتمنعه حتى من التقرب الى شباك الجوازات للاستفسار وكأنه مصاب بوباء !!والا ما كانت مجاميع (الهاربين) عذرا من المصطلح يعبرون البحار ويتعرضون الى شتى انواع المخاطر للوصول الى دول اوربية ربما تستقبل البعض وفق شروط هي تحددها اوتعيدهم الى ديارهم نادمين ويقيننا لم تصل معظم تلك الدول الاوربية في عصرنا الحاضر الى اخلاق الملك الصالح نجاشي الحبشة الذي وفر للمسلمين الهاربين من سطوة قريش الامن والامان !! |