هايدة العامري بشراك ليست سارة شعبنا يحتاج الفرح الحقيقي |
أنا لا أعرف السيدة هايدة العامري شخصيا , ولكني أتعرف على الناس من خلال القاعدة العقلائية الحكيمة :" تكلموا تعرفوا والمرء مخبوء تحت لسانه " وكثرة قراء المعلومة الخبرية دون ألآضاءة الفكرية راجع الى مابيناه بناء على حقائق القرأن " وأكثرهم للحق كارهون " وأن تطع أكثر من في ألآرض يضلوك " و " ثلة من ألآولين وقليل من أخرين " والسيدة هايدة العامري تتمتع بوطنية عالية وأرى فيها وفي غيرها من السيدات المنتجات للآسئلة الرافعة , والمبتعدات عن ألآسئلة الخافضة , أرى فيهن جزءا من شخصية بلقيس ملكة سبأ التي عندما رأت أيات ألآيمان , قالت : أمنت مع سليمان , فأستحقت ثناء البارئ الخالق جل ثناءه عندما قال : وأتينا العلم من قبلها " . ولكن حرصي وتشجيعي للكاتبات من أمثال السيدة هايدة العامري يجعلني أقول لها : لم تكن بشراك للشعب العراقي بشرى تسعد القلب , فلقد ذهبت بعيدا في تخوم المخاطرة بالنتيجة ألآيجابية وأنت قادرة عليها ومتمكنة من أستحصالها , ولكنك كشفت عن صفحة كالحة عندما رهنت مستقبل العراقيين بتدهور أسعار النفط , والنفط ثروة ناضبة وزائلة بالرغم من أن أحتياطي العراق منها قد يستمر الى "400 " سنة " بمعدل مليوني برميل يوميا وفي أعلى ذروة للآنتاج المتوقع وصوله الى " 12 " مليون برميل يوميا كما تصرح مصادر وزارة النفط فأن مدة بقاء النفط ألآحتياطي يستمر " 80 " سنة والله أعلم , وأستمرار هبوط أسعار النفط وأن كانت ورائه أياد لاتريد للعراق خيرا ولا لروسيا وأيران والبرازيل وفنزويلا , ومن وراء ذلك كله أمريكا بحجة أنتاج النفط الصخري , علما بأن كلفة أنتاج برميل النفط الصخري باهضة ؟ ولكن روسيا والبرازيل وحتى أيران عندهم بدائل صناعية وزراعية , وهذا غير متوفر للعراق ألآن , مما يجعل العراق المتضرر ألآول من هبوط أسعار النفط , ولقد قدمنا للدكتور العبادي بعض المقترحات التي ترشد ألآقتصاد العراقي وتحافظ على سيولة المال العراقي دون المساس برواتب الموظفين والميزانية التشغيلية , منها حصر أستعمال السيارات الحكومة للوزير والنائب سيارة واحدة , وللمدير العام سيارة من الدائرة لنقله فقط وتسحب السيارات الحكومة من كل العناوين الوظيفية ألآخرى ومنع ألآيفادات بأستثناء العلمية منها , وحصر وجرد ماموجود في مخازن الدولة من أجهزة وأثاث وبيعه حتى لايتلف , وأيقاف كافة النثريات والمنح , وأسترجاع ما أخذ من عقارات الدولة ومحاسبة أصحاب " 8000 " ألآف مشروع متلكأ ,و منها أنشاء مشاريع صناعية صغيرة في المحافظات لتشغيل الشباب والعاطلين وحتى لايظل الشباب الخليجي والتركي يصدرون لنا البضاعة الرديئة لآنهم علموا فوضى الآستيراد وفقدان الضوابط في السوق العراقية ولذلك أصبح ميناء خور علي في ألآمارات خاصا لتصدير البضائع للعراق دون مواصفات الجودة ؟ والخبر ألآخر الذي ساقته السيدة هايدة العامري في سياق بشراها للشعب العراقي هو الهيمنة ألآمريكية على القرار العراقي ووقوف أمريكا وراء الحرب الداعشية ومشاكل ألآقتصاد العراقي التي أفتقدت حلول الخبراء , وتركت كالكرة تتدحرج من علو شاهق الى منخفض سحيق , وهذا التدحرج لايلحق به من يحلو له الركض وراء الكرة المتدحرجة في سفح جبل , نعم يمكن للراكض ا للحاق بالكرة في ألآرض المنبسطة . فكل من خبر هبوط أسعار النفط , وخبر هيمنة ألامريكيين وتلاعبهم بمجريات الحرب وألآقتصاد , ليسا من ألآخبار المفرحة , وليس فيهن بشرى تزف للشعب العراقي كما حمل عنوان مقال السيدة هايدة العامري , أما أذا كانت السيدة هايدة العامري تقصد أفلاس سلطة أحزاب السلطة الذين عبر أثني عشر سنة لم يعرفوا بناء الدولة ولم ينتجوا حكومة تمتلك الصفة القانونية والوظيفية لخدمة الشعب , وهم ذاهبون الى السقوط , ولكننا كنا نريد لهؤلاء التنحي عن الحكم بغير هذه الطريقة المريعة التي تبشر بها السيدة هايدة العامري , فسقوط السقف على رأس الجميع بما فيهم الشعب ليس بشرى لآحد وأنما هو عزاء للشعب العراقي المحروم والمظلوم وهو بهذه الحالة وحده المتضرر , أما أحزاب السلطة الفاسدة وأصحاب المناصب بالمحاصصة فقد أكتنزوا من مال السحت وهو مال الشعب العراقي وأصبحت لهم عقارات وأرصدة خارج العراق والكثير منهم لاتزال عوائلهم تقيم خارج العراق وهي من أخطاء العراقيين في ألآنتخابات , حيث كان بأمكانهم أشتراط عدم أنتخاب من تقيم عائلته في الخارج ومن يحمل جنسية أجنبية توفر له الحماية . ومثلما أشتبهت السيدة هايدة العامري في طريقة تسويق ماهو ليس ببشرى على أنه بشرى فأنها سبق وأن سوقت بما يشبه الدعاية لمن لايستحق الدعاية من أصحاب الفضائيات الذين لاتعرف طرق تمويلهم وهم جميعا تحت الشبهة حتى يثبت العكس؟ للسيدة هايدة العامري تقديري وأدعو لها بالمثابرة على ماتقدمه من خدمة لوطنها وأن تكون حذرة في تقديم المعلومة التي قد تجلب لها شبهة هي في غنى عنها فالتعمق في جلب المعلومات وأخبار الصفقات يحتاج الى علاقات لا أعتقد أن المرأة في مجتمعنا تمتلك حرية الحصول على أسرار المعلومات دون ضريبة باهظة.
|