كوميديا المظاهرات ومتعتها

بين مئات اللافتات التي يرفعها المتظاهرون في العراق عدد لا بأس به من اللافتات تلفت الانتباه وتثير الدهشة، إما لأنها تطرح المطالب بطريقة مختلفة، ساخرة كوميدية او ما شابه ذلك، او لأنها تختار قالبا تعبيريا خاصا بها يوصل الفكرة بطريقة ممتعة جدا مهما كان المطلب الذي تحمله جادا. بعضها يوظف الموروث الشعبي، وبعضها يستعين بمفردات العولمة ومظاهر التكنلوجيا وبعضها بين هذا وذاك. لقد شاهدنا ذلك في الكثير من المظاهرات والاحتجاجات التي حصلت في هذه الدولة او تلك، والعراقيون ليسوا استثناءا من تلك القاعدة. هذه التفاصيل الشيقة تضيف مزيدا من المتعة والاثارة ليس فقط للمساهمين في تلك التظاهرات بل حتى للمتابعين ووسائل الاعلام التي يحرص بعضها على التوقف عند تلك الاحداث ورصدها من زوايا مختلفة. فبقدر حرص المتابعين على رصد المتغيرات الاساسية الجادة في المظاهرات هناك حرص كبير ايضا من قبل هؤلاء على رصد اللافتات الشيقة والساخرة! بل تجد ان ذلك النوع من اللافتات او الفعاليات المشابهة التي تقام اثناء المظاهرات تنتشر كالنار في الهشيم في وسائل الاعلام وكذلك وسائط التواصل الاجتماعي. وقد تكون تلك الفعاليات واللافتات مدخلا مهما لتسليط الضوء على حركة الاحتجاجات وبقائها في واجهة الاحداث، عام 2008 وحينما بدأت الاحتجاجات في اليونان على خلفية سياسة التقشف اثر ما تعرّضت له البلاد من ازمة اقتصادية خانقة حرص المتابعون على رصد اخبار المظاهرات ليس لأنها قضية سياسية وانسانية تتعلق بمطالب الطبقة الفقيرة فحسب، بل ايضا من اجل متابعة الكلب اليوناني الشهير "لوكانيكوس"، لوكانيكوس هذا ليس الا كلب ضال صادف وجوده قرب احدى المظاهرات وشاهد الصدام الذي حصل بين الشرطة اليونانية وبين المتظاهرين، انضم لجموع المتظاهرين، كان يهاجم الشرطة بين الحين والاخر، واذا ما حصلت مواجهات كان يلتقط عبوات الغاز التي ترميها الشرطة ويرميها بعيدا عن الجموع! ثم يعود للمتظاهرين كي يغسلوا له عينه. ولأنه كان نجم المظاهرات بلا منازع فقد اختارته مجلة التايم الأمريكية من بين الحيوانات الأكثر شهرة في عام 2011. لقد شهدنا في العراق لافتات مثيرة وساخرة جدا وشهدنا فعاليات فنية وكوميدية على شرف المظاهرات وربما نشهد قريبا انضمام حيوانا اليفا الى جموع المتظاهرين يضيف مزيدا من الظرافة على اجواء التظاهرات.