الرئيس فؤاد معصوم يلقي كلمته من مقبرة التلفزيون العراقي


قدم تلفزيون العراقية يوم امس الاربعاء 26 اب 2015 السيد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم في كلمة متلفزة بمناسبة الاصلاحات العبادية ، شدد فيها على الالتزام بالدستور ، واكد على عدم التجاوز على الدستور الذي اتفق عليه العراقيون بكافة اطيافهم .
وبين ان التظاهرات التي تجري حاليا هي ثمرة من ثمار الدستور الذي يقر حرية التعبير عن الرأي ، وانه يثمن موقف المرجعية المساند لمطالب الجماهير.
تلك التصريحات التي ادلى بها السيد رئيس الجمهورية ، ليست بعيدة عن الواقع ، ورب فيها بعض المهادنة مع السلطة التنفيذية التي تتمنى عدم تطور التظاهرات الى درجة تستطيع فرض رأيها بقوة ومحاسبة الفاسدين والمفسدين من لصوص الحكومة والبرلمان والرئاسات الثلاث الذين نهبوا ميزانيات وثروات سنوات عديدة تقدر بالمليارات من الدولارات دون ان يقدموا للمواطنين اية خدمة مقابل ذلك النهب .
ورغم ذلك فالمسألة التي اود نقدها ليست الكلمة التي القاها السيد الرئيس وانما مسألة شكلية تتعلق بالديكور الذي ظهر فيه السيد رئيس الجمهورية وهو يلقي كلمته .
كان المشهد الذي ظهر فيه من على قناة العراقية اشبه بمشهد العاب السيرك الذي يقدم للاطفال ، فالالوان المختلفة التي زينت المشهد كانت من التنوع والحدة بحيث تجرح الذوق ولا تعبر الا عن اختيارات بدائية مغرقة في السذاجة ، وهي لا تختلف عن ديكورات خيام الغجر التي كانت تظهر في الافلام التلفزيونية البائسة التي تقدم الاغاني الهابطة والرقص الخليع .
كان الديكور الذي ظهر وسطه السيد رئيس الجمهورية يكشف عن غباء المسؤولين عن التصوير والاخراج التلفزيوني والديكور والانتاج وكل ما يتعلق بالتصوير من فنون .
فالاعلام الرسمية الملونة بالوانها المتعددة تحيط بالرئيس المحروس من خلف ومن قدام ، والزهور تتراصف امامه في صورة تذكرنا بالمثل العراقي القائل – علج المخبل ترس حلكه - والالوان التي عليها الزهور والاعلام وبدلة الرئيس وربطة عنقه في الوان متنافرة تقفز بين الاصفر والاحمر والازرق بحاجة الى اغنية مائدة نزهت:
يا ام الفستان الاحمر فستانك حلو ومشجر .
والغريب ان المخرج وضع الرئيس في مربع اشبه بقفص من الخشب المطعم بالنقوش المشابهة لنقوش ابواب المزارات وقبور الاولياء ، ربما كي يعبر عن ولائه لقبور واضرحة الائمة ، والتي لا تدل الا على سذاجة الفهم للصورة التلفزيونية .
ان رئاسة الجمهورية بحاجة الى مستشارين اكبر عقلا من ابناء وبنات الرئيس وامثالهم ممن لا يعرفون سوى استلام الرواتب المليونية والمخصصات الدولارية ويقضون اوقاتهم يلهون بها في مرابع وملاهي الدول التي قدموا منها يبذرون اموال العراقيين الفقراء على موائد الترف والمتعة التي لا تعرف البراءة ولا النزاهة ، فيلهون ويمرحون ويسقط الرئيس في الفخ .