على الحكومة إصلاح نفسها أولاً

عندما اخترق علماء النفس وبعض الباحثين العقل البشري تدريجيا، توصلوا الى أنه لا يمكن معالجة شخص واحد ما لم تعالج العائلة بأكملها، ذلك أن المريض ليس فردا واحدا، بل الأسرة بأكملها.

 

إن الشخص الذي يظهر عليه المرض هو الحلقة الأضعف، وهذا كل شيء، فإذا كانت الأسرة مكونة من أربعة أطفال، ومع الأب والأم تصبح الأسرة ستة أشخاص، فسوف يمرض أضعف فرد في العائلة، سوف يصبح عصابيا، إن العائلة بأكملها عصابية، إلا أن الآخرين أقوى بعض الشيء، وهو الأضعف بينهم.. هل يمكنك علاجه ؟. نعم، فإذا أبعدته عن العائلة، سوف على ما يرام، أم إذا أعدته إليها، فسيصبح مريضا من جديد.. الآن، وضع هذا الرجل صعب جدا، فما العمل؟.

 

لابد من علاج العائلة، لكن حينها تصبح المسألة أكثر تعقيدا لأن العائلة تعيش ضمن المجتمع، أو ضمن جماعة، ولابد أن الجماعة بأكملها مريضة، وهذه العائلة هي العائلة الوحيدة الأضعف بين الجماعة، عندئذ تصبح المشكلة أكبر، فالجماعة توجد ضمن أمة، والأمة موجودة على هذه الأرض ، والوعي موجود كمحيط شاسع. إذن، لا يمكنك علاج شخص بمفرده، فذلك يصبح في غاية الصعوبة، لأن العديد من الأشخاص الآخرين ساعدوا على أن يكون مريضا.

 

 الأشخاص المعدودين الذين ساعدوا على أن يكون مريضا هم ساسة العراق حاليا، أما المريض هو القصبة، القرية، الناحية، القضاء، مركز المحافظة، الاقليم.

 

 العراق من بين مجتمعات العالم، حيث حصل على مراتب متقدمة في الفساد وصولا الى المركز الأول.

 

 لذلك، لا يتعافى هذا المريض بحزمة أو حزام يا حكومة الأمراض المستعصية لأن الأحزمة عادة تدخل في موشور واحد ثم تتحلل الى ألوان عدة في جيوب السياسيين (كرت عيونكم  ياعراقيين).