أغبياء السياسة .. إلى أين ؟

لدينا اليوم صورة واضحة  قائمة على التالي :

 

هناك مناصب سياسية موجودة في الحكومة وأن أصحاب هذه المناصب قد فشلوا في تنفيذ دورهم وأخفقوا في مهمتهم التي أنتخبهم الشعبمن أجلها ، فيجب عليهم كما هو حال كل النظم الديمقراطية في العالم أن يقدموا إستقالاتهم  ، وبعدها يُقدموا إلى المحاكم للنظر بأسباب الفساد والتقصير الذي بدرمنهم خلال فترة حكمهم ..!!

 

ولكن هؤلاء غّلبوا المصالح الحزبية والمصالح الشخصية على مصالح الشعب الذي إنتخبهم وهم لازالوا متشبثين بالسلطة وكأنها ميراثاً تاريخياً لهم ..

 

والدليل أنه مضى على التظاهرات والإحتجاجات الشعبية العارمة في أغلب مدن العراق أكثر من شهرين متواصلين ، ولكن هؤلاء لم تطرف لهم عين ولم يتمعر لهم وجه وليس عندهم إي إستشعار لخطورة هذا الوضع   ولاكأن البلد يغلي فوق بركان وأن هناك تظاهرات وأن هناك إعتصامات وأن هناك غلياناً شعبياً هادراً .. فهم حتى الآن لم يجتمعوا ولم يبادروا ولم يراجعوا أنفسهم ويقولوا : لنجد حلاً لهذه النقمة الشعبية الصريحة ولهذا الطوفان الجماهيري الواضح الذي يطالب بحقوقه المشروعة ..بل بالعكس راحوا يكيلون الإتهامات للمتظاهرين ويستغلون بعض التصرفات الفردية للطعن بإرادة الجماهير والتشكيك في غايتها السامية ، وكل منهم راح ينعق وينبح ويهذر يميناً وشمالاً من أجل تمييع إرادة الجماهير وتشتيت الإنتباه عن مشروعية التظاهرات  التي لازالت سلمية حتى الآن ..!!

 

وهذا معناه أن السياسيين العراقيين في هذا البلد لم يعوا خطورة هذا الوضع وأنهم لازالوا بعيدين كل البعد عن حقيقة هذا الشعب  ، وبالواقع هذه مشكلة خطيرة جداً…لإن هؤلاء السياسيون (الأغبياء) يدفعون – وبدون وعيهم منهم – هذه الجماهير إلى التصعيد الخطير وإلى الفوضى والإنفلات العام الذي نخشاه جميعاً ..!!