هل (الدين) هو سبب فشل المشروع السياسي العراقي؟ |
يعود التذمر الشعبي والتظاهرات في العراق الى الفشل الراهن في أداره ألدوله العراقية بعد مرور 12عاما على سقوط الدكتاتورية، بحيث لم يعد الكثيرون يشعرون بالخجل من مقارنه الأوضاع بما كان عليه الحال في ظل النظام السابق الأكثر صرامة وحزما وقدره على مواجهة الأزمات داخليه وخارجية والدفاع عن سيادة العراق وأداره مؤسسات ألدوله بتفوق أفضل ولو عبر الاستخدام الوحشي للقمع. ومجرد المقارنة بين الحاضر وابشع نظام دموي عرفه العراق يعتبر دليل أدانه وفشل لجميع الأحزاب الحاكمة في العراق دون استثناء. هل نلقي كامل وزر الكارثة التي حلت بنا على الدين رافعين شعار ( باسم الدين باكونه الحرامية ) رغم ان الجميع تورطوا بالفساد ؟؟؟ ام على مشروع بريمر الذي توهم ان بإمكان المتناقضات الاثنيه رغم كل ذكريات الحروب والمشانق وبشاعة الدكتاتورية ان تتعايش وتتفاهم تحت خيمة العم جيفرسون؟؟؟؟ في الإجابة يرى البعض ان جوهر القضية أن هذه الطبقة السياسية العراقية التي أقحمت فيها بعض العمائم في السلطة لاستغلال المشاعر الدينية لم تؤمن أصلا بالتعايش فيما بينها ولا تؤمن حتى بالديمقراطية والياتها وان الشكوك والضغائن حكمت علاقتها منذ البداية بدليل سهوله إشعال القش الطائفي مع أول شراره او تصريح سياسي او حادث مفتعل....؟ يضاف لذلك أنها تفتقر أصلا إلي الخبرة و الإبداع وشاءت بملء إرادتها أن تغرق يوما بعد يوم في مستنقع المصالح الذاتية والمكاسب الشخصية والحزبية وجشع المال السحت علي حساب الوطن ومستقبل شعبه وتحديات البناء الفكري والعمراني والاقتصادي وطي صفحه الماضي رغم جراحها ضاربة عرض الحائط بحقيقة أن العراق خرج للتو من المحرقة ليواجه فداحة تركة الكوارث السياسية والاقتصادية والأمنية لنظام صدام حسين ومنظومة تحالفاته الداخلية والخارجية التي ورثها لنا النظام المخلوع, مما تسبب في ارتباك في أداء وتفاعل النخب السياسية قليله الخبرة و التي لها علاقة مباشرة بإدارة تفاعلات السياسة والحكم و الذي ظهر جليا هذه الأيام بأبشع صوره. لقد انعكس الفشل وتأجيل الحلول وتبرير الاستقواء بالخارج على الداخل بالضرورة حتى على مواقف النخب الثقافية والفكرية التي انجرف بعضها وراء المشروع التوراتي في المنطقة لتنزع ثوب الوطن والعروبة لصالح ألطائفه واستبدال الايدولوجيا السياسية بمرشدي الطوائف والمشايخ والمفتين الطائفيين في انتكاسه خطيرة حولت جوهر الصراع العربي الإسرائيلي إلى صراع سني- شيعي أمست فيه طهران بدلا عن إسرائيل العدو الأول للعرب لهذا لم نستغرب حين ردد البعض تحت نصب الحرية هتاف ( ايران بره بره بغداد تبقى حره ) وتناسى هؤلاء ان هناك تنظيما ارهابيا يحتل ثلث وطنهم قتل عشرات الآلاف من الابرياء لم يرفعوا بالمقابل شعارا ضده ؟؟؟؟ هذه النخب العربية والعراقية خصوصا تؤكد يوما بعد يوم أنها تعيش أزمة علاقة حقيقية بين مؤسسات الحكم التي أقحم فيها دور المؤسسة الدينية في دوله مدنيه أصلا بعضها ناتج عن طبيعة المشروع الأمريكي في المنطقة والذي بدا في العراق وهو مشروع أثبتت الوقائع انه ابعد ما يكون عن إشاعة الاستقرار وبناء الثقة بين أبناء الوطن الواحد وتكريس قيم الديمقراطية والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية. غير أني أعتقد أن الجزء الأهم من الماساه العراقية ناتج أصلا عن مشاكل خاصة بهذه الطبقه السياسية ذاتها ومنظومة القيم والأخلاقيات والمبادئ التي تحكم أداءها بعيدا عن الايدولوجيا وارث شهداء ورموز الأحزاب الحاكمة خاصة الشيعية منها التي أظهرت حرصا مفرطا على النفوذ والإمساك بالمواقع أكثر من حرصها حتى على شعاراتها ومبادئها وشهدائها وارثها التاريخي منذ ثوره العشرين وحتى ألانتفاضه الشعبانية بينما على العكس دخل الأكراد اللعبة منذ كتابه الدستور ويحكمهم هاجس قومي واضح ودقيق وهو التمهيد للانفصال بعد استنفاذ اكبر ما يمكن الحصول عليه من الوطن الأم.... بينما لم يخرج الآخرون عن هاجس التاريخ وحكم ألطائفه الواحدة. ونتساءل في النهاية :ماذا كان سيحدث لو ان الأمريكيين كرروا نموذج جدار برلين في أوروبا الشرقية عام 1989 واكتفوا بدورهم في إسقاط (رأس النظام) و الإبقاء على مؤسساته ووضع العراق تحت إدارة الأمم المتحدة والقبعات الزرق لفترة انتقاليه مثلما طالب عدنان الباججي في مقال نشرته النيوزويك عام 2002, وتركها تكشف ممارسات النظام السابق وتحاكم جرائمه وتنزل بقادته القصاص العادل بدلا مما اعتبره البعض انتقاما طائفيا وهو في حقيقة الأمر لم يكن كذلك. , هذا هو الواقع الحقيقي, وهذا هو السبب المباشر لكل الكوارث التي تواجه مصير العراق وخارطته الآن وما تعصف به من أزمات أمنية وسياسية بدأت بعدم معرفة الطريق هل نمضي مع الأمريكيين ام نعاديهم؟؟ وفي النهاية وتحت ضغط الإرهاب والعنف والتجاذبات الإقليمية وتسليم القرار لسماسرة ومروضي أفاعي ولصوص وبشر بلا قيم اخلاقية تم التخلي عن وديعة الشهداء وتكرار أخطاء النظام السابق و العودة لبروتوكولات دوله الحزب وتقديم أصحاب الولاء على من يعرف إسرار ألدوله وكيف يديرها ويتعامل مع هموم الناس اليومية بمهنيه ودراية وخبره ....هدمنا كل البناء دون ان نمتلك حتى خارطة بناء جديدة لان اغلب من أصبح من أصحاب الحل والعقد لا يمتلكون أكثر من شهادة النضال والمعارضة وشهادة وفاه أخ او أب أعدمه البعثيون في سنوات الجمر او اثأر سياط في سراديب الأمن العامة وصوره أهل غيبتهم المقابر الجماعية.. والتي هي ليست كافيه لتشييد صرح جديد او معالجه مريض ومد أنبوب نفط او صيانة خزينة وكشف شبكات إرهاب في وطن قدره الخراب والحروب والدمار...
|