طبيبة تحتفظ بـ122 جثة تعود لاطفال كورد



اربيل: تحتفظ طبيبة في الطابق العلوي من عيادتها الطبية بـ122 جثة تعود لأطفال كورد محفوظين داخل أنابيب زجاجية منذ أكثر من 35 سنة.

وتكشف الدكتورة عطية عن هويات هؤلاء الاطفال وتقول انهم "ولدوا متوفين في زمن تعريب القرى الكوردية على يد نظام حزب البعث".

ووضع كل طفل منهم في انبوب زجاجي معبأ بمادة الفورمالين للحفاظ على أجسادهم، وكتبت على الانابيب اسماؤهم واسماء امهاتهم وأسباب وفياتهم، وتقول الدكتورة، ان حملة "الانفال كان لها آثار سلبية على الجيل الذي يكن قد ولد بعد في ذلك العهد"، لذا ترغب بفتح متحف لهذه الجثث في مستشفاها الخاص.

الدكتورة عطية، والتي تخرجت في بريطانيا عام 1979، وفتحت قسم النسائية والتولد في مستشفى أربيل التعليمي، تقول "في زمن التعريب كان سكان القرى القريبة من الحدود ينقلون الى مجمعات ضواحي أربيل، وكانت أكثر النساء يواجهن حالات اجهاض، ويفقدن اطفالهن بسبب النقص في الدم، أو يلدن اطفالا معاقين".

وتضيف الدكتورة "بسبب وفاة الاطفال المعاقين في ذلك العهد، وبعد أن أجرينا دراسة للحالات، وبالاخص الاطفال الذين لديهم مشاكل في الرأس، توصلنا الى نتيجة بأن هؤلاء الاطفال اصيبوا بـ(توكسو بلازما)، والمعروف بين الناس بداء القطط، الذي ينتقل إلى النساء عن طريق الخضار والفواكه الموجودة في الاماكن الملوثة، وكانت مواقع هذه المجمعات ملوثة ولم يكن لديهم صرف صحي".

وأجرت الدكتورة عطية، وبمساعدة طبيبة أخرى، دراسة على 300 امرأة من اللاتي اصبن بالاجهاض، أو ولدن أطفالا معاقين، وتقول "الطبيبة المساعدة لي في هذه الدراسة تلقت ترقية، لكنني لانني لم أكن بعثية فلم أتلق اية ترقية".

واحتفظت الدكتورة عطية بجثث الاطفال في مادة الفورمالين، بموافقة الوالدين، وبلغ عددالاطفال الذين توفوا لغاية 1985، والمحفوظين لديها 122 جثة.

واستخدمت عطية هذه الجثث لأغراض طبية، وقالت "تلامذتي درسوا حالات هؤلاء الاطفال، واحتفظ بالاورام التي أخرجتها من بطون الامهات أثناء الولادة، وكان يزن الورم الواحد ستة كيلوغرامات، وقبل فترة أخرجت ورماً من بطن امرأة كان يزن 14 كيلوغراما".


المصدر: رووداو