همسة في اذان وزارة التربية

 

جميل أن ينشط ويفعل التعاون بين المؤسسات التعليمية وأولياء الأمور من أجل الوصول بالطلاب والتلاميذ إلى الحد الأدنى من المستوى التعليمي المطلوب. من هنا بادرت احدى المدارس الابتدائية والمتوسطة في كربلاء بدعوة أولياء الأمور فتفعيل هذا الجانب. تسلمت ورقة الدعوة من أحد التلاميذ الذين يعنيني شأنهم، ومن دون تردد عدلت جدول أعمالي وقررت تلبية الدعوة. أعرف مكان المدرسة ولكني لم أزرها من قبل.. نظرت إليها من الخارج فشعرت بشيء من التفاؤل، فهي من البنايات الجديدة التي لم يمض على اتمامها سوى بضعة سنوات. كلما أقترب منها أكثر ازداد اعجابا بمنظرها الأنيق من الخارج. وبتلك الثقة العالية وبنشوة الاعتزاز نقلت قدمي إلى داخل المدرسة، ألقيت نظرة على غرفة الإدارة فكانت جميلة أنيقة، وهذا ما زاد تفاؤلي قبل حصول الصدمة! حيث ساقنا المشرف التربوي الذي حضر خصيصا من أجل هذه المناسبة إلى ساحة المدرسة التي ملئت بمقاعد "رحلات" مكسّرة.. إنها ليست مقاعد تعليم بل ألواح لا يجمعها سوى هيكل حديدي ملتو. تكورنا وجلسنا هناك تحت أشعة الشمس الحارقة.. ما زاد الأمور سوءا ان الإدارة اختارت توقيتا سيئا جدا لهذه المناسبة وهو الثانية ظهرا، وما أدراك ما هذا التوقيت في بلد مثل العراق؟! في العراء جلسنا ووقف المشرف التربوي تحت الظل، تحملنا تلك العقوبة فاعتذر الرجل بأن المدرسة لا تتوفر فيها قاعة تلبي هذا الغرض! تحملنا جميع توجيهات المشرف التربوي وتوصياته المطولة وبعد أن أنهى الرجل محاضرته طلب منا ابداء الملاحظات!

نحن الذين اكتوينا بأشعة شمس حارقة وتعرضنا لعقوبة جماعية لا نفكر إلا بالهرب من هذا المأزق الذي وضعتنا فيه مؤسسات وزارة التربية. من منا يفكر بالحوار والنقاش ومتابعة التفاصيل الأخرى؟! كان الجميع بانتظار نهاية المناسبة من أجل الفرار والخلاص من تلك المعاناة.

هل يعقل أن بناية جديدة يفترض أنها بنيت على وفق المواصفات المطلوبة لا تتوفر فيها قاعة للاجتماعات؟! هل يعقل ألا تتوفر فيها ولو قاعة رياضية متعددة الأغراض تصلح لأكثر من شأن؟! هل تعرف وزارة التربية أن ذلك من صميم المواصفات اللازمة للمبنى المدرسي وليس مطلبا ترفيا؟! هل يعي المعنيون ببناء المدارس أن تفاصيل ما تقدمت الإشارة اليه أصبحت من صميم المهام التربوية والتعليمية؟! أم أن للوزارة رأيا آخر؟! ربما!