عورات اخرى |
العراق امام مفترق طرق مظلمة اخرى، وبذرة الاحتلال كبرت وتدلت ثمارها المسمومة، والرهان الامريكي على العملاء والنكرات والمبتذلين قد كسب وفاز، وان قاعدة الجهل وفساد الطباع وعفن الثقافة، وضيق الافق اكبر من كل التوقعات... ولا كذبة كالتي شاعت في كلمات عن مفاخر ومزايا وعبقريات وتاريخ... فالتغليس والتغاضي والاستكانة سلوك وطبع وواقع... ومن جاؤوا بالاحتلال وتفاخروا بمساعيهم بدل ان يشعروا بالعار لا يدرون ولا يعرفون ان من يأتي بقوات لاحتلال بلده هو خائن وحكمه الاعدام حتى في القانون العراقي ... فهو طبع ايضا,ولا يجدون اي ضير في ممارسة (الكرم) مع الامريكان وسواهم مرة اخرى... ولهذا فتلك الخطوة وذاك الغرس في اوائل مواسم حصاده الكبرى.... والتفاؤل بالمظاهرات واخبار الاصلاحات وتعاقب القرارات هو حق ولكنه لا يدخل بعض قلوب وعقول الحذرين والعارفين... فاسباب وعوامل الفساد والخراب والعنف وتدمير البلد قائمة ومستمرة ان لم تنمو وتتفاقم وتتعملق ... وان تعقب ابسط اجراء سليم ومطلوب كتقديم فاسد الى القضاء يعني ان تتكشف مسارات وتشابكات لذاك الفساد من اطراف واشخاص وحيثيات ونوعية تفكير, وبما يذكر بلعبة قطع الدومينو ,سقوط واحدة يعني سقوطها جميعا... ولعل الميزة لهذا الواقع المأساوي للعراق انه يتضح ويتكشف عبر رؤية وتحليل اي جزء من نظامه.... عبر اي من اقطابه...عبر اي نهب فيه.. ولهذا يقال ان جيوش الدفاع عنه هي بعدد لصوصه... ويتوجب على المراقب ان يمسك باعصابه ويحافظ على رصانته وهو يقف على الحقائق والفضائح والاسماء وهول الوقائع ... هذا بفرضية ان اللصوص لم يتكاتفوا ويتفقوا ولم يتكيفوا مع المستجدات ولم تعمل نزعاتهم على التعامل معها... والاكيد انه وكما هناك اخيار ومعطائين وفدائيين للعراق ,هناك من لا يجدون انفسهم بغير الجريمة والقتل والنهب,وهناك طائفيون سيتصاعد تعصبهم وتتقد حساسياتهم من كلا الطرفين :سنة وشيعة وهؤلاء سيكونون في غاية تطرفهم وعدوانهم... ويدخل العراق في فصل اخر من الجحيم المؤدي الى تحطيمه وتطايره شظايا ويغدو حكاية عن الجهل الاكثر فتكا من الحروب النووية.... |