الافعى لاتلد حمامة

ليس هنالك أي وجه للغرابة في الاوضاع المأساوية و الکارثية في العراق و سوريا و لبنان و اليمن، ذلك إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المهيمن بنفوذه على هذا البلدان يتصرف بوحي من مصالحه و أهدافه و غاياته و أجندته الخاصة، لکن الغرابة کل الغرابة في أن ينتظر البعض من هکذا نظام و من مثل هذه التدخلات المشبوهة خيرا و برکة.
إلقاء نظرة على تأريخ غزو دول لدول أخرى و السيطرة عليها بهدف إستغلالها لصالح أهدافها الخاصة، تبين بمنتهى الوضوح إنه ليس هنالك دولة جيدة بهذا الخصوص راعت مصالح شعب الدولة التي تسيطر عليها، خصوصا إذا کان هناك هدف أکبر بإقامة إمبراطورية مترامية الاطراف على حساب الدول الاخرى کما هو الحال مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يحاول تأسيس دولة دينية واسعة على حساب دول المنطقة، وکل النماذج التأريخية تدل على إن الشعوب التي کانت خاضعة لسيطرة دول أخرى لم تجد خيرا و أمنا و إستقرار من وراء ذلك وانما کانت تواجه الفقر و المجاعة و الخوف و الموت و کل أسباب القلق و التوجس، ومن هنا فإن نظاما کنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يقمع شعبه و من المٶمل بحسب توقعات المنظمات المعنية بحقوق الانسان أن يصبح الدولة الاولى في مجال تنفيذ أحکام الاعدام لو إستمر على الوتيرة الحالية التي دأب عليها منذ مجئ الرئيس روحاني للحکم و الذي يفترض إنه إصلاحي و معتدل، هکذا نظام لايجب إنتظار أي خير منه بالمرة فمن لايرحم شعبه لايمکن أبدا أن يکون رحوما مع شعوبا أخرى.
التظاهرات و الحرکات الاحتجاجية في العراق و لبنان و التي تأتي بعد أعوام من الهيمنة و النفوذ الايراني على هاتين الدولتين و مالحق بهما من أضرار بالغة باتت معالمها واضحة على أکثر من صعيد و في أکثر من جانب، هي في الحقيقة إنعکاس و تجسيد واقعي لحالة السخط و الغضب التي بات الشعبين العراقي و اللبناني يشعران بها من جراء التقصير الاکثر من واضح بحقهما من جراء تبعية حکومتي بلديهما لنظام الجمهورية الاسلامية الذي قضى على کل معاني الفرحة و الامل و التفاٶل فيهما.
الافعى لاتلد حمامة، قول مأثور لزعيم المقاومة الايرانية و صار يضرب کمثل حي من حيث عدم إنتظار أي خير أو برکة من نظام الجمهورية الاسلامية الاسلامية، والذي هو ليس إلا أفعى سامة تنفث سمومها في کل إتجاه، ومن إنتظر من هذه الافعى أن تلد حمائما فإنه يناقض کل مقومات الحياة و الوجود!