أوروبا و العقلية الإستعمارية


المراقب للاحداث وما يدور على ساحة الوطن العربي لن يحتاج الى مزيد من التفكير او الوقوف مطولا كي يستخلص النوايا السيئة والتآمر المكشوف الذي تقوم به العقلية الاستعمارية بكل طموحاتها في النهب والسلب لا لخيرات المنطقة
ومقدراتها بل حتى لانسانية الانسان في هذه المنطقة 
اروبا وامريكا حاولت ان تقدم نفسها على انها حليفة الشعوب المظلومة والمقهورة من قبل حكامها المتسلطين والذين يستخدمون كل وسائل العنف والارهاب مستعينين بالقوة العسكرية والامنية المتعددة الوسائل والاغراض كي يبقى هذا القطر او ذاك ملكا خالصا لهذا الديكتاتور او لذلك القاتل لا يشاركه سوى عصابته من المجرمين والمتسلطين والقتلة
مهما بلغت امكانات هذا البلد او ذاك وبالوقت نفسه يبدي استعداده الكامل لتنفيذ كل ما تتطلبه السياسة الاستعمارية من خطط واهداف انية واستراتيجية مستقبلية وقد راينا ذلك واضحا في مختلف البلدان العربية
نحن لا نأمل ان نرجو خيرا من قوى الاستعمار العالمي ولكنا نقول ذلك لامرين 
اولا. على قوى الاستعمار ان تدرك جيدا ان الشعوب قد اصبحت قادرة على التمييز بين العدو والصديق وان هذه الشعوب تعي جيدا ان دولا بنت امجادها وقواها ورفاه شعوبها على حساب الشعوب المستَعمَرة والتي استغلت مقدراتها ونهبت على ايدي هؤلاء المتوحشين. 
ثانيا. ان هذه الشعوب قد اتخذت قرارها وعقدت عزيمتها على اسقاط كل نماذج الحكم المصنعة وتقديم هؤلاء الحكام الى محاكم التاريخ ليحاسبوا على كل الذي فعلوه بكل غلظة ووحشية ضد مصالح هذه الشعوب ثم انها
اتخذت قرارها بايجاد الانظمة الشعبية الديمقراطية تحقيقا للعدل والمساواة. بين جميع المواطنين بعيدا عن مناخ التعصب العرقي والديني والطائفي
التوجه الحازم للاخذ بكل اسباب التقدم العلمي والتكنلوجي والخروج من عصر التخلف والابتذال وفتح جميع الابواب
للتعاون مع جميع الشعوب التي تؤمن بالعدالة والمساوات وحق الشعوب بخياراتها الحياتية