العبادي ـــ الشرشاب ...وزارة السياحة والآثار

الذي تابع انشطة وزارة السياحة والآثار ووزيرها عادل فهد الشرشاب وخلال اقل من عام على عمل وزارة الرئيس العبادي سيكتشف بالمنظور والمحسوس أن هذه الوزارة عملت ما لم تعمله اي وزارة وهيئة آثار من قبل وفي ظل ظروف صعبة تعرضت فيها البلاد الى واحدة من ابشع صورة النهب والتهديم لأرثها الحضاري الذي أقدمت عليه قوى التكفير الداعشي المعتوه وأهمها ما تعرضت له آثار الموصل والنمرود من نهب وتدمير ممنهج لمجمل التراث الاشوري الواقف على الارض والمخزون في المتاحف وكذلك التراث الديني والمقامات والاديرة والكنائس المسيحية .

ويبدو أن وزارة السياحة بوزيرها الشاب والمثقف استشعرت من اول لحظة خطورة ما يتعرض له الارث الحضاري العراقي فاشتغلت على مدار اليوم في المساعي الحثيثة للعمل مع اليونسكو والانتربول لردع محاولات نهب الاثار وتهريبها الى خارج العراق وكان من نتاج هذا العديد من الزيارات والاتفاقات ، وغير هذا تم افتتاح العديد من المرافق والمتاحف في عموم انحاء القطر بجهود وزارة هيكلها الاداري بسيط ومبستر لكنها فعلت الكثر من اجل اثار العراق وسياحته الدينية والاثارية وكل هذا كان يسجل للوزير الذي كان يشتغل بصمت والذي نجح في اختبار اداري سابق عندما كان رئيسا للجنة التربوية في مجلس النواب.

القرار الاخير الذي اتخذه السيد رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي بدمج بعض الوزرات ومنها وزارة السياحة والاثار ودمجه بوزارة الثقافة هو قرار يحتاج الى الكثير من اعادة النظر لأنه في هذا القرار يحجم دور منشط وطني واحدى المفاصل الحيوية في مهمة معركتنا ضد الارهاب ، لان ما يتعرض له الارث الحضاري على يد داعش هو احدى الصور المؤلمة التي تساهم في سلب واخفاء الهوية الوطنية للعراق كبلد له حضارة 7 الاف عام من البناء والرقي وبذلك نفقد واحد من اهم خصائص وجودنا الحضاري بين بلدان العالم .

هذا الدمج الذي الحقها بوزارة الثقافة سيركنها الى نسيان وخمول عندما نشعر ان وزارة الثقافة هي ايضا وزارة مترهلة وتعاني الكثير من الاحباطات والتعب في هيكلها الاداري بعد ان كانت وزارة مهمشة منذ عام 2003 عندما قادها وزراء عدا ( مفيد الجزائري وفرهاد راوندوزي ) ، فجميع وزراءها وزراء محاصصة وليس لهم أي علاقة بالثقافة فبعضهم كان امام جامع وآخر عقيد شرطة متقاعد وتاجر في علوة جميلة والثالث جنرال في الجيش ووزير دفاع .

إذن السيد العبادي ذبح وزارة السياحة والاثار بهذه الطريقة عمل لا يمت الى الاصلاح بصلة ، لأنك تأخذ بجريرة وزارات خاملة وليست فاعلة وزارة تعمل في مستوى مهمتها الوطنية المهمة عندما ندرك ان كل الامم اليوم تعتبر السياحة نفط دائم والحاقها بوزارة مشبعة بالإرث البيروقراطي وزحمة المؤسسات أنما ينمي ظاهرة الفساد والتهميش ويقودنا الى فقدان موردا ماليا ضخما للدولة من خلال ما نجنيه من زوار العتبات المقدسة وما نحاول في اليوم من اجل الحفاظ على ما تبقى من ارثنا الحضاري المدفون او او المعروض في واجهة المتاحف.

اعتقد يا رئيس وزرائنا المفوض بما يملك ( علمهُ ونزاهته وتفويض المرجعية والشعب ) لكم أنك لمحت من بين الجموع في تظاهرات مدينة الناصرية بعض اللافتات التي حملت صورة وزير الأثار والسياحة ( الشرشاب ) تنادي من اجل عودته الى وزارته وعدم حلها وهذا من لم ترفعه اي تظاهرة في العراق من اجل اعادة وزير ، وأظن ان هذا الأمر آتِ من ثقة مدينة عريقة كالناصرية بأبنائها ودورهم الوطني في خدمة العراق ونهضته ، ولأنها تعرفه جيدا مثالا للعمل والجدية والنزاهة .

انها دعوة للتفكير والمراجعة بعدم اذابة وزارة مهمة وفعالة وتعتني بحضارة العراق وتراثه . كي تعاد مع وزيرها الى سابق عهدها أو على الاقل تلحق بكامل كادرها الاداري والعلمي كهيئة مرتبطة برئاسة الوزراء مع وزيرها وبكامل الصلاحيات........!