أزمة الهوية اللغوية للمدرسة الجزائرية

 

 

الصراع المعلن وغير المعلن بين ابناء الوطن الواحد حول الهوية العربية للغة المدرسة الجزائرية او بعث هوية جديدة بتبني الدارجة واقتراح التعامل بها كحل لمشاكل المدرسة الجزائرية نعده صراعا الخاسر فيه والفائز سواء. فمن جهة معارضي اللغة العربية نرى ان معالجتهم لازمات المدرسة الجزائرية ببعث الدارجة التي هي لغة من لا لغة له فهي مزيج من كل شيء هو استبدال لغة لها اسس ومنهاج وتاريخ و ارادة الهية حافظة باللاشيء. فلو كان الاستبدال باللغة الانكليزية لقلنا لغة العصر وفهمنا بعض اسباب تغيير اللغة العربية، او كان الاستبدال باللغة الفرنسية لقلنا لغة المستعمر ولا زال له اياد خفية، او كان الاستبدال باللغة الامازيغية لقلنا لغة جزائرية واحد مقومات الهوية الوطنية. اما الاستبدال بالدارجة فلا نفهمه ولم ندرك بعده، بل نرى انه حماقة تضاف الى حماقات اشباه الخبراء واشباه المفكرين الجزائريين.

 

ومن جهة المدافعين عن اللغة العربية فإننا نلومهم لانهم يدافعون عن لغة هم انفسهم لا يؤمنون بها. فاغلبهم لا يتقنها ولا يستعملها وكمثال بعض الصحف التي تدافع عن اللغة العربية و لكنها تستعمل في اغلب تحقيقاتها ومقالاتها لغة الشارع والفاظ لا علاقة لها باللغة العربية واخطاء املائية ولغوية لا تعد ولا تحصى.

 

كما ان الانتقال من النقاش اللغوي الى اتهام الطرف الاخر بالخيانة والعمالة والاتهام حتى في الديانة فهذا ايضا مما ننكره ونلوم عليه.

 

اما من جهتنا فإننا نرى ان حلول ازمات المدرسة الجزائرية بل لنقل ازمات العلم والتعلم في الجزائر هي اعادة الاعتبار للعلم والمتعلم .

 

اعادة الاعتبار لأصحاب العقول والافكار لا لأصحاب الجهل و الدينار.

 

الحل يكون من الجميع. من الوزارة والنقابات و الاولياء.

 

فمن جهة الوزارة فهذه التغييرات التي لا معنى لها في البرامج الدراسية وتضييع الوقت والجهد كل مرة بتغييرات جديدة يمكن التخلص منه بحل دائم وبرنامج دراسي دائم فأسس الرياضيات و الفيزياء والكيمياء لم ولن تتغير في اغلبها ورواية التاريخ او حدود الجغرافيا لا تتغير واسس اللغات والديانات لا تتغير.

 

كما ان تقليص سن التقاعد او اعتبار بعض الامراض النفسية والجسدية كأمراض مهنية يعتبر خطوة ايجابية من الوزارة نحو حل نهائي لمشاكل المدرسة الجزائرية. اما من جهة المعلم و الاستاذ او النقابات فنرجو منهم مزيدا من الوطنية لان الفوائد المادية الشخصية لا تساوي شيئا امام اضاعة مستقبل وحياة الملايين من ابناء الجزائر.

 

اما بالنسبة للأولياء فنرى ان الاب والام قد تنازلوا عن واجبهم في الحفاظ على الابناء لصالح الشارع و التلفاز والفيسبوك.

 

وبحثهم الدائم عن شماعة الوزارة والاستاذ لتبرير فشل ابنائهم رغم انهم هم احد اهم الاسباب في هذا الفشل بزرع الافكار السلبية عن العلم والمتعلم وتشجيع حب المال وكسبه بجميع الطرق.

 

لذا نرجو من الاولياء استعادة دورهم التربوي.

 

في الاخير نؤكد مرة اخرى ان حلول ازمات المدرسة الجزائرية هي حلول لكل طرف فيها مسؤولية حتى نتجنب نهاية حتمية للهوية الجزائرية ونهاية مأساوية للجزائر فكرا ثم دولة ثم شعبا.