هربوا من حيتان الفساد لتبتلعهم حيتان البحار


ان مئاسي الشعب العراقي لا يمكن وصفها لعمق مرارتها وشيطنة مرتكبيها عديمي الضمير وفاقدي المشاعر الانسانية وطرقهم التي فاقت حتى الوحشية وتخطت كل المسميات التي قرانا عنها في كتب التاريخ عن اخبار الحكام المتسلطين .هذا انموذج للانتهاكات لمواطنين حاولوا الهرب من حيتان الفساد دواعش الداخل بالاضافة الى دواعش الخارج ,دفعوا مبالغ جمعوها بعرق جبينهم او قرضة حسنة قدرها خمسة الاف دولار امريكي للفرد الواحد ,ركبوا زوارق قديمة محملة باكثر من طاقتها ارضاء للمهربين ولزيادة الربح , مئات الزوارق تعرضت للغرق والقسم منها وصلت الهدف المقصود واستسلمت لرجال الامن على الحدود متحملين العطش والجوع بألأضافة الى ألأهانات يركض رجل الامن وراءهم حاملا عصا غليظة لا يفرق بين طفل او امراة او رجل لا فرق ولا احترام للاعمار القسم منهم يسمح له بالعبور من الحدود اليونانية بركوب القطار متجها الى هنكاريا , يتلاعب بهم المهربين وقد سمعنا بخبر اختناق اثنين وسبعين عراقيا وسوريا في داخل الحافلة الناقلة في فينا , عدا ذلك قصة المهربين الذين تركوا الضحايا في جزيرة مجهولة وسط البحر الذين ارسلوا نداء اذاعته فضائية البغدادية طالبين انقاذهم , فلا ماء للشرب ولا طعام ولا مأوى , بالرغم من جميع هذه المئاسي تستمر مافيا الفساد بتدبير وحياكة المؤامرات لغرض ارسال مخربين لغرض دسهم في التظاهرات التي اصبحت تمثل شوكة في عيونهم . لقد اثبت الشعب العراقي اصالته وهو ابن ثورة العشرين وانتفاضة تشرين52 ووثبة كانون 48 وثورة 14 تموز 58 المجيدة وسوف يبقى في الساحة ان كانت التحرير او الحبوبي او اي مكان تجمع لأبنائه الغيارى الذين بلغ عندهم السيل الزبى لا يعرفون التراجع ولا يخسرون سوى قيودهم الباحثين عن الحقيقة والمطالب المشروعة ( لا يضيع حق وراءه مطالب ) لقد صبر الشعب العراقي صبر ايوب وسوف يستمر في انتفاضته الميمونة المباركة غدا يجتمع المنتفضون في الحارثية في بغداد الساعة الحادية عشر صباحا ويذهبون الى مجلس القضاؤ الاعلى مقر مدحت المحمود ليقولوا له ارحل لقد أن ألأوان للفاسدين ان يقدموا للمحاكم الحساب و ليفسروا المخالفات التي ارتكبوها وينتظروا العقاب , هؤلاء الذين اكلوا حقوق الايتام والارامل والشهداء وليرجعوا الاموال التي نهبوها ليطبق عليهم قانون من اين لك هذا ؟