إقالة مدحت المحمود نصف نجاح ... و النجاح الكامل قاضي نزيه و شجاع

لن يتوانى اعداء الوطن عن اللجوء الى كافة الطرق الملتوية  للابتعاد عن المحاسبة ، كي يبقوا بمنجى من دخول قفص الاتهام  ، و واحدة من هذه الطرق و الاكثرها إتباعا  هي استبدال مسؤول بمسؤول آخر  لا يختلف عن سابقه سوى بالاسم و الشكل ،  و هذا المنهج الخبيث  خبره و عرفه العراقيون جيدٱ ، و ما استبدال المالكي بالعبادي إلا دليل على ذلك ، و رغم هذا منح العراقيون العبادي فرصة ذهبية  كي ينقذهم مما هم فيه  ، فعسى و لعل ، و رغم انه اضطر الى بعض الإجراءات  السطحية بسبب ثورة الشعب ، لامس فيها الريش و لم يضرب الجسد ، لكنهم لن يصبروا عليه طويلا  إن خيب آمالهم ، الوضع الآن تغير  ، الشعب العراقي كله اليوم في حالة ثورة  ، ثوار العراق الآن يطالبون بإقالة مدحت المحمود ، ولا بد لهم من طرح هذا المطلب و باصرار لا يكل ولا يمل  ، لأن تنفيذ هذا المطلب هو الخطوة الناجحة الأولى ، لكنها  ستمثل  ٥٠ ℅ من النجاح ، لان الهدف ليس اقالة المحمود فقط ، بل أختيار بديل عنه يمتاز بالنزاهة و الشجاعة ،  وهم بذلك يريدون إزالة أساس الفساد و قاعدته التي يرتكز عليها ، فلولا فساد القضاء لما حل بنا ماحل ، و لولا فساد القضاء لما وجد اللصوص طريقا للسرقة ، و لكي يكتمل النجاح فلا بد من قاضي نزيه و شجاع يتولى أمر القضاء ، و في هذه المسألة يمكن طلب المشورة من القاضي عبد الرحيم العكيلي و القاضي موسى فرج  ،  و كلاهما كانا رؤوساء لهيئة النزاهة ، و كلاهما استقالا و بشرف لانهما لم يريدا ان يكونا شهود زور على ما كان يجري من مظالم و سرقات ، و كلاهما يمكن ان يقدم المساعدة في مسألة أختيار من يتولى أمر القضاء ، لإن اهل مكة ادرى بشعابها كما يقول المثل . ٱما استبدال مدحت المحمود بفاسد آخر على شاكلته فكأنك يا بو زيد ما غزيت .