كردستان تزهو بمظاهر الإختلافات

 

من حق البعض ان يتخوف من الاحداث التي تجري في اقليم كردستان منذ أشهر من خلال مظاهر الاجتماعات ووجهات النظر الحزبية وكثرة الاروقة التي تضم الشخصيات السياسية التي يدلو الكل بدلوه وفق نظرته وتماشيا مع منطلقاته الايديولوجية وأقول أن هذا البعض من حقهم لان الصيغة جديدة عليهم ولم تسنح لهم ان عاشوا حياة الديمقراطية رغم السنين التي قضوها في الحياة ومروا معها بكل الحقب والفترات لان الحياة الديمقراطية جديدة عليهم حيث أن الحقيقة الماثلة هي ان ما تصنفها بعض وسائل الاعلام ضمن بودقة الازمات انما في حقيقتها بودقة للتفاهمات وتكريس للنهج الديمقراطي والتعبير الحر البعيد عن الضبابية أو اغبرة  وحرارة شهر أب المعروف باللهاب والبعض من اهلينا يقولون عنها انها حر نضوج (الرطب) في بساتين النخيل وعليه فحرارة اللقاءات المستمرة هي لانضاج التجربة الديمقراطية في كردستان اكثر مما هي تصفية حسابات او تعميق الاختلافات والمتابع للواقع السياسي في اقليم كردستان يتلمس ما يتحمله الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة الرئيس مسعود البارزاني من جهد جهيد ودور فاعل مسؤول وارادة لينة وعزم واصرار على الارتقاء بالمسؤولية الاجتماعية والسياسية لتمكين الجميع للنهوض بمشاعرها نحو الايمان الحقيقي بالديمقراطية دون اتخاذها شماعة او جناحا للتحليق خارج السرب القومي والوطني المسؤول ليس بمعنى ارشاد الاحزاب بل الى جعلهم ضمن ارضية الانتماء السياسي للشعب ولكردستان اولا وأخيرا بمعيار الاخلاص والارتماء في حضن كردستان لان الاحضان التي جربتها القوى السياسية لم تجن منها نفعا ،.ان الارادة الحقيقية تنبع من الوسط الجماهيري وضمن الاطار الشعبي لخدمة الجماهير وليست من اتجاهات تريد من خلال اختلاق الازمات والمسافات الوصول الى مبتغاها والحيلولة دون التقاء الارادات الوطنية المخلصة .

 

وعليه فان الاختلافات في وجهات النظر بين الاحزاب الكردستانية حالة صحية بل هي اسهامة اضافية في البيدر الكردستاني وهذه هي التي تعطيها الزخم المعنوي للتواصل والتقدم للامام ضمن برنامج عملي واقعي نحو طرق ابواب وسائل تطبيق الديمقراطية في الحياة الاجتماعية.

 

ان الديمقراطية ليست وليدة عام الانتفاضة والتحرر من قيود السلطة بعد عام 1991 بل وبشهادة التاريخ انها الاسلوب والمنهج والنهج الذي رسمه وناضل من اجلها الراحل الخالد الملا مصطفى البارزاني يوم اسس الحزب الديمقراطي الكردستاني في بداية الستينات من القرون الماضية واعتمدها شعارا للحزب ومنطلقاته الثورية النضالية التحررية لانه ترعرع في ظل اجواء كانت تعصف بالحياة السياسية ومنها انعدام المفاهيم التحررية بل لربما كانت من الكبائر الى درجة الالحاد والكفر في القاموس السياسي لتلكم المراحل لكن ِايمان الرجُل الخالد الذّكر بالحرية من منطلق السلم والسلام تحقيقا لشعار الوجود القومي بالمنظور الانساني التحرري كانت بمثابة نقطة انطلاق نحو الوصف الدقيق لمعاني الوجود والمشاركة في صنع القرار لحياة تملؤها المساواة والعدل والانصاف .

 

وعليه فان مظاهر الاختلافات تأتي لتكمل اركان الايمان بالديمقراطية وهي حالة صحية اِن كانت النوايا صادقة وان ما يشهده الاقليم من حراك وفعالية سياسية وفاعلية في التعبير ماهو الّا تأكيد لحرية التعبير عن الافكار والتي لاضريبة عليها بل هنالك ترحيب بها من جميع الاطراف لان الديمقراطية بحدها وحدودها تعني الالتزام الاخلاقي والاعتباري بأشكال التعبير الحر ولكن بشرط ان لاتتخلى عن اطارها الاجتماعي اي بمعنى ان تتجاوب مع رأي الشارع مثلُها مثل القوانين التي ينتجها المشرّع  في اطار العدالة وتحقيقا للمساواة بين افراد المجتمع .

 

اِن مناقشة الاطر حول رئاسة الاقليم قد اضفت الى وجهة الديمقراطية شعاعا قلما نجده في بلدان العالم وشرائعها وكانت ضمن الاساسيات في الحياة السياسية ضمن المنهج الديمقراطي فعلى العالم اجمع ان يرفعوا قبعاتهم لشعب كردستان ولفعالياتها السياسية الذين انهمكوا منذ اشهر ليناقشوا اسلوب واطار رئاسة الاقليم ليخرجوا بعد نقاشات مطولة واجتماعات مكثفة الى الصيغة المثلى التي ترضي الشارع وتكون اساسا في اختيار رئيس الاقليم وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني وعبر وفده المشارك في التقاشات اكثر حرصا لايجاد توافق سياسي بضمان قانوني للوصول الى حل يرضي الجميع لاننا وكما ذكرنا ان الديمقراطي الكردستاني مشروعيته من مشروعية انتمائه للديمقراطية ولتطلعات شعب كردستان ونضاله الدؤوب نحو الحياة الحرة التي ضحى من اجلها ابناء هذه البقعة من ارض الله فاستشهدوا وسقوا بدمائهم ارضها الطاهرة واهدوها اعز ما يملكون .