العراق بيئة طاردة للتنمية وللاستثمار الاجنبي

لاشك ان خلق بيئة صالحة للتنمية الاقتصادية والبشرية المستدامة يستلزم تحقيق عوامل عديدة تتجمع لتعمل على انجاح التنمية والاستثمار . اول هذه العوامل هو الانسان العراقي الواعي والحر والمتميز بذكائه العلمي وبفرديته واستقلاله الفكري والشخصي .

فالتنمية تبدا من الانسان , ومن مبادراته ومن ذكائه ومن نشاطه ومن عقله ..العقل اولا .اليابان مثلا لاتملك موارد معدنية وتتعرض للزلازل والاعاصير البحرية وللانفجارات البركانية , لكنها تملك شيئا اهم بكثير , وهو الانسان والعقل الياباني .

في المقابل لايملك الانسان العراقي ارادة حرة ولا يتمتع بالاستقلال الفكري والحرية الشخصية , وهو يسير وفق ثقافة القطيع , مشبع بالفكر الاسطوري والسحري والديني , اين منه عالم الف ليلة وليلة .كيف يمكن للطالب او العامل او الموظف العراقي ان يبدع في مجال اختصاصه وهو يعاني من فقر في المعرفة والثقافة , ومحاولة جهات كثيرة تقييد تفكيره , وهي عوامل تمنع التنمية البشرية والاقتصادية .

ان جلب المستثمرين الى العراق يتطلب بيئة سلم اهلي ولا يمكن ان تبقى الاستثمارات في حالة الصراعات المسلحة , فراس المال يكون جبانا دائما .ان المستثمر يحتاج الى بيئة تحتوي على مراقص وديسكوات وملاهي وكباريهات ونوادي اجتماعية وصالات للقمار وبارات ومطاعم يتم فيها تناول المشروبات الكحولية .ان منع الافطار العلني في رمضان ومنع بث الاغاني والرقص والفنون والمسرح في اوقات معينة من السنة يعمل على طرد المستثمرين من العراق .

بيئة الاستثمار تحتاج الى التعددية الفكرية والحاجة الى التسامح والتشارك , وليس الى وجود الحواجز الكونكريتية ونقاط السيطرة العسكرية والميليشيات . ان لبس الحجاب الاسلامي والنقاب وبعض الملابس الاسلامية تمنع المراة من العمل في بعض مجالات العمل .في بلد لاتسمع فيه صوت الموسيقى والغناء , الا صوت خطيب ومؤذن المساجد ولاتشاهد في الشوارع الا رسوم وصور رجال الدين المعممين فلا تتوقع ان يحضر اليك المستثمر الاجنبي او السائح الاجنبي .

وحيث تكثر المناسبات الدينية والمسيرات المليونية وقطع الشوارع فلاتتوقع ان يحضر المستثمر. في بلد يعاني من كثرة حالات الطلاق وازدياد اعداد الاطفال والاسر النازحة والمهجرة وازدياد اعداد الارامل واطفال الشوارع و فلا تتوقع مجيء السواح والمستثمرين .

في بلد تكثر فيه الانفجارات والاغتيالات تهرب رؤوس الاموال الى خارج العراق . ان ازدياد الفساد المالي والاداري في مؤسسات الدولة العراقية يعيق حركة الاستثمار في العراق .

اذا اردت ان تجلب المستثمرين ضع الكباريهات ودور البغاء قرب المساجد , والناس احرار في الدخول الى هذه او الى تلك .
نلتقيكم في عراق جديد في زمن الحداثةالسياسية والعلمية والفكرية