العبادي؛ واليوم يومك يا أبطيحان .!

كثيرة هي المسلسلات والدراما التي تحاكي الواقع، وأغلبها كتبت من أجل أرسال رسالة معينة، او نقل قصة حقيقية وواقعية.


أحدى المسلسلات الاردنية القديمة، التي بقيت حاضرة الى يومنا هذا، بتفاصيلها وشواهدها، وبطلها هو الشيخ بطيحان، تلك الشخصية الانتهازية الخبيثة، التي أدعت الشجاعة والإقدام، وهي في الحقيقة غير ذلك، أستطاع بطيحان أن يفرض نفسه على قبيلة ما، وتمكن من الوصول لكي يكون قريباً من شيخ القبيلة، وبمرور الزمن والوقت، والمؤمرات أستطاع أن يكون شيخاً لتلك القبيلة .

في يوم من الأيام وبطيحان جالس في صدر الديوان، والرجال من حوله حتى سمعوا النداء يقول " أنغزينا أنغزينا "، وهي عادة كانت موجودة عند القبائل البدوية، حيث تقوم بالغزو في ما بينها للحصول على المكاسب، همت الرجال للدفاع عن القبيلة، وكل حمل بندقية وسيفه من أجل الدفاع عن القبيلة الا بطيحان ؟

بقي الشيخ داخل الخيمة وهو يصيح بصوت عالي" اليوم يومك يبطيحان"، " اليوم يومك يبطيحان"، حيث كان يملك البندقية والسيف المرصع بالذهب، والخنجر الدمشقي الجميل، الا أنه لا يملك الشجاعة لكي يحملها ويواجه الغزاة، لذلك بقي يتعذر بأعذار واهية، من أجل البقاء داخل الخيمة.

بعد أن أنتهت الغزوه وعاد الرجال فرحين برد الغزاة، خرج بطيحان من خيمته وأنظم اليهم وهو يطلق النار، وينادي بصوت عال" هلا بالنشامى هلا برجال الشيخ بطيحان"، وأصبحت النساء تهلهل وتنادي بأسم الشيخ بطيحان وكأنما هو من رد الهجوم على القبيلة.

تذكرني قصة الشيخ بطيحان بالسيد حيدر العبادي، فمثلما أمتلك الشيخ البندقية والسيف والخنجر، من أجل رد الغزاة، فقد أمتلك السيد العبادي الجماهير والمرجعية فضلاً عن رئاسة الوزراء، لكن يبقى السؤال الذي يتردد هل يملك السيد العبادي الشجاعة والإقدام، لكي يستطيع أن ينفذ الإصلاحات التي تنادي بها المرجعية، والتي تظاهر من أجلها الجماهير، أم يبقى يراوح في مكانه وينادي " اليوم يومك يل العبادي"،" اليوم يومك يل العبادي"؟.


الواقع يشير الى أن الشيخ بطيحان، لا زال يراوح في مكانه، وبعيد عن مطالب الجماهير التي تطالب بالإصلاح، ولم يتخذ سوى الإجراءات التي لم تعتبر من صميم المطالبات، فلا زالت السلطة القضائية تحت أمرة وسيطرة المحمود، وهيئة النزاهة تحت سيطرة دولة القانون، وكثرة المؤسسات والهيئات، والامتيازات، وأطلاق يد المفسدين لا زال بعيداً عن أنظار شيخ العشيرة.

الأمور تتجه نحو التعقيد، وفتح الشوارع، والخطب الرنانة، والإجراءات الغير مجدية، لا تنفع في ظل الأجواء الراهنة، بل الشجاعة والإقدام، والخروج من القوقعه الحزبية الضيقة، وأتخاذ مطالب المتظاهرين عنواناً لمشروع الإصلاح هو المطلوب.

خلاصتي هذه المرة تذهب لكي تصور لي أن بطيحان لن يقدم على فعل أي شيئ، وسوف يبقى الحال كما هو عليه الان، وسيكتفي بالإجراءات الشكلية، والوعود من أجل تهدئة الشارع، لأن ما مطلوب هو أكبر من شخصية الشيخ بطيحان، ولا يمتلك من المواصفات ما يجعله يناقض هذا الكلام، الا أنني قد أكون متسرعاً في رأي بعض المتابعين، الا أن ما قام وما يقوم به الشيخ بطيحان، يوحي بأنه عاجز وأن التحديات أكبر منه