سمك الفرق بين الفساد والإرهاب، شعرة. هالكعكة من هالعجين. ظننت مرة ان هناك فرقا لكني شطبته. حسبت في السابق ان الإرهابي يتباهى بجرائمه حد الصوت والصورة أما المفسد فيتستر. لكن ظني خاب بعد ان شاهدت بالصوت والصورة نائبة عراقية تفتخر بكل جرأة انها استفادت وقبضت كوميشنات مثل غيرها من المسؤولين والسياسيين. ثم خرج على الهواء نائب آخر يوزع الرشا على جمع من الفقراء وهو يهددهم بالويل والثبور ان لم ينتخبوا قائمته ائتلافه وخاصة رئيسها. كلاهما اليوم يوجه المتظاهرين ورئيس الحكومة حول كيفية محاربة الفساد والمفسدين! من اوجه الشبه بين دولة داعش ودولة الفساد في العراق انهما يعتمدان على خلاياهما النائمة التي تم اعدادها وتدريبها لوقت الضيج. فالخلايا النائمة كما الجيش الاحتياطي الذي يستخدم عندما تلوح علامات الخسارة. لا أجدني بحاجة للحديث عن خلايا الدواعش لأن معارك جيشنا لطردهم كشفت بانه حين يقترب من تحرير أية مدينة محتلة تخرج لهم تلك الخلايا من الزواغير. اسألوا أي مقاتل عراقي وسيخبركم. اليوم، سأتحدث قليلا عن خلايا الفساد النائمة. عندما لاحت علامات نهاية صدام بعد "جفصة" احتلال الكويت، وانقلب العلم كله ضده تقريبا تحركت خلاياه النائمة في الخارج. كانوا يقتربون منا، نحن الذين كنا نعارضه، ويبدأون بشتمه وانهم لا يتفقون معه. لكنهم يحاولون اقناعنا بتوجيه اقلامنا صوب الكويت او أمريكا بحجة ان الوطن اهم. حلاوة بجدر مزروف. كذلك عندما لاح موت فرصة حصول المالكي على الثالثة طلّع اتباعه رؤوسهم التي كانت مختبئة في زواغير صفحات التواصل الاجتماعي. أي مقال ننشره ضد الخراب الذي سبّبه للعراق واجلاسه على الحديدة ماديا، يعزفون على الوتر ذاته: يشتمون المالكي ويقسمون انهم لا يحبونه. تقية سياسية لم تعبر علينا. ومثل خلايا صدام النائمة يرون ان الواجب يحتم علينا ان نتركه ونركز على العدو الأهم. ومن هو الأهم يا روح أمك؟ يفتح لك غطاء بالوعته الطائفية وتعصبه القومي. واذا فشل يعود لكشف عورة لسانه البذيء. لا حل الا بغلق باب بالوعتهم ببلوك فيندحرون خائبين. اليوم خرج الشعب ضد الفساد من بغداد الى البصرة. أيضا رجعت نفس القوانة. خرجت خلايا الفساد النائمة من جحورها تشتم الفساد والمفسدين. كقاتل المقتول الذي يمشي بجنازته. كل منهم صار اليوم ضد الفساد. بعضهم يتظاهر ويردح بمبالغة شديدة تفوق صيحات الذين سرقهم اسياده. خوفي ان هذا الشعب الذي صاح من اعماق قلبه المحروم "باسم الدين باكونة الحرامية" سيخرج قريبا ليصيح: باسم محاربة الفساد سرقوا تظاهراتنا، ولو بوزن ولحن مختلفين.
|