من المسؤول عن أمن الزائر الأجنبي ؟

 

 

وصلت طائرة الخطوط الجوية التركية من إسطنبول الى مطار النجف الاشرف صباحا مبكرا في بداية آب الجاري، وانا الياباني الوحيد على متنها، وذللك لحضور المؤتمر الستراتيجي الدولي الذي نظمه مركز كربلاء التابع للعتبة الحسينية عن (العلامة المجدد الوحيد البهبهاني) بينما يجب ان اشير الى انني قمت بالزيارة هذه المرة الى العراق دون الانتباه لتعليمات وزارة الخارجية اليابانية بعدم سفر المواطن الياباني الى العراق بسبب الامن غير المستقر، ولدي معرفة معينة عن النجف الاشرف في الثمانينات من القرن الماضي لانني كنت اشتغل في الشركة اليابانية المتعاقدة مع وزارة الصحة العراقية في المستشفى العام في النجف لمدة سنة ونصف. لذا حاولت اثناء مروري على احد المجسرات ان اجد أشياء مرتبطة بذكرياتي عن المدينة، ولكنني فشلت في ذلك لان معالم النجف الاشرف تغيرت تماما، اذ انها، اذا جاز التعبير، (أربيل في وسط العراق) حيث وجدت بين الشباب في الشوارع موضة التسريحة مثل (السوبيكي) او (المارينز). اما كربلاء المقدسة فأدركت بالإضافة الى أهمية جلسات المؤتمر تمسك عامة الناس بايمانهم فرحين واعتزازهم بأنفسهم وذلك خلافا لما كانوا عليه في الثمانينات أيضا. وتخلل فعاليات المؤتمر يوم راحة حيث تمتعت في جو ريفي بعيدا عن ضجيج المدينة في بيت صديقي العراقي في سدة الهندية وكانت الجولة التي قمت بها رائعة جدا، كما شاهدت فيها بساتين النخيل وعناقيد التمر والحمام بين الأشجار كما يقال انها منطقة (ام الحمام) وفي صباح اليوم التالي تناولنا (قيمر السدة) المشهور في الفطور العراقي في بيت صديقي، الذي كنت أتمنى ان آكله منذ زمن، اذ انه ذو نكهة طيبة لا مثيل لها، وفي عودتنا الى كربلاء المقدسة مررنا بمدينة المسيب المجاورة وتحديدا على جسر المسيب حيث تذكرت سائق السيارة في شركتي اليابانية في الثمانينات، الذي توفي قبل 15 سنة رحمه الله، وكان يغني دائما عند مروره معي بالمسيب على جسر المسيب سيبوني وهي اغنية مشهورة للمطرب العراقي ناظم الغزالي، بينما قال صديقي المرافق لي هذه المرة انه كانت في السنة الماضية معركة شديدة بين الجيش وعناصر إرهابية في منطقة قريبة من المسيب ولكنه تم طردها كليا فلا توجد أي مشكلة امنية الان.

 

مع ذلك مايزال هناك خوف في اليابان مثل شبح يحلق على اذهان اليابانيين من الوضع الأمني في العراقن اذ انه توضع المسيب وسدة الهندية حتى كربلاء المقدسة والنجف الاشرف في داخل دائرة الخطر المرسومة باللون الأحمر، وهذا يعني انه ينبغي على المواطن الياباني ان يخلي هذه الدائرة فورا وانا اتحير دون فكرة في كيفية علاج هذا الخلل في التفسير والرؤية بين العراق واليابان. فأي طرف منهما المسؤول عن الامن العراقي؟ واي طرف مسؤول عن امن الزائر الياباني الى العراق؟ على الأقل لا يعرف معظم اليابانيين الراحة التي احسست بها في سدة الهندية الهادئة وكانت جميع جولاتي في بغداد برفقة أصدقائي من المثقفين العراقيين دون ضجيج فوبيا الخوف من الوضع الأمني.

 

 

{ متخصص بالتراث والفولكلور العراقي

 

رئيس منتدى الشرق الأوسط