ماذا بعد الخضراء ؟ |
في الوقت الذي ينتظر فيه المواطن العراقي إصلاحات جديدة كالتي اعلنها رئيس الوزراء حيدر العبادي عقب تظاهرات الجمعة الاولى عندما هبت الحشود الجماهيرية في بغداد معلنة رفضها للفساد والظلم وتردي الخدمات والانفلات الامني بعدما بلغت جميعا ذروتها ولتعطي التظاهرات الاولى الضوء الاخضر لمحافظات العراق كافة ليعلنوا رفضهم الصريح لما يتعرض له العراق من هجمة ارهابية متمثلة بالسرقات والفساد بانواعه مهد لافلاس العراق واعلانه حالة التقشف القصوى وراحت الجماهير التي تسلحت باعلان المرجعية العليا في النجف الاشرف بترديدها ان للصبر حدوداً والتي طالبت الحكومة باجراء اصلاحات سريعة وعاجلة وكشف المفسدين والخائنين وتقديمهم للقضاء لتنطلق في بغداد والمحافظات ثورة شعبية جادة ثورة سلمية تطالب بحقوق العراق والعراقيين ومحاسبة المفسدين والخونة وتطالب باصلاحات حقيقية وكشف المفسدين والسراق وتقديمهم للقضاء .
نعم في ذلك الوقت سارع العبادي عقب التظاهرات العفوية وغير المسيسة او محزبة باعلان اصلاحاته الاولى بحل مناصب نواب رئيسي الجمهورية والوزراء وبعض الشخصيات ما اعطت قوة اضافية وحقيقية للمتظاهرين وتزامن اعلان الاصلاحات الاولى ايضا مع اعلان التحقيقات النهائية من قبل اللجنة المختصة بقضية احتلال الموصل كشف الاسماء المتورطة والمطالبة بتقديمهم للقضاء وخرجت يومها الحشود الجماهيرية وبعفوية بعد اعلان اصلاحات العبادي تؤيد القرار بل وتفوضه ان يضرب بيد من حديد كافة المفسدين والمتورطين بالخيانة العظمى وتقديمهم للقضاء .
نعم حظي العبادي بتفويض مالا يحظاه رئيس وزراء في تاريخ العراق المعاصر . وراحت الجماهير التي تطالب العابدي باستقالته من حزب الدعوة باعتباره ينتمي للعراق اولا واخيرا راحت تلك الجماهير المنتفضة في بغداد والمحافظات ومعها الجاليات العراقية في الدول العربية والاجنبية تنتظر اولا تطبيق مااعلنه العبادي من إصلاحات فعلية وحقيقية إلى جانب إصلاحات اخرى من شانها ان تعيد للعراق هيبته وموقعه الطبيعي في المجتمع الدولي والتخلص من شبح الارهاب والافلاس الذي يهدد العراق ودول المنطقة الى المجهول ، لتستمر تظاهرات الجمعة بين مؤيد من البرلمان والحكومة ومشكك ومستهين بها وبين التأييد والمباركة من قبل المرجعية العليا وبين إصرار الجماهير بكافة اطيافها ومذاهبها وقومياتها على ضرورة إصلاح القضاء العراقي الذي سيمهد لمحاسبة المفسدين والمقصرين وكشف اموال العراق الطائلة التي نهبت وسرقت وضرورة تعديل الدستور العراقي وتشكيل لجان مختصة تهتم بالدستور ونقاطه التي تعيد للعراق هيبته القانونية والشرعية .
نعم مازالت الجماهير التي تتلقى الاخبار السيئة من البحار والمحيطات التي تفصل العرب مع اوربا وغرق المئات من الشباب والاطفال والنساء بسبب الهجرة التي وحسب احصاءات الهجرة الدولية بلغت ذروتها منذ الحرب العالمية الثانية، والعراقيون جزء من المغامرين بالهجرة من كافة الدول العربية تتصدرها سوريا وافريقيا واليمن وليبيا والعراق .
وتستمر تظاهرات الجمعة وننتظر اصلاحات جديدة وفعلية وسريعة، ليعلن رئيس الوزراء وقبيل تظاهرات الجمعة الرابعة بساعات حزمة إصلاحات جديدة أبرزها الاستعداد لفتح المنطقة الخضراء المحصنة والتي تضم مقار الحكومة وبعض السفارات أمام كل المواطنين العراقيين. وغيرها من الاصلاحات التي نتمنى ان تفعل مع اولى اصلاحات العبادي والنظر بمطالب المتظاهرين في بغداد والمحافظات.
نعم ماذا بعد فتح منافذ الخضراء ومازال المواطن العراقي يتطلع الى إصلاحات في القضاء والبرلمان والحكومة إصلاحات تخلص العراق من ارهاب وفساد وخيانة ، إصلاحات تجعل من الهجرة للعراقي عكسية ، وتعيد للقضاء هيبته وتضرب بيد من حديد المفسدين كافة ، إصلاحات تستعيد اراضينا المحتلة من الارهاب وعودة اهلنا من النازحين الى بيوتاتهم ، إصلاحات نضمن بها مستقبل عوائلنا واطفالنا ، إصلاحات تكشف اسماء المفسدين ومحاسبتهم على العلن ، إصلاحات حقيقية تصلح الخدمات وتؤمن قوة المواطن .
نعم ان المهمة امام العبادي طويلة وصعبة لكنها ستكون اصعب اذا ماتمادى او تاخر في قراراته وإصلاحاته في وقت نتساءل ويتساءل المواطن ماذا بعد فتح المنطقة الخضراء ؟ |