الطفل الغريق ..Rusly Almaleky

 

كان يطوف بالبيت راكضا و تلحقه امه ، فهو لا يحب الاستحمام خوفا من دخول الشامبو في عينيه، فتتلقفه امه وهو يملا البيت ضحكا لتودعه في حوض الاستحمام وتراقب حركاته فيه، تملا له الحوض بالالعاب التي تطوف في الماء، وما ان يعتاد على دفء المياه، يصر على البقاء في الحوض معارضا اخراج امه له منه، لقد كانت لعبته المفضله هي البطة الصفراء التي تطوف وتصدر صفيرا ان ضغط عليها ..

في اخر لحظات حياته، وجد نفسه بذلك الظلام الذي يلفه بين الامواج، لم تعلّمه امه السباحة في ذلك الحوض المنزلي الصغير، ماما ! تلفت حوله في الماء، علها مزحة منها بان تبقيه تحته قليلا، لم تكن هناك، حرك يديه وذراعيه مستنجدا، لم يكن هناك غير الماء و الظلام ، تلفت عله يعثر على بطته الصفراء، علها كبرت الان ليمسك بها، لم يبد انها هناك، فقد كان صوت الموج هادرا، ولم يكن هناك صفير البطة الصغيرة ..

اطل الصباح، وكان الصغير ملقى على الساحل كبيت رمل بناه اطفال هنا ومضوا، تلطخ خداه برمل الشاطئ الذي بدا كأنه يدوس على خده الغض غير مبالٍ، ورغم انه ابتعد عن المياه، الا انها واصلت المد نحوه ككفوف جائعة تحاول الوصول اليه لتمضغه من جديد ..

فتح عينيه فكان نظره مشوشا، فركهما بيديه الصغيرتين، فاتضحت بطته امامه وقد غدت اكبر منه بمرتين، اطلق ضحكة عالية، لقد كانت امه تحمله بين ذراعيها عندما افاق .. في الجنة ..

كل شئ هناك عبارة عن بطة صفراء، وخطوات راكضة هربا من امه، لكنه هذه المره لم يكن يهرب منها خوفا من الشامبو، بل خوفا من الماء نفسه ..

رسلي المالكي

Rusly Almaleky

2-9-2015