اللقاء المهم الذي جمع رئيس هيئة النزاهة البرلمانية النائب طلال الزوبعي بالسيد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم قبل يومين ، يحمل اكثر من دلالة كونه يأتي في ظرف عصيب يعاني منه المكون العربي قادة وجماهير ، ويمكن اجمال اهمية ذلك اللقاء وفقا للمحاور التالية : · ان قادة المكون العربي وجمهورهم كان يأملون ان تكون الاصلاحات فاتحة خير لمستقبلهم واذا بهم بفاجأون بحملة مداهمات واعتقالات واعمال خطف تستهدف مواطنيهم شيوخا ووجهاء واناسا ابرياء ، ولا بد من البحث مع اعلى القيادات ومنها السيد رئيس الجمهورية في السبل الكفيلة بايجاد حلول لازماتهم في مرحلة الاصلاح واذا بالبلد يتجه الى مسار آخر واجراءات لاعلاقة لها بالاصلاح من قريب او بعيد. · ان وضع قادة المكون العربي وجمهورهم الان في أسوأ حالاته والمطلوب في هذا الظرف العصيب التحاور مع السيد رئيس الجمهورية في سبل اعادة حالة التوازن الى مجراها بعد ان فقدت العملية السياسية توازنها في ظل اختلالات سياسية غامضة ومرتبكة لاتبشر بخير حتى الان. · ان مواجهة حيتان الفساد امر في غاية الصعوبة لان رموزه تمتد الى كتل سياسية تدعمهم وتوفر لهم الحصانات وكل ماقيل عن محاربة الفساد لم يجد له اذنا صاغية حتى الان،وان النائب طلال الزوبعي يريد ان يضع السيد رئيس الجمهورية في ان كل محاولة لمواجهة الفساد تصطدم بجدران كونكريتية لتشابك وترابط عمليات الفساد الكبيرة مع رؤوس يصعب محاسبتها كونها تحتمي بأركان السلطة وربما بجهات اقليمية توفر لهم الحماية من اي تساؤل من جهات الرقابة ولجان النزاهة التي لن يكون بمقدورها وحدها ان تواجه هذا الغول دون تعاون شركاء العملية السياسية في مواجهة اخطبوط من هذا النوع. · ان مبادرة نائب له ثقله في تحالف القوى العراقية تأتي عقب بيان شديد اللهجة صادر من رئيس ائتلاف متحدون السيد أسامة النجيفي حذر من مخاطر ممارسات اعتقالات وعمليات خطف لمشايخ وشخصيات مؤثرة ومن تجاوزات على ورقة التفاهمات التي جرى بموجبها تشكيل الحكومة وبخاصة بشأن اوضاع النازحين وضرورة توفير ظروف اعادتهم الى محافظاتهم، ويمكن لرئيس الجمهورية أن يكون عاملا مساعدا في وضع من يحمي الدستور في كل صور المعاناة وطبيعة الاجراءات القسرية من حملات ملاحقة واعتقالات في وقت يبحث قادة البلد عن سبل لدعم توجهات رئيس الوزراء حيدر العبادي والاصلاحات التي اعلن عنها ، وكان بامكان قادة المكون العربي ان يكونوا داعمين ومساندين له لو تم احترام ارادات مكونهم وعدم التجاوز عليهم في مثل هذا الظرف الذي يتطلب تلاحم الجميع للسير باتجاهات الاصلاحات لكي تبلغ هدفها. · ويفترض بالسيد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم باعتباره الحامي للدستور وللحريات ان يبادر من جانبه لوضع صورة تلك المعاناة امام من يهمه الامر لكي لايتعرض المكون العربي قادة وجمهورا الى كل هذا التجاوز عليهم وعلى اراداتهم ، وان الاصلاح لن يكون على حساب تهميش الاخرين واقصائهم بل على العكس فأن إشراكهم في سلطة القرار هو من يوفر لعناصر الاصلاحات ضمانات النجاح. · ان الاصلاح والتغيير الايجابي لن يبلغ هدفه دون ان يشارك العراقيون جميعا في هذه الحملة الوطنية، وهي ليس مشروع العبادي لوحده ، بل هو مشروع عراقي ينبغي توفير السبل والضمانات التي تكفل نجاحه، وهو لن يبلغ هدفه اذا كان الاصلاح يحرم الاخرين من سلطة القرار. · وأخيرا ينبغي على قادة المكون العربي ان يرتقوا فوق مستوى اوضاعهم وما تعرضوا له من حصارات مختلفة ومضايقات على تحركهم السياسي وشل العلاقة الايجابية مع القوى والكيانات الاخرى التي اصبح التفاهم معها امرا صعبا ويواجه عراقيل كثيرة ويعرف رئيس الجمهورية مخاطر تلك العقبات والعراقيل على مستقبل البلد وعلى مواجهة داعش والحرب على الارهاب ما ينعكس بتأثيراته السلبية على مجمل اوضاع البلد ويخدم خطط داعش في ابقاء هيمنتها على محافظات مهمة.
|