الاستاذ عدنان الباججي نعم لقد كان غزو العراق صائبا |
استاذي العزيز مع احترامي لرأيك انا اختلف مع كل ما طرحته في مقالتك عدا السطر الاخير الذي عرفت فيه نفسك بانك وزير خارجية العراق الاسبق ورئيس سابق لمجلس الحكم بعد التحرير (الغزو حسب رايك ) وسبب اختلافي معك في وجهات النظر هو هذا السطر الاخير او صفتك الرسمية السابقة والتي على اساسها تتشكل طبيعة احتكاكك بالناس ومعرفتك بالشعب العراقي وقربك او بعدك من همومهم وتطلعاتهم وتفاصيل حياتهم خلال حقبة ما قبل التحرير وما بعده . ربما تقول ياسيدي انك تناقش الامر من جانب بناء الدولة ووجودها بين الدول واقول لك ان ذلك يجب ان لا يتم بعزل السلطة عن قواعد وجودها وهو الشعب ومناقشة كل على انفراد هوغاية الخطا . ياسيدي ان شخصا مثلك ومثل اياد علاوي واحمد الجلبي وعادل عبد المهدي وغيركم من الساسة المخضرمين ممن ولدوا وفي افواههم ملعقة من ذهب لايمكن ان يمثلو وجهة نظر الشعب العراقي في هكذا امور تتعلق بمصائرهم وتطلعاتهم , فانتم لن تشاركوا في حرب الثماني سنوات ولم يقتل احد ابناءكم فيها ولم تعيشوا حصار العشر سنوات ولم تبيعوا اثاث بيوتكم ولم تتعرضوا الى ركلات زبانية صدام في دوائره الامنية ولا لسخرية ابناء العوجة في دوائره التي تسمى بالرسمية ولم يموت اطفالكم بين ايديكم من المرض وانتم لا تملكون لهم ثمن الدواء , ناهيك عن المقابر الجماعية والقتل والتشريد . قد تكون وجهة نظرك صحيحة كشخص يمثل الطبقة الارستقراطية في العراق وهذه الطبقة لا تمثل واحد بالمئة من الشعب العراقي وليس من يده في النار كمن يده في الماء .فانتم وللاسف وبعد سقوط الطاغية عدتم وانتم تحملون نفس افكاركم البيروقراطية السابقة ونفس تصوراتكم عن الشعب العراقي عندما كنتم ابناء الوزراء والاقطاعيين وبرلمانيي العهد الملكي تلك الطبقة التي تنظر الى الشعب عبارة عن قطيع من الولاءات يهبون لكم الطاعة ويتلقون منكم الاوامر وكانكم انتم الالهه وهم العبيد وبذلك كانت طروحاتكم دائما في واد والشعب في واد . انت ياسيدي تنظر للعراق سلطة هدمها الامريكان وكان يجب ان تسلم لكم والشعب ينظر للعراق سجن فتحت ابوابه وشتان مابين من يطمح بكرسي وثير وحاشية وبين من يطمح بحرية ولقمة عيش . ان وجهه النظر بشان تحرير العراق لايمكن ان تاخذ من شخص يسكن خارج البلد ويجلس في فنادق الدرجة الممتازة ويقرا اخباره في الصحف بل يجب تاخذ ممن باع السكر والشاي في حصته التموينية او باع اثاث بيته ليشتري بدلها ملابس لاطفاله . اتعلم يا سيدي الكريم انا كنا نرى انفسنا اموات نمشي على الارض قبل ان يرسل لنا الله نبي العصر جورج بوش لينقلنا من الضياع والموت الى النور والحياة . اتعلم انا كنا نعيش الياس الذي لايمكن ان نتصور ان نخرج منه في يوم من الايام بفضل معارضة او مرجعيه دينيه او سياسية في حين كنتم انتم مشغولون في مؤتمراتكم وتنظيركم البعيد عن واقعنا المرير . لو كنت ياسيدي عشت ما عشته انا وملايين الشعب العراقي في ذالك الزمن الاسود لما كتبت مقالتك هذه بهذه الطريقة التي تسيء لنا نحن الشعب المسحوق بظلم صدام واحلامكم الصغيرة ايها السياسيين الباحثين عن السطة , لانك تتحث عن ايام التحريربلغة المنظر الاكاديمي فتقول بانك قلت للامريكان وارتايت وتحدثت واعترضت وانت تخول نفسك بالحديث عن ملايين من الناس هم في واد وانت في واد اخر و لم تلتقي بعراقي واحد ممن عانوا من صدام ولم تتجول في ازقة المدن المنكوبه لتعرف راي الناس بالتحرير ولم تسال نفسك وانت تطرح هذه الطروحات لم لم يقاتل الشعب العراقي الامريكان وهو الشعب الذي عرف بثوريته طالما ان الامريكان غزاة .لا ادري هل انك ترى ان الملايين من الشعب عملاء لانهم يرون الغزو تحريرا ام من الانصاف ان تقول ان الشعب العراقي وصل الى مرحلة الكفر بكل شيء من اجل التخلص من الطاغوت . لا تتحث عن الذي جرى بعد الاحتلال فهذا لم يكن سببه امريكا بل سببه اغلب الساسة حملة الافكار القديمه ودول الجوار ممن لا يريد للعراق الخير فدخلوا بمسميات الجهاد والتحرير ومقاتلة المحتل فاشاعوا الخراب وحرمونا الفرحة ولا زلنا نعاني منهم . وكل ما ذكرت من مسميات واحداث الشعب العراقي يبرأ الامريكان منها لا بل وللاسف يحملكم انتم مسؤليتها لانكم رغم عيشكم لسنوات مع الشعوب المتحضرة والامريكان احدها لم تتطبعوا بافكارها الخلاقة ورجعتم وانتم تحملون طباعكم السابقة وعلى مبدا الطبع غلب التطبع وقد حاول الامريكان ان يعالج تطلعاتكم التي تتبنى الطائفية وحب الذات وحب السلطة فصنع لكم المحاصصه ولكن للاسف لم يستطع اصلاحكم فاختلفتم انتم بينكم وكان الشعب الضحية ولو كنتم اقتنعتم بما قسمت لكم امريكا بعدالتها وعملتم من اجل العراق لكان حالنا غير الذي تتحدث عنه انت الان , ومن المؤسف وبعد عشر سنوات تقع في نفس الخطا القديم الجديد الذي تحملوه انتم الساسة المخضرمين الذين تاخذون معلوماتكم من صحيفة تتابطونها او فضائية تدس السم وليس من نزولكم الى الشارع ومحادثة الناس والوقوف على اراءهم . ان الطائفية والميليشيات والضلم الذي تتحدث عنه يا سيدي قد تكون موجودة لكن ان تجزم انها تقود مسيرة شعب فهذا كلام غير منصف ويحتاج من الكثير ممن يتحدثون به من امثالك ان يبحثو عنه في شوارع بغداد لعلهم يجدوه بام اعينهم ليتحدثوا عنه وهم مطمئنين لصدق ما يقولون ان لم تكن لهم اجنده تريد الاساءة للعراق وشعبه . اما ان يكونوا ساسة لهم تاريخهم ويتحدثون بكلام هو من بناة افكار صحفي مغمورهنا وصحفي مغمور هناك وفضائية عميلة لعدو خارجي تتصيد الفقاعات البسيطة فذلك اساءة لتاريخكم السياسي قبل ان يكون انتقادا للواقع . نعم هناك قتل بالمفخخات والعبوات التي تفتك بنا نحن نعرف مصدرها ومن وراءها وماذا يريد وهو يريد ان تقول انت الذي قلته ويريد بنا العودة الى ماقبل التحرير لكن هذا لايعني ان هناك بناء وهناك شعب بدا يشعر بتغير في حياته نحو الاحسن وبدا يشعر ان هناك امل في وطن يعيش به . ان تضحيات امريكا مشكورة عليها لابد ان توازيها تضحياتنا نحن الباحثين عن الحياة في وطن كنا في يوم من الايام نحسبه قبرا لبس اكثر . وشتان مابين باطن الارض وظاهرها لمن يجرب ذلك بحبس انفاسة . تتحدث عن الربيع العربي واقول لك حسبك ما يحصل الان في سوريا ولك ان تقارن العراق به لو جرت حالة اسقاط صدام حسين بنفس الطريقة التي تجري الان في سوريا وكلي يقين ان وضع العراق كان يكون اسوا بكثير من وضع سوريا لو حصل للعراق ما يجري بسوريا لاسباب انت تعرفها . لاشك ان حال اليمن ومصر وليبيا وتونس وما يجري فيها الان ومدحك لها هو ما يثير الاستغراب وانت تقرا حتما يوميا عن الافكار الغريبة التي تظهرا يوميا للاعلام وينادي بها دعاة الربيع من تكفير ودعوات ما يسمى بنكاح الوداع وجهاد المناكحة وملك اليمين ورضاع الكبير وغيرها الكثير من الافكار التي تخجل الانسانية من الحديث عنها فضلا عن تبنيها وهذا ما اينعت عنه زهور الربيع العربي . على الاقل لا بل وهو الاهم ان الشعب العراقي بقي محافظا على قيمه واخلاقه رغم محاولة الاعداء لاختراق قيمه بافكارهم المسمومه . اعذرني سيدي فانا اقول لك ولكل الذين يجلسون في الخارج من ساسة واعلاميين لا تتحدثو عن العراق مالم تكونوا داخله وتعيشون وسط ازقة مدنه وبين شعبه اما ان تعتمدوا في طرحكم على ما ينقل لكم من اناس ليسوا امناء فذلك قمة الظلم والعقوق .. محمد فوزي محمد عراقي لم يغادر وطنه ولن يفكر في ذلك ابدا ..
|