من كان يعبد محمداً.. فان محمداً قد مات



بتنا نخشى على الاسلام, بعد ان اتم الله علينا النعمة ورضي لنا الاسلام ديناً, خير الانبياء الهادين الداعين محمد بن عبد الله (ص), وبئس الامة المختارة نحنُ, تركنا قارب النجاة يتوه في بحر الظلمات, وحلقنا في اوهام دعوات السامري.
الامانة ثقيلة ابت الجبال حملها, لكن نفوسنا التواقة لعمل الخير, اقسمت على حمل الدعوة والمضي بها, بترديد شهادة ان "لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله", وقبول الاسلام بإتمام النعمة, وجاء خطاب "من كان يعبد محمداً؛ فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله؛ فإن الله حيٌ لا يموت" لتنبيه القلوب الراجفة الى اهمية الحفاظ على الدعوة, والاستمرار في انتشارها.
الاسلام ورسول الله والحياة الدنيا ليسوا بحاجة الى عبيد, بل احرار, يعملون بحدود الله ويصونون الحرمات والنعمة التي وهبها لهم, ويتقون الله حق تقاته ولا يموتنَّ الا وهم مسلمين, والهدف الاسمى ان لا نفرط بإسلامنا لأننا سنخسر اخرتنا, الحياة الابدية التي يعمل من في السماوات والارض للفوز فيها, فقد قبلنا بالدعوة الالهية ورضينا بحمل الامانة, ولا مناص من الاستمرار بالدعوة او الموت دونها.
السامري لازال يغوي الناس, تارة بعجلٍ جسد له خوار, واخرى بأفكار فيها خبث ونفاق وتظاهر بالأيمان, بسرقة اثر الملائكة واهل العلم, وتصويرها على انها معجزات تمنحه الاسبقية في كسب اصحاب القلوب المرتجفة التي تخشى صفير صوت البلبل, فأين انتم من الثبات والمرابطة في سبيل الله ونصرة الدين الحق, فهل اضلكم السامري؟!, وانتم اصحاب.. سمعنا واطعنا سبحانك اللهم. 
كل المخططات التي تحاك اليوم تهدف النيل من الاسلام, وبطريقة واخرى نساهم بالترويج لها والعمل للوصول الى غاياتها, الغيرة والشهامة التي يتمتع بها المسلم تدفع به للدفاع عن الرموز التي تعبر عن انتماءه, لذا يراهن السامري دوماً على الدخول من هذه النقطة, ومحاولة زرع الفتنة والفرقة والقتال بين صفوف المسلمين, بنسب كل طائفة الى رمز , والدفع الى اسقاطها من قبل الطائفة الاخرى, من باب اجعل كيدهم في نحورهم. 
وعلينا ان نثبت باننا لا نعبد محمداً ولا اهل بيت النبوة ولا ايًّ من الصحابة والأوصياء والاولياء, بل نعبد الله الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد, ونعمل بدعوة الرسول ووصايا اهل البيت والصحابة وكل من عمل ونطق باسم الاسلام, ودعا لعبادة الله, ولنفوت الفرصة على اعداء الانسانية واعداء الاسلام واعدائنا من التكفيرين والاشرار, ونمنعهم من جرنا الى التفرقة واضعاف وحدة الصف.
كلنا بخطر محدق بنا, نحن واعدائنا, فان الله رقيب سميع, قادر مقتدر, شديد العقاب, ان تجاوزنا حدود انسانيتنا وعثنا في الارض فساداً سيطالنا العذاب, فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخاف عقباها, ومن هذا المقام اوصيكم ونفسي بتقوى الله, فان الله شديد العقاب.