هل تتمكن فرق الموت من اخماد التظاهرات ؟


ما نلاحظه هذه الايام من خلال الضغوطات التي تُمارس ضد الناشطين سواء من خلال محاولات الاغتيالات و التدخلات في مجرى الاحتجاجات عبر تخويف الاصوات المؤثرة، او بالضغط على الحكومة و المصرين على الاصلاح بشتى الطرق . هذا ما يوضح لنا ما لدى المعترضين من خطط و توجهات بعدم الاكتفاء عن ما مارسوه بحق الشعب العراقي بل يؤكدون بانهم ما لازالوا على خطاهم سائرين بالضد من مصلحة الشعب معرقلين لخطوات الاصلاح مانعين لكشف عوراتهم في الفساد و الاستئثار بالسلطة و استباحة العراق بما فيه للقاصي و الداني من الدول المجاورة و العالمية المصلحية من اجل ضمان مصالح شخصية حزبية لهم، و ما سوٌدوا بافعالهم المخزية تاريخهم وما ادعوه و تشدقوا به في حينه من النزاهة و الصلاح و الحفاظ على مصالح الشعب العراقي، و اعتبروا انفسهم زاهدين نزيهين مضحين من اجل اهداف و مستقبل العراقيين فقط .
لقد بلغ السيل الزبى و لم يبق للصبر مجال اخر الا ان يشق الصابر الطريق بنفسه، بعد ان ضاق بالعراقيين صدرهم اكثرمن اي وقت مضى، نتيجة تاكدهم من ان السلطة التي تديرهم خلال هذا العقد و النيف و على الرغم من صبرهم و انتظارهم للاصلاح الا ان الامر لم يتغير بقيد انملة بعد كل تلك الانتظارات، و لم يبق امامهم الا التدخل المباشر و رفع اصواتهم بالطريقة المدنية و من خلال الاحتجاجات المدنية السلمية غير المتشددة التي نعتوا بها العراقيين من قبل . و على العكس من الادعاءات بتطرف العراقيين من جميع النواحي، فانهم اثبتوا على انهم المسالمون و يطالبون بحقوقهم باكثر الطرق تمدنا، دون اي خلل و هم يمنعون اي انحراف و هم بالمرصاد لكل من يحاول تحريف العملية الاحتجاجية التي تحاول جهات عدة افتعال ما يعكر العملية لمصالح داخلية و خارجية ضيقة متاكدة من انها ستُضرب عند تنفيذ الاصلاحات .
بعد التصريحات و التلميحات التي صدرت من قبل من كان السبب في تفاقم الاوضاع المخزية التي مر بها العراق و ما صدر على يده و من يتبعه من التشكيلات العسكرية باسم الدين و المذهب، اليوم ادركوا ان العراق لا يمكن ان يتحمل ما فعلوه به اكثر من ما مر، و عليه، نراهم اليوم يصرخون و يرفعون اصواتهم بشكل يعرٌفون به انفسهم و ما يحملون و ما يهدفون و ما ينوون . 
انهم فرق الموت التي كانوا ايدي فولاذية لاخماد المعارضين بشكل متخفي و سري، و كشفوا عن تركيبتهم وشعاراتهم و اهدافهم و تبعيتهم للجهات بشكل لا غبار عليه، انهم كثيرون من الرجل المعمم الى الافندي المحتال الى الفرق التي تقتات على حساب الشعب و ما تنهبه من الثروات بولائاته المصلحية على الضد من الشعب و امنياته .
هؤلاء و المساندون لهم لن يتوقفوا عن حركاتهم البائسة و كما يعلم الجميع، انهم يصرخون و ينعقون و هم في مرحلة احتضارهم النهائية، ان كان التنظيم و الدقة و التعاون و الزخم الجماهيري قد ازداد يوما بعد اخر . فلا وجود لقوة مهما كانت سلاحها ان تتمكن من اخماد المتظاهرين و احتجاجاتهم باية وسيلة كانت لديهم، فقوة الجماهير اكبر و افعل من اية قوة او امكانية مهما كانت من ورائهم من الدول المصلحية .
فردٌ هذه النيات يقع في افشالها و منعها من التاثير على مسار العملية الاصلاحية، و يتوقف هذا على :
1- قوة التنظيم و الارادة و الاستمرارية و الدفع نحو الزخم الجماهيري الاكثر و الاكبر .
2- تنفيذ الاصلاحات و ما يصر عليه الشعب من الاولويات وليس ما ينويه الساسة من تنفيذ الخطوات التي ربما تؤدي الى تاخير او تاجيل الوصول الى الحل .
3- الاحتساب لكل ما ينويه المتضررون و حساب ما يجب ان يفعلوه في حال قراءة الاحتمالات الكثيرة في الساحات لردع السلبيات .
4- التعاون و توحيد الهمة و الشعارات و منع التفريق و التشتيت بين المحتجين و قطع دابر المحاولين من دس اشخاص كانت ام الشعارات التي تضر بالتظاهرات العفوية المنبثقة من الاحتياجات المطلبية و ما يعوق توفيرها من ما يجري من العملية السياسية، بكشفهم و فضحهم و منعهم .
5- استمرار في الضغوطات المتعددة من خلال الدفع نحو فرض خطوات عملية على الارض من حيث امكانية اعلان الوقت للاعتصامات عند عدم تحقيق مطالبهم في سقف زمني معين .
6- محاولة كسب القوات العسكرية ليكونوا الى جانبهم و يمنعوا اية قوة شاذة من التدخل في ثنايا التظاهرات و تحديد المندسين من القواات العسكرية السائبة .
7- تشكيل لجان مؤقتة من الساحات لاداء الواجبات اليومية و عدم استدامة او تكرار الوجوه و اتباع تعددية الحلقات التنفيذية لامور التظاهرات، كي لا يتمكن اي طرف من التدخل و الاندساس بسهولة من خلالهم، اي تشكيل ادارات التظاهرات في وقتها و ساحتها دون الاصرار على بقائها و تكرار الوجوه او الاعتلاء و التفرد، لقطع الطريق امام اية قوة من التدخل في مسار عملهم باي طريقة كانت .
8- اهم الاعمدة لنجاح الاحتجاجات في تحقيق اهدافها هو الاستمرارية و عدم التقاطع مع الطلبات الضرورية اليومية التي دفعت الجماهير الى التدفق الى الساحات في وقت لم يحدد و لم يخطط له من قبل .
مما سبق تبين لنا ان اهم دواعم تحقيق الاهداف و منع اية قوة مهما كانت نفوذها في تحقيق ما تخطط ،يقع على عاتق الجماهير و نجاحهم في التنسيق بين الناشطين دون فسح المجال للنيل منهم من قبل فرق الموت، من خلال الحذر و الوعي و بالتنظيم و التعاون الجماعي، و هذا هو النضال السلمي و يحسبه التاريخ لهم . انه عملية مدنية لنيل الاستقلال للبلد بكل معنى الكلمة، و محاولة في مكانها الصحيح لاخراجه من ايدي الدخلاء المزيفين ممن يحسبون انفسهم على المواطن العراقي و ليسوا بذلك، و هي الفعل المناسب لاعاقة الايدي الخارجية المصلحية التي تحاول وضع العراقيل امام قافلة المناضلين و لمنع المسيرة المدنية للشعب العراقي من الوصول الى مبتغاها .