عجيب أمر القائمين على البرامج السياسية في قناة العراقية الفضائية ، انها تستضيف ( محللين ) من الدرجة العاشرة وممن لم يحسنوا لغة التحليل ولا آفاقها، وهم يحاولون أن يسبحوا في بحيرات ضحلة ، لاتستحمل اكثر من غطة الحضيري بشط، كما يقال في الأغنية العراقية!!
والمفارقة الاكثر غرابة ان مقدمي تلك البرامج هم من يجيبون على الاسئلة بدل هذا ( المحلل السياسي ) الذي لايترك له الا ان يردد مايقوله مقدم هذا البرنامج او ذاك، وكأنما الضيف هو من يسأل ومقدم البرنامج هو من يجيب!!
تابعت منذ أمد طويل برامج قناة العراقية ، وكان البرنامج الذي تم تقديمه عصر يوم الجمعة الرابع من ايلول مثالا على ما أقول!!
الكل يعرف الدكتورعامر حسن فياض عميد كلية العلوم السياسية في جامعة النهرين حاليا منذ ان كان يمارس تدريس مادة العلوم السياسية في زمن النظام السابق انه يردد نفس حلقاته المفرغة التي لايعرف المتتبع له عمن يتحدث هذا الرجل، وكأنه لايفقه من بحر السياسة الا بحورها الضحلة، التي تكفي لأن يغط الخضيري في مياهها!!
ويبدو ان عمر الرجل اوصله الى حالة الخرف التي يعاني منها بحيث يتعذر عليه تقديم ( تحليل ) ولو في حده الادنى..اما كونه عميدا لكلية علوم سياسية فهو من المفارقات المخيبة للآمال، ان يصل حال كلية مرموقة في جامعة النهرين الى هذا الحال الذي لايحسد عليه!!
أما المحلل الآخر فلم نسمع به الا من خلال قناة العراقية والرجل يجيب عنه مقدم البرنامج الذي نصب نفسه محللا بديلا عنه، بالرغم من ان مقدم البرنامج لايفقه هو الآخر شيئا في السياسة، وهو كما يقال في المثل العراقي ( يثرد بصف اللكن )!!
هذه هي قصة برامج قناة العراقية الفضائية وقصة مقدمي برامجها السياسية ، لايفقهون من معنى الحوار ومن أصوله شئيا، حتى انهم عندما يسألون يجيبون هم أنفسهم على السؤال، ولم يتبق على الضيف الا ترديد مايقولون!!
والطامة الكبرى ان ضيوف العراقية المدفوعي الأجر لايكون بمقدورهم الاجابة ربما الا على الخطوط العامة التي اريد لها ان تكون محور مناقشات هذا البرنامج او ذاك، وهي تعزف على جوقة موسيقية واحدة لايكون بمقدورها ان تخرج من هذا الطور، ولا تستفيد من خبرات من يقدمون البرامج وما هي مميزاتهم وكيف ينتقون السؤال، وكيف يحاورون!!
ان سذاجة القائمين على قناة العراقية هي من يكون نتاجها من هذا النوع الذي لايألف من لغة الاعلام ولا من لغة السياسة ودروبها شيئا، ولن يكون بمقدور قناة العراقية ان تخرج من هذه الشرنقة والحلقة المفرغة الا حين يدير شؤونها اناس اكفاء يقدرون الجمهور الواعي وكيف يتم اطلاعه على تطورات الاحداث ومجرياتها بنفس غير طائفي ولا متخندق الى طيف معين، ويكون توجهها عراقيا صميميا اصيلا ، لا ببغاء تردد طروحات السياسيين الاغبياء القائمين عليها، وقد أوصلوها الى ادنى درجات المتابعة من الجمهور ، حيث السخط على قناة العراقية من قطاعات كثيرة يبلغ أشده، وكان الله في عون العراقيين على بلواهم ان يصل حال قناتهم الرسمية الى هذا الحال الذي لايحسد عليه!!
|