القضاء وإختلال الميزان |
بنى الإسلام القضاء على أسس محكمة ونظم صالحة وأخرج للناس قضاة سلكوا إلى العدل في الحكم والحزم في التنفيذ مسلكا هو أقصى ما يستطيعه البشر وأرقى ما يجده الباحث في القديم والجديد فإذا توفقت الدول الإسلامية لأن تربي رجال علم وجلالة أمكنها أن تحتفظ بروح العدل الذي لا يجري إلا على يد من تفقَّه في كتاب الله وسنة رسوله واهتدى بحكمتهما إلى أن الدنيا متاع وأن الآخرة هي دار القرار.. واكدت الشريعة على العدل في القضاء بكل ما هو دعامةٌ لسعادة الحياة فأتت فيه بالقيم والمبادئ التي تبشر من أقامه بعلو المنزلة وحسن العاقبة وتنذر من انحرف عنه بسوء المنقلب وعذاب الهون..(وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ). فقد أمر الباري الجليل عباده والقضاة منهم ان يحكموا بالعدل ونبَّه على أن خيرًا عظيمًا ينال الحاكم بالقسط هو محبة الله له وما بعد محبة الله إلا الحياة الطيبة في الدنيا والعيشة الراضية واهمها راحة الضمير وان قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين)يجسد ان العدل والحكم الدقيق صعب لايمكن ان يحققه القاضي الا ان يكون بدون تاثيرات او انحياز لزيد او عمر على وفق درجة القرابة او التحزب او حتى مغريات مالية لحرف مسار قرار الحكم بجعل المذنب بريئا والعكس ..ولهذا ان التظاهرات التي تنطلق كل جمعة ترفع ضمن مطالباتها إصلاح القضاء وطرد القضاة المفسدين لانهم وراء الالاف من المعتقلين في السجون ومنهم دون محاكمة واخرين حكم عليهم سريعا بمجرد الاعتماد على افادة ربما انتزع من المدان بالاكراه او وشاية مخبر سري يقيننا كما يقول عادل امام (مشافش حاجة )!! او قبض المعلوم لاغراض تصفية حسابات أوحتى عداء شخصي لا علاقة لها لابالسياسة ولا الحكومة او الاحزاب اوالارهاب ولا حتى الكباب !! ولكن يتم ترتيب ملف بعض المتهمين وفق مفهوم ظاهره عدالة ومحتوياته ضلالة ..وهي ليست بالغريبة وقد ذكرت ناشطة حقوقية وعلى الهواء مباشرة شواهد في احدى الفضائيات اسماء ووثائق عن بعض القضاة وعدتهم بلاعلاقة لهم بالعدل لامن قريب او بعيد وقالت (ذهبت الى القاضي ..!!!…في بغداد وكانت غرفته مضاءة مع الستائرباللون الاحمر واخبرته – كوني محامية لقضية موكلي – ان الحكم ليس وفق مواد القانون او العدل ..وكان جوابه اي عدل وين العدل ؟؟)هذه لاتعني انه ليس هناك قضاة يشهد لهم بالعدل والحكم وفق مواد القانون العراقي والتاكيد هم اكثر من بعض الفاسدين الذين لابد للسلطة القضائية تشخيصهم وابعادهم عن منصة القضاء وهي ليست بالصعبة بدليل ان المئات من الامهات الثكالى والاباء يرفعون صور ابنائهم تم القبض عليهم منذ سنوات عدة يصل البعض لاكثر من عشر اعوام دون ان يعرفوا اين هو الان وما هو مصيره ؟؟اليس هذا من واجب القضاء بحسم قضاياهم الذي يدان ينال جزاءه والبريء يطلق سراحة اليس هذا اصلاحا يامن بيدكم مصير البشر؟؟ وفي خضم حالة الاحتجاجات التي تسود الشوارع والمدن كل جمعة والحديث عن اصلاح كذا وتعديل كذا وطرد فلان وابقاء علان بحيث ليس هناك حديث الا هذه الامور كان احد البغداديين في العقد السبعين يبدو ان مهنته (سمكري ) سابقا وفي خضم ( معمعة) النقاش الساخن في احد المقاهي الشعبية قال (يمعودين كل واحد يحجي على تعديل الدستور شيرادله ..هي جاكوجين على البارد يتعدل وابوك الله يرحمه )..هي هكذا فعلا ولكن متى موعد طرق (الجاكوجين )التي يريدها المتظاهرون ليــــس على الـــبارد بل على الحار بالكورة !! |