هجرة الشباب تخدش حس الحكومة الوطني |
الشباب الذين هاجروا بالمئات، والذين يهاجرون كل يوم احرجوا الحكومة على ما يبدو. فقامت وزارة الهجرة بدورها للتنسيق مع الدول التي هاجر اليها العراقيون، او الدول التي يقيمـــــــــــون فيها طلبا للجوء عن طريق الامم المتحدة. وانا في الحقيقة لا افهم معـــــنى التنسيق الذي ستقوم به وزاره الهجرة. لكن القصة الغريبة هي صدور بعض الدعوات تطالب الحكومة بالحد من تدفق الشـــــــــباب الى الخارج طلبا للجوء في اوربا. الحكومة محرجة لانها لا تستطيع الســـــيطرة على انفعالات شبابها المترفين الذين تركوا البلد الى بلدان اخرى.
هؤلاء الشبان مترفون جدا لانهم تركوا اغنى البلدان حضارة وثراء وانطلقوا في رحلة المجهول. هل يعقل ان يغادر شباب البلد اغنى مكان في العالم في كل شيء. البلد غني باحزابه، بديمقراطيته التي فاقت كل ديمقراطيات العالم بمراحل. فبامكان اي احد ان يسطو على منزل او اي محل او سيارة تحمل رواتب مدرسة منزوية على اطراف العاصمة دون ان يخشى من اية عواقب. فالسراق الصغار يغارون جدا من السراق السياسيين الكبار لذا فهم يقلدوهم تقليدا حرفيا.
كل ما هو غريب موجود داخل جغرافيا بلاد الرافدين. الموت المجاني برصاصة او مفخخة او عبوة لاصقة لكن الميت يحمل ارقى جهاز موبايل، ويملك وسائل الاتصال الحديثة. ان اكبر هدية قدمتها هذه الحكومة للشعب هي الحداثة بكل تطورها والموت العبثي. يموت العراقي وهو متصل بدنيا الله الكبيرة ويتنعم بالحداثة على اعلى مستوياتها. وبعد كل هذه الانجازات يفر تاركا كل شيء خلفه. الا يعد هذا جحودا في نظر ساسة اليوم الذين انجزوا الطفرة الوراثية حيث ربطوا العراق بالعالم دون اي حاجز. لذا على الشباب ان يتريثوا قليلا قبل ترك البلد لانهم طاقته وامله. ومن المضحك ان بعض المسؤولين حذروا من افراغ البلد من شبابه، وكأنهم لم يكونوا سببا في هذه النكبة الاخلاقية. ان امتيازاتهم وشهوتهم الذئبية للســلطة ادت الى تدمير الحس الوطني للناس. وانا شخصيا اعرف معنى الكابة التي يعاني منها المواطنون وبالاخص شريحة الشباب. اليوم لا يعرف الشاب كيف يتحدث عن وطنه. هو غريب عنه، ولا تعني كلمـــــــــــة الوطن عنده الا المكان المليء بموت يقع في اقل من جزء من الثانية.
ان الحكومة محرجة من هذه الهجرة لانها تعني فشلها في خلق جيل يرتبط بها. . لذلك فهو يرفضها كليا ويفضل ان يبتعد عنها حاملا وطنه معه. |