إلى سياسي العراق الجديد ....من منكم له جرأة روبرت بود دواير؟؟ |
لمن لا يعرف روبرت بود دواير أو لم يسمع به من قبل, هو ليس ممثل من ممثلي هوليوود المشهورين أو أحد لاعبي الريال أو برشلونة ولا حتى منتخب البرازيل وليس عارض أزياء فرنسي أو سائق سيارات فورميولا وان أو مصارع ثيران اسباني؟ هذا الرجل ببساطة كان يعمل وزيرا للمالية في حكومة ولاية بنسلفانيا المحلية للفترة من 1981 ولغاية وفاته عام 1987 وقبلها كان ممثلا في مجلس الشيوخ عن ولاية بنسلفانيا, وماذا بعد, فلحد الآن لا تثير قصته أي معنى يذكر أو موضوع للنقاش, مئات الوزراء والسيناتورات عاشوا وماتوا ولم يذكروا ولم يذع صيتهم من قبل, لكن روبرت بود دواير كان أشهر من نار على علم, وجهت لدواير تهمة استغلال منصبه وقبوله رشوة لقاء إرساء إحدى الصفقات على إحدى الشركات الأمريكية في ولاية بنسلفانيا, لم تكن الصفقة صفقة بيع سلاح كما حصل في صفقة بيع روسيا أسلحة للعراق وفاحت رائحتها وكان أبطالها كبار الساسة أو صفقة شراء طائرات كتلك التي حدثت في شراء طائرات كندية لا تصلح لأجواء البلد ولم تكن صفقة مليارية لنصب محطات توليد طاقة كهربائية انتهت بشركة وهمية لا أسم لها ولا عنوان ولم تكن تلاعبا بالمال العام بصفقات وهمية أو غسيل أموال عن طريق المصارف لان هذه الصفقات بمجملها وغيرها لا تحدث إلا في بلد العجائب العراق ؟؟؟ وإنما كانت مناقصة لحل خطأ في برنامج محاسبي مالي خاص بالضرائب سبب إستحصال ضرائب إضافية من الموظفين الصغار مما دفع الحكومة المحلية بولاية بنسلفانيا إلى الإعلان عن تلك المناقصة للاستعانة بالشركات المتخصصة بالمحاسبة لإعادة حساب الضرائب وإعادة المال المقبوض سهوا إلى أصحابه الشرعيين وهم صغار موظفي الولاية؟؟ نعم صغار الموظفين وليس أعضاء الكونكرس, ولحد الآن أيضا لا شيء يدعو إلى الاستغراب أو التساؤل, خطأ حسابي سبب استحصال أموال إضافية على الحكومة إعادتها وهذا يحصل في كل مكان وزمان بل حتى في ابسط دكاكين البقالة وبيع الخردة, لكن روبرت بود دواير أتهم بأنه أستغل منصبه و أرسى المناقصة على شركة كاليفورنيا, دافع دواير عن موقفه ونزاهته وأصر على إنكار التهمة الموجهة له وليس كما يحصل في بلد العجائب العراق فالفاسدون عندنا يتبجحون بملفاتهم النتنة ضد بعضهم والتي تحمل في ثناياها أقدر الأفعال وأمام الإعلام, ظل دواير مصرا على موقفه رغم وجود شاهد محلف وقف ضده في المحكمة واثبت اتهامه بالقسم أمام المحكمة , وبعد أن تأكد دواير بأن المحكمة سوف تدينه وأيقن أنه لا فائدة من دفوعه بالبراءة رغم براءته دعا وقبل يوم واحد من النطق بالحكم ضده إلى مؤتمر صحفي وحمل معه كيس ورقي في قاعة المؤتمر ولم يتوقع أحد أو يعلم ما بداخل الكيس سوى دواير نفسه ثم بدأ بالحديث والدفاع عن نفسه وللمرة الأخيرة وقال سيأتي اليوم الذي ستعلمون فيه أنني بريء ولكني لن اكتفي بهذا الكلام وفتح الكيس الورقي واخرج مسدسا وقبل أن يضعه في فمه ويطلق النار لينتحر قال (( الموت أهون من أقف أمام المحكمة لأدان بقضية تمس شرفي وشرف عائلتي )), أطلق رصاصة أردته قتيلا على الفور و أمام شاشات التلفزيون؟؟ أراد دواير أن يوصل رسالة إلى كل العالم رغم أن ثمن الرسالة كان غاليا جدا وهو حياته لكنه فضل خلود نزاهته على حساب حياته الفانية ؟؟؟ مات وهو لم يكمل عقده الخامس, لم تكن العقوبة شديدة لو أن دواير قد مثل فعلا أمام المحكمة فهي لم تمس امن الدولة كما حصل في تسليم الموصل ولا حياة الناس كما حصل في سبايكر ولا المال العام كما حصل في عقود الكهرباء وغيرها, مجرد مناقصة تافهة لحل موضوع تافه على شركة رصينة تعمل على حساب حقوق الناس البسطاء التي أخذت سهوا وإعادتها لهم؟؟؟ يعني بالمحصلة أعادة الحقوق وليس سرقتها كما في بلد العجائب العراق؟؟ بعد سنوات أعترف الشاهد بأنه زور شهادته وكذب تحت القسم وأن دواير بريء وإنسان نزيه مئة في المئة وأن شركة الشاهد كانت تتنافس على المناقصة وأراد أن يبعد منافسته شركة كاليفورنيا, خسر دواير حياته لكنه خلد شرفه ونزاهته, كل نفس ذائقة الموت, لكن الفرق أن تموت عزيزا لا أن تموت وأنت حي, إن فقد الإنسان نزاهته فقد حياته ولا قيمة لنفس يصعد وينزل وقلب يخفق دونها, هذا في بلاد تقدر النزاهة والشرف الوظيفي لا في بلد العجائب العراق, كم كنت أتمنى على سياسيينا أن يحذوا حذو دواير, لكنها أمنية لا تتحقق مع سياسيين فاسدين كالذين يحكمون هذا البلد ولا جرأة لهم في فعل ما فعل دواير لكن خياناتهم لبلدهم ووقاحتهم و جرأتهم في الفساد لا حدود لها .
|