الدولة الفاسدة لم يقتصر خرابها على تسليم الموصل مع ثلث ارض العراق للدواعش ومنح الاغبياء والمجرمين والجهلة مطلق اليد للتحكم برقاب العباد ونهب 800 مليار دولار او اكثر خلال ثماني سنوات، بل صار الفساد قيمة عليا امتدت مخالبه للأخلاق والثقافة والأدب والتربية والعسكر والاقتصاد. كنت اليوم بصدد الكتابة عن الفساد الثقافي لكني أجلته بسبب صدمة نتائج إحصاء يفيد بان العراق يعتبر ثاني دولة في العالم بنسبة التحرش الجنسي بالنساء. قبله كانت مصر قد احتلت تلك المرتبة في زمن حكم الإخوان المسلمين. السؤال الذي يفرض نفسه: لماذا عندما تستلم أحزاب الإسلام السياسي السلطة يكثر التحرش بالنساء؟ عندما كنت اتابع ما يجري في مصر بهذا المجال الذي تفاقم ولم يُردع الا بعد ان أصدر السيسي قانونا يجرّم التحرش، ظننته مجرد حالة ترافق حكم الإسلاميين. لكن التقرير الذي خص العراق وصدر قبل يومين اثبت ان التحرش عند هذه الأحزاب حين تتسلط يصبح ظاهرة وقيمة مرغوبة وربما مطلوبة. في الثماني سنوات التي حكم بها المالكي وتم خلالها إرساء قواعد الدولة الفاسدة، بعد ان وضع اغلب مؤسسات الامن والرقابة والقضاء في جيبه، صار الدم العراقي أرخص من التراب وصارت حياة الناس أبخس ثمنا من قطف السيجارة. واليوم تثبت الإحصائية الجديدة انها كانت "ولاية" استرخاص اعراض الناس أيضا. دولة الفساد التي تمكنت من رقاب الامن ولقمة العيش كانت تساوم العراقيات في الدولة الأم على اعراضهن لو طلبن فرصة عمل. قصص لا تعد ولا تحصى ورسائل خاصة تأتينا كإعلاميين تطالبنا ان انقذونا مع توصية ان لا نذكر الأسماء خوفا من البطش او الفضيحة. كتبت لي (ر) يوما: "تقدمت لعمل فطلبوا مني ان احضر مقابلة. الذي قابلني كان لوحده. عيونه شبه مكحلة وبلحية مخططة يلاعب سبحته التي كانت تطقطق فص العقيق الراكب على خاتم فخم ورائحة المسك تملأ غرفته. مع قوتها لم تتمكن من إخفاء رائحة فمه الكريهة. لم يسألني سؤالا واحدا بل اكتفى بالنظر الى وجهي. ببساطة وهدوء قال لي لقد تم تعيينك لكن حرام على مثلك ان تداوم كل يوم وتتعب. راتبك سيأتيك للبيت كل شهر وانا سأجلبه لك بنفسي". فعلا أجد نفسي في وضع لا أستطيع فيه السيطرة على اصابعي التي تريد تحويل الكيبورد الى مدفع شتائم وتقسيمات عراقية من النوع الثقيل. سأضع لكم رابط التقرير في نهاية العمود لعلكم تقومون بالمهمة نيابة عني. هنا سأكتفي فقط بدعوة العبادي الى ان ينظر بجدية لهذا التقرير المهم وان يصدر قانونا حازما وسريعا لردع السفلة ومن ضمنهم الذين يساومون لقمة عيش العراقيات بعروض الزواج المؤقت او العرفي.
|