قَتْلُ المسؤولِ العراقِيِّ .... يَعْني قَتْل الفَساد

نقرا في زيارة عاشوراء هذه الكلمات :

( يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما ).

حيث نيل درجة الشهادة بين يدي الامام الحسين ( ع ) في حادثة الطف، حين خرج على ظلم يزيد بن معاوية وفساد حكمه.

اذن، فالخروج للمطالبة باحقاق الحق، سينتهي لا محالة بنيل احدى الحسنيين، اما النصر، او الشهادة، وذلك بغض النظر عن عاملي الزمان والمكان.

واليوم، يعيد التاريخ نفسه، ولكن من الناحية المادية.

فلقد انقسم الشعب العراقي، وكنتيجة حتمية للغياب المطلق للعدالة الاجتماعية في ظل حكامه الحاليين الى طبقتين، اشبه ما يكونا بطبقتي النبلاء والعبيد.

طبقة المسؤولين الغنية المترفة.

مقابل طبقة عامة الشعب المهمشة والمسحوقة ماديا.

واللتان تمثلان طرفي نقيض لقول الامام علي ( ع ) :

( ما جاع فقير، الا بما متع به غني ).

وبالتالي، فلا شك ان الخروج على هذه الحكومة التي يتجلى فيها الظلم باقسى معانيه، والقصاص منها.

انما يعني الخروج على الظلم والفساد.

والذي ان لم يصل الى حد الوجوب الشرعي، والامر الالهي، لغياب المعصوم مثلا.

فلا بد ان له قدسيته ومبرراته، بل لا يكاد يخلو ايضا من درجة من الثواب والقربة الى الله تعالى، الذي يامر بالعدل والاحسان.

مثل هذا الخيار الصعب الذي لا خيار ابعد منه، انما هو رد فعل طبيعي لتلك النظرة الدونية التي تعكسها تصرفات صناع القرار في بغداد، فيما يتعلق بمشاعر الشعب العراقي واحاسيسه.

فقد قيل :

( اخر الدواء الكي ).

يقول مارتن لوثر كينغ جونيور، الذي ولد عام ١٩٢٩، وتم اغتياله عام ١٩٦٨

وهو زعيم أمريكي من أصول إفريقية، وناشط سياسي وإنساني :

( المصيبة ليست في ظلم الاشرار، بل في صمت الاخيار ).