حـاكمــوه

من ينكر ان السبب الرئيس للهجرة الحالية هو الفرار من داعش او من تسلط الأحزاب الإسلاموية، اما طائفي او فاشي رغم انه لا فرق بين الصفتين. بصراحة وتخصيص اكثر، ان داعش واخواتها نتيجة لسبب محدد ومهم يتحمله بشار الأسد ونوري المالكي بالدرجة الاولى.
لنعد الى صدام قبلهما. لو كان قد امتثل لصوت العقل واستقال من منصبه بعد صبه كارثة احتلال الكويت على العراق، هل كنا سنرى احتلالا أمريكيا نبش آخر نقطة في بنى الدولة التحتية وخربّها؟ وهل كنا سنرى هؤلاء الفاسدين الذين اجلسوا البلد على الرنكات وتركوا الناس تتوكأ على اعمدتها الفقرية؟ أقسم وأجزم ان ذلك ما كان ليحصل.
بشار الأسد، هذا الذي صاح منه العراق الغوث بسبب فتحه باب تسلل الإرهابيين للعراق حتى كادت الحكومة العراقية أن تشتكي او اشتكت عند مجلس الامن لتخليصنا من شره. لو كان قد ترك كرسيه المنتصب على الفساد والقمع في اول تظاهرة مدنية وحضارية للشعب السوري، هل كنا سنرى للدواعش دولة؟
ونوري المالكي الذي قشمر نفسه بانه صار مختارا وطالب ثأر، هل كنا سيحل بنا ما حل لو انه استهدى بالرحمن وانطاها حين رفضه الشعب في تظاهرة 25 شباط 2011؟ لم يرتح الى ان بلّط الشارع لداعش الذي فتحه لهم بشار ليسلمهم ثلث العراق بعقل بارد. وعند لجنة التحقيق في سقوط الموصل، الخبر اليقين.
الطفل ايلان، يجب أن يحاكم عنه الأسد وليس السفان المهرب. وضحايا سبايكر يجب ان يحاسب على دمهم المالكي كما حاسبنا صدام وحاكمناه عن مجزرة الدجيل التي هي في اعلى الحسابات لا ترقى الى جريمة سبايكر والصقلاوية والحويجة.
كل فتاة سنجارية سبيت، وكل طفل غرق او تيتم، وكل عروس ترملت، وكل ام ثكلت، وكل دار هدمت، وكل شاب هاجر، وكل شهيد سكب دمه لتطهير الأرض من دنس الدواعش، مسؤول عنه المالكي أولا. ومن يرى انه فوق القانون وانه يجب ان لا يحاكم فانه، بقصد او بدونه، يعفي صدام من جرائمه. ومن يرى ان محاكمة المالكي باطلة فانه بقرارة نفسه الفاشية والطائفية يقر ببطلان محاكمة صدام أيضا.
اسأل الضمائر: لو كان زين العابدين ومبارك فعلا مثلما فعل الأسد والمالكي، اما كنا سنرى التوانسة والمصريين يتسابقون مع السوريين والعراقيين على قطارات الهجرة؟
من يحترق قلبه على هجرة شبابنا بصدق عليه ان يقول لهم: عودوا ولا ترحلوا لأن الذي هجم بيوتكم بمعول "ما ننطيها" اودعناه قفص العدالة. والا فليصمت.