الجولة |
وبلفظ لحرف الجيم المشابه للـ ” ch” في اللغة الانكليزية. ربما لايعرفها معظم العرب بمسماها وبتوصيفات أجزائها ما خلا العراقيون، و ” الجولة ” تعّرف عند العراقيين هي تلك الأداة التي تنحو في عملها منحى جهاز الطبخ، لكنها تختلف في آلية عملها. فالـ ” جولة ” تعتمد النفط كوقود وعلى ” الفتيل ” كمصدر للشعلة، ومبدأ عملها يعتمد في إنغماس الفتيل في حوض النفط ومن ثم وعند وصول أي قدح ناري سوف تشتعل وتعطي لهبا يستفاد منه في عملية الطبخ. وبمعنى مبسط ان النفط يحرق الفتيل، ولما كانت الـ ” جولة ” لايوجد فيها Saftyمضمون أي لا تحتوي على وسائل أمان عالية لذا ومن جرائها نشبت الآلاف من الحرائق التي طالت دور الناس البسطاء، وتسببت في مقتل العديد منهم. إذن ومع الفائدة التي كانت تعطيها تلك الأداة الاّ ان مضارها كانت كبيرة على الناس، ونتيجة لذلك صار اسم الـ ” الحرك ” بالدارج العراقي سمة لازمت الـ ” الجولة “. ولما عرف عن العراقيين تندرهم واطلاق الأمثال في مناسبات تشابه في مضمونها حصول حادثة أو حوادث مكررة باستمرار وسواء ما كان مدرا للنفع أو مسببا لأذى. صارت ال ” الجولة ” مضربا لأمثالهم، حيث باتت تطلق على الأشخاص الذين يسببوا أذاً متعمدا لغيرهم. ذاع صيت ال ” الجولة ” أبان حرب الثمانينات من القرن الماضي، حيث بات الجنود العراقيون يطلقون أسم ” جولة ” على مراتب النواب ضباط، كونهم كانو حلقة الوصل بين الجندي والضابط، وعليه فلقد كان لهم دور رئيس في الجبهات آنذاك أو في ثكناتهم العسكرية وكان الجند يحاذرونهم مخافة ان يوشى بهم عند آمرهم، مما يسبب الأذى عليهم، يذهب قسم منه الى حد السجن أو الإعدام أحيانا، وأحيانا أخرى الى أذاً بسيط ك ” كزيان صفر أو البقاء في ساحة العرضات يحبرونهم على الجري وممارسة تمارين صعبة “، ولذا صار إسم ” الحاروكة ” أو ” الجولة ” يطلق على النائب الضابط حيث أن فعله شابه فعل ال ” جولة “، ما يثير الدهشة ويدعو الى التساؤل إنه وبعد التغيير الذي طال التركيبة البنيوية للدولة العراقية نجد قسما من النواب الضباط وبليلة وضحاها تحول الى ضابط ومن ثم تدرج وبسرعة البرق الى ان يكون جنرالا في منصب كبير جدا في وزارة الدفاع العراقية أو نراه أصبح بمنصب كبير في الامانة العامة لرئاسة الوزراء أو في الديوان الرئاسي أو حتى كآمر فوج لأحد القادة المسؤولين في مجلس النواب. إذن فالنائب الضابط وببركة الصلاة على محمد ربما سنجده محافظا أو وزيرا وربما حتى رئيس وزراء أو رئيسا للجمهورية. ومع كل ما تقلده ” الجولة أو الحاروكة ” أو ما سوف يحصل عليه من منصب سيادي في الدولة العراقية، الا اننا نتساءل هل سيتخطى ذلك الوصف ” الجولة ” أم ان تراكم الفعل في داخل شخصيته لن يفك قيده عن طباعه في ” الحرك “. ولا ندري كيف سيكون حال العراقيين لو أن رئيس وزرائهم أصبح من شعبة الـ ” الجوليات” ؟؟. على اننا لابد أخيرا من أن ننوه أن هناك من تلك ” الرتب الحاروكة “. من هم بعيدين عن تلك الصفة وان كانوا باعداد قليلة جدا.
|