كفى مزايدات على شبابنا المهاجرين

 

محمد ..صديق ولدي مسلم ، وهما مقاتلان في الحشد الشعبي منذ اللحظات الأولى للغزو الداعشي للموصل بعد حزيران عام 2014 ..لبيا نداء الوطن وهرعا للدفاع عنه وهما بعمر الزهور ..قاتلا معاً في الدور وفي سور شناز والعلم وفي تكريت وفي آمرلي وفي وديالى والفلوجة (منطقة الثرثار) …..وأخيراً أصيب محمد بجرح بليغ في صدره في معركة تلال حمرين ..ونجىا منه بفضل الله ..ولكنه أهمل صحياً ومادياً من قبل الدولة وبقي يعاني من آثار الجرح دون عناية أو تعويض أو تأهيل ..وأخيراً إنقطع راتب محمد ومسلم أكثر من ستة أشهر ..وعندما كان يأتي ولدي مسلم بإجازة أقترض له خمسين ألفاً وأعطيه ليواصل ذهابه وإيابه إلى الجبهات توقيت والدة .. محمد قبل سنوات ووالده تزوج من إمرأة أخرى ..وأخوته تزوجوا وأستقلوا ..هو بقي دون أحد ..وتعقدّت حياته أكثر ..فكّر ثم فكر ..لاراتب ..لاوظيفة محترمة ..لاعيش كريم ….لاأحد يهتم به ..لادولة ترعاه ..وأخيراً قرر الهجرة..وقد نصحه مسلم بعدم الذهاب ولكنه أصّر بعد أن أهانه شخص مسؤول بسبب وقوفه مع المتظاهرين ومطاليبهم الشرعية ..أخيراً محمد وصل إلى النمسا ومن هناك كتب رسالة إلى صديقه مسلم : حبيبي أبو سلوم ..وصلت الى النمسا ..أنا أبكي الآن على العراق ..وعليك ياصديقي الغالي…!! فكتب له مسلم ..حبيبي أبو جاسم : الحمد لله على سلامتك ..أنا وصلت اليوم مع جماعتي في الحشد إلى أطراف منطقة الجزيرة وحررنا جميع تلك المناطق من الأرهابيين !!

 

أنا أكتب هذه القضية …ولاأضمن ولدي مسلم أن يلتحق يوماً بصديقه محمد ..!!!