الصداقة بين الصهيونية والنازية |
هناك مقابلة تمت مع نوري سعيد وسئل عن اتفاقيات التقسيم التي كان اليهود 51 بالمئة والباقي للفلسطينيين وبين انه يفضل ان يوافق العرب على هذه الاتفاقيات ولكن عدم الموافقة ماذا اوصلنا الان كما ان نوري سعيد بين في تلك المقابلة في خمسينيات القرن الماضي انه سوف ياتي اليوم الذي يزور فلسطين المحتله زعيم اكبر دولة عربية وفعلا” زيارة السادات الى اسرئيل هولاء هم الساسة السابقون وكانوا يعرفون الماضي والحاضر ويخططون الى المستقبل ان قضية اليهود او القضية اليهودية لم تكن مسالة مهمة لبريطانيا ولم تعط لها اولوية بالنسبة الى السياسة البريطانية الا ان الحكومة البريطانية وجدت نفسها في النصف الاول من القرن العشرين منغمسه في هذه القضية وهناك عدة اسباب اهمها ان بريطانيا قد اعطت وعدا” لتكوين وطن قومي الى اليهود في فلسطين والسبب الاخر ان الهجرة اليهودية من روسيا الى انكلترا والتي بدات على 1914 والهجرة الثانية في الثلاثينيات من المانيا الى انكلترا قد تسببت في خلق توترات أجتماعية وسياسة كما ان السياسة البريطانية كانت متاثرة في العلاقات مع عدة دول كبولندا ورومانيا والمانيا وروسيا وامريكا كما انها كانت متاثرة بالراي العام اليهودي في هذه الدول لذلك فان اهتمام بريطانيا بالمسالة اليهودية واقتراحها في عام 1902 و 1903 باقامة وطن قومي لليهود في العريش او في شرق افريقيا هذا الاقتراح الذي قدمة جوزيف جمبرلين كان هدفه حرف الهجرة اليهودية من بريطانيا الى هذه المناطق لقد احتلت بريطانيا فلسطين عام 1917 وفي نفس هذا العام اعطت وعد بلفور وفي الفترة بين 1918 و1939 ارتفع عدد اليهود من 56 الفاً الى 475 الفاً اي من 10 بالمئة الى 31 بالمئة من السكان وانهالت اموال الجـــــــــالية اليهودية الى100,000,000 باون وخلقت هذه الاموال اقتصادا” يهوديا” قويا” سيطرت عليه الهستدروت والوكالة التي كانت تسيطر عليها منظمة الصهيونية العالمية وتحت اشراف الوكالة اليهودية بنى الجيش الاسرائيلي الهجانا وبذلك اقيمت الدولة اليهودية تحت سمع الانتداب البريطاني ورغم معارضة عرب فلسطين لقد بداءت المعارضة العربية منذ عام 1890 وشملت جميع الاراضي الفلسطينية أسلامية ومسيحية وأنفجرت عدة انتفاضات في الاعــــــــوام 1936، 1929، 1921، 1920 ان محاربة السامية لم تكن حركة المانية انها حركة اوربية وانتشرت في جميع الدول الاوربية نتيجة هجرة اليهود من روسيا قبل الحرب العالمية الاولى وتركزهم وسط اوربا وان هذه الحركة قويت بعد مجيئ النازية لانها منعت اليهود من العمل وبدأت عملية استئصال اليهود في المانيا لقد شجعت المانيا الهجرة حتى بلغت عام 1938 اكثر من 150 الف يهودي ولقد اتفقت المانيا مع الوكالة اليهودية عام 1933 على تهجير اليهود الى فلسطين بموجب اتفاقية الهافارا قامت المانيا بمصادرة الاموال اليهودية مقابل تعويضات قدمتها الى الوكالة اليهودية على شكل مكائن وقامت الوكالة بتعويض المهاجرين اليهود بالعملة الفلسطينية ان هذا الاتفاقية ساعدت على هجرة 40 الف يهودي بين عامين 1933 الى 1938 كما عززت الاقتصاد اليهودي في فلسطين وعملت النازية بتشجيع الهجرة بصورة اكبر بعد عام 1938 حتى ان مكتب الهجرة في فينا تحت اشراف الجستافو حتى هاجر 226 الف يهودي كما ان أستلام الحكم للنازية ساعد بالهجرة من دول اوربا حتى بلغت مجموع سكان فلسطين بالنسبة الى اليهود من 17,9 بالمئة الى 27,2 بالمئة وقد أسفرت هذه الهجرة عن معارضة العرب وأتفق المواطنين العرب وجميع الاحزاب الفلسطينية بعام 1936 بالقامة باضراب عام وكانت المطالب تتلخص فيما يلي وقف الهجرة اليهودية وقف بيع الارضي لليهود اقامة حكومة فلسطنية واوقف هذا الاضراب بناء” على تدخل الملك ابن سعود والملك غازي والامير عبد الله وطالبوا ان هناك نوايا حسنه للحليفة بريطانيا ثم شكلت بريطانيا لجنة ملكية برأسة اللورد بيل التي قدمت تقريرا” اوصت بتقسيم فلسطين وكان ذلك في تموز عام 1937 رحبت الحركة الصهيونية بهذا التقرير براسة وايزمن وان الحركة رفضت التوصية بتحديد الهجرة اما الفلسطسنيين فقد اعلنوا الثورة وحرروا اجزاء كبيرة من الاراضي وفي تشرين الاول عام 1938 رفع العلم الفلسطيني فوق القدس وقوبلت هذه الثورة بتحشيد قوات كبيرة ومهاجمة الثوار واستمرة معركة القدس 5 ايام كاملة تمكنت بريطانيا من قمع الثورة عام 1939 ثم شكلت بريطانيا لجنة واصدرت الكتاب الابيض الذي الغى فكرة قيام دولتين واتجه الراي بانشاء حكومة فلسطينية ((يهودية عربية )) وأثار هذا الكتاب حفيضة اليهود والصحف الموالية لهم كــ( الكاردينان ) و ( التايم ) وهناك صحف اخرى ايدت هذا الكتاب بمثل صحيفة التلكراف كذالك صحيفة الديلي سكتنش والاكسبريس وان الرئيس الامريكي روزفيلد تحت ضغط اليهود بين امتعاضه من الكتاب الابيض خاصتا” بخصوص تحديد الهجرة وقامت الصهيونية العالمية بتشجيع الهجرة غير الرسمية واتخذت بريطانيا اجراءات لمنع السفن من الرسو وكانت السفن تترك المهاجرين قرب الشاطئ ويقومون بالسباحة بالوصول وضغطت بريطانيا على الدول التي تساعد على الهجرة وشجعت بريطانيا هجرة اليهود الى اماكن اخرى عدا فلسطسين وكان المهاجرون يذهبون الى كينيا الا ان الحكومة الكينية رفضت ذلك ثم شجعت بريطانيا بتوطين اليهود في شمال روديسيا ورفض هذا الاقتراح كذلك أقترح توطين اليهود في ريانا البريطانية ورفض ايضا” ان الغرض من اصدار الكتاب الابيض هو تقليل المعارضة العربية ضد بريطانيا التي كانت تواجه جهودها نحو قوات المحور وبعد سحق المعارضة الفلسطينية عام 1939 واحتوت روح المعارضة في مصر وقمع الحركة الانقلابية في العراق عام 1941 وان هذا الكتاب الابيض احدث انشقاقاً في صفوف الحركة الفلسطينية وحاولت بريطانيا اقناع الصهيونية بالكتاب الابيض بانه يحقق نقاط مفيدة للطرفين ورغم اقتناع الحركة الصهيونية باهمية الهدف النهائي للكتاب الابيض الا هو احتواء الثورة الفلسطينية وعدم امتدادها للدول العربية واختلفت مع الصهيونية بخصوص الوسائل لقد بينت الحركة الصهيونية التي كان تشرشل احد اكبر مؤيديها في بريطانيا لاضرورة بوجود قوات بريطانية كثيرة في فلسطين وبالامكان الاعتماد على الهجانا للقيام بردع العرب وفعلا” قامت الهجانا عن طريف منظمة الارغون بتكوين فرق ليلية بالتعاون مع الضباط الانكليز وقام الجنرال البريطاني ويغال بتقديم التسهيلات للفرق الليلية وان قائد هذه الفرق ضابط بريطاني اسمه اور دي ونكت والذي كان صهيونيا” لقد اعترض الراي العام البريطاني على وجود قوات منفصلة عن القوات البريطانية لذلك دعا القوات البريطانية بضرورة تجنيد اليهود داخل الجيش البريطاني ومن ثم يقومون بقمع العرب من خلال الجيش البريطاني نفسه لان ذلك يقلل المعارضة العربية ان ذلك اول هجانا واصبحت بمثابة جيش منظم رغم المعارضة الشكلية البريطانية والذي اصبح فيما بعد هذا التنظيم جيش الدفاع الاسرائيلي ان تشرشل كان اشد الداعمين لهذا الجيش في مواجهة العرب وكان معارضا” لتقسيم فلسطين وفي عام 1940 جاء رئيسا” للوزراء قام بتسليح المستعمرات اليهودية للدفاع عن نفسها وعارض تشرشل الكتاب الابيض فقد شجعت المانيا الهجرة الى فلسطين وفتحت مكاتب الى ذلك ومنعت الدول الاوربية هجرة اليهود اليها وبذلك دفع لليهود الهجرة اما الى الولايات المتحدة او الى فلسطين ومنعت امريكا الهجرة اليها عام 1940 لعد أقترحت بريطانيا والولايات المتحدة اماكن اخرى للهجرة ليكون وطناً قومياً لليهود مثل شمال غرب استراليا وارتيريا واثيوبيا وجزء من الفلبين وانكولا والدونميكان بل حتى الى الاسكا لقد بينت المخابرات البريطانيا ان قسما” من المهاجرين اليهود الى بريطانيا هم جواسيس لالمانيا مما دفع بريطانيا الى اعتبارهم طابورا” خامسا” حتى ان تشرشل ذكر ان قسماً من اليهود المهاجرين الى هولندا من المانيا ساعدوا الجيوش النازية في دخول هولندا وامام هذه الضغوط والاحتمالات شجع الهجرة الى فلسطين وان ذلك يقلل من نمو الشعور المعادي للسامية في بريطانيا وان بريطانيا لها ملاحظات على هجرة اليهود الالمان الى فلسطين لانهم عملاء للجستابو لاعتبارهم طابوراً خامساً لذلك اوقفت الهجرة غير الرسمية فعــندما غادرت رومانيا الباخرة ســــــــتروما في 12/1/1941 وكانت تحمل 769 يهوديا” مهاجرا” الى فلسطين حدث عطب في الباخرة في تركيا مماطلب الحكومة البريطانية من الحكومة التركية ارجاع الباخرة الى رومانيا لان ذلك سيدفع المهاجرين الى فلسطين وقد حدث أنفجار في هذه الباخرة مما ادى الى موت جميع ركابها عدى شخص واحد كما واجهت الباخرة الســـــينا التي غـــادرت مرسيليا 1/1/1941 متجهة الى البرازيل وكــــــــــــانت تحمل 570 راكب يهودي نفس المصير فقد رفضت الحكومة البرازيلية والارجنتينية قبول هولاء المهاجرين وشنت الصحف الموالية للصهيونية حملة شعواء ضد الحكومة البريطانيا وقد اجبر هذا الحكومة البريطانيا بان تسمح بهجرة محدودة الذين يصلون الى تركيا لقد اختلط العامل الانساني والعامل السياسي في موضوع الهجرة اليهودية في قرارات الحكومة البريطانية لان الصهيونية كانت تحرك هذه الامور وان بريطانيا اتخذت بعض المواقف بخصوص المهاجرين اليهود من المصير المحزن لليهود وتخليصهم من النازية ان بريطانيا بينت سياستها على تناقض في حين انها تدعي انها ضد الصهيونية وضد تحقيق وعد بلفور فاين الحقيقة ان بريطانيا دفعت الحركة الصهيونية الى الامام في تحقيق احلامها ٍباعطائها وعد بلفور الاسباب تتعلق بالاهمية الاستراتيجية لفلسطين وعملت بريطانيا على تشجيع الهجرة اليهودية الى فلسطين ولم تبدأ بريطانيا في تحديد الهجرة اليهودية الا في فترة الحرب العالمية الثانية وكان ذلك لدوافع ستراتيجية فان قوات الحلفاء تتقدم في اوربا كذلك كان الواضح ان قوات المحور سوف تتقدم نحو منابع النفط وبذلك فان البعض التي كانت مرشحه لتقدم الحلفاء هي منطقة الشرق الاوسط لذلك حرصت بريطانيا على عدم اثارة سكان المنطقة وانها تدرك حجم المعارضة للاحتلال البريطاني وان اثرت هذه المعارضة يعني تجميد القوت البريطانية في المنطقة العربية وقد تلجأ الى زيادة القوات وقد يدفع ذلك بالواقع الجغرافي بان تكون القوات في فخ مقابل قوات المحور في جبهة داخلية ضعيفة فان صعود النازية بالتنسيق مع الحركة الصهيونية فان الصهيوينة استفادت من ذلك في تحقيق اهدافها استفادت من ذلك فقد ذكر الصحفي الالماني هانس هينيه أن الصهاينة لم يعتبروا توطين اقدام النازية في المانية كارثة قومية بل اعتبروها امكانية تاريخيه فريدة لتحقيق المقاصد الصهيونية فقد كان للصهاينة ممثلين رسميين لدى الحكومة النازية وكان هدف هولاء الممثلين اختيار اليهود الالمان وتهجريهم الى فلسطين بواسطة الجستافو الالماني ولم يهتم الصهاينة باليهود الالمان الذين لم يكونوا مولين لها كما ذكر جون كمشي وهو صهيوني معروف حين بين ان المبعوثين الصهاينة الى الامانية بقولة كانوا ياتون الى المانيا النازية لا لانقاذ اليهود الالمان بل لاختيار الرجال والنساء الشباب المستعدين للذهاب الى فلسطين لكي يصبحوا روادا” ويناضلون ويحاربوا” ان تعاون بين الحركة الصهيونية والنازية ادى الى ان تتوقف الحركة الصهيونية من مقاطعة النازية اقتصاديا” وسياسيا في نفس الوقت الذي كانت النازية فيه تقوم بعمليات اعتقال اليهود وتعذيبهم لقد عقد مؤتمر ايفيان لفتح الهجره الى اليهودية الى الدول الاوربية وقد قبلت جمهورية الدومنكان الى دخول 100 الف لاجئ يهودي اليها وكان ذلك دافعا” لان تفعل الدول الاوربية بعمل مماثل الان الصهيونية التي كانت تملك نفوذا” قويا” ومؤثرا” لدى معظم الدول التي حضرت المؤتمر بل بالعكس فانها هاجمت المؤتمر وقاطعته وبذلك ضحت بالاف اليهود لقد ذكر كرستوفر سايكس حول موقف الصهيونية من هذا المؤتمر لو قامت امم الدول الـ31) ) بواجبها واستضافت اولاءك الذين كانوا في امس الحاجه لضيافتها لخف الضغط على الوطن القومي ولهبط الحماس الصهيوني في فلسطين وهذا ينسجم مع رغبة القادة الصهيونين لانهم لايريدون أستيطان خارج فلسطين ومن المستغرب ان تقوم الصهيونية والتي لديها نفوض في بريطانيا والولايات المتحدة لتحديد الهجرة الى اراضيها وغلق باب الهجرة واثارة النعرات ضد اليهود أن الصهيونية قد قامت فعلا” ويدا” بيد مع النازية في عملية استاصال الكثير من اليهود خاصه هولاء الذين لم يكونوا يهود وقد ذكر رينولد رينهولد رئيس مكتب الرايخ في فينا ان المكتب قد ارسل خـــــلال 8 اشهر 50 الف يهودي الى فلسطين. وقد ذكر الكاتب الفلسطيني محمد عزه دورزا بان الكتاب الابيض ماشا الميثاق العربي شوطا” كبيرا” وان الانكچچچچليز وافقوا على قيام دولة فلسطينية لاكثرية عربية وان الكفاح العربي تكلل بالنحاح ان سيــــاسة بريطانيا خدعت العرب بل ان الكتاب الابــيض شق الحركة الفلسطنية وهذا ماحدث حيث ان بريطــــانيا كانت تقوم بتقوية الهجانا الصهيونية وامدادهم بالسلاح استعداد” للمعركة القادمة مع العرب وادماج المقاتلين اليهود مع الجــــــيش البريطاني واشراكهم في التدريبات لقد حدث نفس الشي بعد اعلان مشروع روجرز فقد عارضته اسرائيل وهي تعرف محمود الفلاحي.
|