ما الذي يجري في بيجي ؟ |
منذ عدة أشهر والعمليات العسكرية لقواتنا في بيجي تجري بأسلوب الكر والفر وهذا الأسلوب من القتال لا يخدم قواتنا لأنه يستنزف قدراتها القتالية ويضعف معنوياتها ويؤخرها عن إكمال مهامها القتالية وكان على قواتنا هناك ألا تنجر لهذا الأسلوب المكلف في القتال والبطء في انجاز الواجبات وتحقيق الأهداف فمن غير المعقول أن نسمع أن قواتنا سيطرت على بيجي بالكامل وأحكمت قبضتها على المدينة ثم نفاجئ أن عصابات داعش تمكنت من استعادة السيطرة على بعض أحياء المدينة المهمة فكيف يحدث هذا ولماذا ؟ هل هي غفلة من القطعات ؟ أم أن القادة والآمرين لا يطبقون السياقات الصحيحة في عمليات قتال المدن خصوصا مرحلة إعادة التنظيم بعد احتلال الأهداف وهي أهم مرحلة من مراحل الهجوم خصوصاٌ في قتال المدن وبدون انجاز هذه المرحلة المهمة لا يعتبر الهجوم تاماٌ و ناجحاٌ ويعرف القادة والآمرون وبقية الضباط إن هذه المرحلة تعني سد النقص فوراٌ من مواد تموين القتال (عتاد _أرزاق _ماء) وإخلاء الخسائر وإخراج الدوريات والكمائن لمراقبة العدو والمباشرة بحفر المواضع وتحكيمها والتهيؤ لصد أي هجوم مقابل للعدو ومن ثم وضع خطط الإسناد الناري وخطط المراقبة والحماية والخطط الأخرى مع تيسر الوقت ,فيجب أن لا تغيب هذه الأمور المهمة عن جميع القادة والآمرين بمختلف المستويات وفي كل المعارك وبالذات عند مواجهة عصابات متمرسة بالقتال وخصوصاٌ قتال المدن . والأمر الآخر المهم الذي يجب ألا يغيب عن أنظار وأفكار القادة والآمرين في قتال المدن هو أن لا يتم الدفاع داخل المدينة بعد تطهيرها من العصابات لأسباب يعرفها جميع القادة والآمرين منها صعوبة القيادة والسيطرة و صعوبة الرصد واستمكان الأهداف وصعوبة الرمي وصعوبة تأمين الإسناد المتبادل بين الأسلحة وبين الوحدات الفرعية وصعوبات التنسيق والتعاون بين القطعات , وأفضل وسيلة للدفاع عن المدن هي بحفر المواضع الدفاعية خارج المدينة وتحصينها جيداٌ وإخراج الكمائن والدوريات على الطرق المحتملة لتقرب العدو وإعداد خطط نارية جيدة وإحكام السيطرة على المباني المهمة والشوارع الرئيسية والفرعية فيها بمفارز قتال قوية وغلق الطرق الأخرى التي لا تحتاجها القطعات بالأسلاك الشائكة والموانع الأخرى, فيجب أن لا تبقى القوات داخل المدينة بعد تطهيرها إلا للسيطرة على بعض الأماكن الحيوية فيها وبقوات قليلة أما القسم الأكبر من القطعات فعليها الدفاع خارج المدينة لأن بقاءها في الداخل يعرضها للقصف المستمر الذي تكون خسائره مضاعفة بسبب المباني كما يعرضها للهجمات المقابلة المستمرة ومن اتجاهات وطرق متعددة خصوصاٌ وان عصابات داعش تعرف المدن وطرقها والأماكن المهمة فيها جيداٌ كما يعرضها لهجمات العجلات المفخخة وهو أسلوب تتبعه عصابات داعش عند مهاجمتها قواتنا داخل المدن لإيقاع أكبر الخسائر بقواتنا وفتح ثغرات كبيرة في دفاعات التشكيلات والوحدات تنفذ من خلالها الى عمق المدينة وعمق الأحياء المستهدفة بقوات تعقب عملية تفجير العجلات المفخخة مباشرةٌ وتتمكن من إعادة احتلالها بسهولة بعد أن تفقد القطعات المدافعة توازنها بسبب عدد العجلات المفخخة وهول الانفجارات الكبرى التي تحدثها والخسائر الكبيرة التي تسببها كل هذه الأمور تحتم على القطعات الدفاع خارج المدينة لا داخلها لأنه يجنب قواتنا الكثير من المفاجآت ويجنبها الخسائر الكبيرة التي تؤثر على قدراتها القتالية وعلى معنوياتها كما يجنبها معارك الكر والفر داخل المدينة وهي معارك مكلفة جداٌ لا طائل منها غير ضياع الجهد والوقت وتكبد الخسائر المضاعفة.
|