شبكة الاعلام العراقية .. تغييب متعمد للخطاب الوطني

لم أكن أنوي أساسا الحديث المباشر من خلال عنوان المقال عن شبكة الاعلام العراقية ، لولا مهزلة الخبر الذي أشار الى امكانية تولي علي الشلاه منصب مدير عام شبكة الاعلام العراقي. معروف عن هكذا موضوع في مواقع المسؤوليات الادارية أن يتولاها من له خبرة مهنية في مجال الاعلام ولديه خطاب وطني ينسجم ومرحلة التحديات الكثيرة . السؤال عن تاريخ علي الشلاه من هو؟ ماهي سيرته الاعلامية ؟ والأهم من هم أصحاب القرار في هيئة الامناء الذين يقررون من سيقلدونه منصبا تجاريا كمدير هيئة الاتصالات او مدير عام شبكة الاعلام العراقية؟ . استخدمت في حديثي مصطلحين هما منصب ومنصبا تجاريا، احتراما لمصطلح المسؤولية لانهم لايملكون روح المسؤولية او ثقافة المسؤولية انما هي مغانم سلطوية ومالية يحصلون عليها من خلال تلك الوظائف. لاأعتقد أن وضع العراق يسمح للحديث اكثر في مفردات الوطنية او الخطاب الوطني او الثقافة الوطنية ، هذه أصبحت جزءا من أحلام الماضي بعد أن أجهز عليها حزب البعث الغير منحل ومن جاءوا من بعده عام 2003 وعلي الشلاه جزء من منظومة حزب البعث في ثقافته التعبدية لرمز واحد اجهز على العراق من صدام حسين الى نوري المالكي. ترى هل يمكن الحديث عن الخطاب الوطني سادتي القراء؟.

أشك لعدة اعتبارات أولا أن المعنيين بالسلطات الثلاث زائدا السلطة الرابعة عبارة عن كيانات طائفية، قومية أساؤا في سياساتهم الى الوحدة الوطنية وفرقوا الشعب بعد مرحلة التحريض على العنف الطائفي وممارسته بأبشع الطرق والوسائل دموية بالاضافة الى شيوع ثقافة الفسادين المالي والاداري . ثانيا غياب الوعي والحس الوطني لدى غالبية واضحة من العراقيين في الداخل والخارج وشيوع الحس الطائفي المقيت حتى صارت الطائفية جزءا من هويتهم وسلوكهم اليومي. أنا لااعترف بالقصائد الكاذبة اخوان سنة وشيعة هذا الوطن من بيعه ، الذي حدث ان الجميع باعوا الوطن بأبخس الاثمان . السؤال هل من مراهنة او حل مقترح ؟ الحل يرتبط بالعملية السياسية برمتها وليست بالترقيع اللفظي او الاجراءي المضحك كما نراه في اسلوب د. حيدر العبادي رئيس الحكومة. النقطة الثانية في الموضوع هي ان شبكة الاعلام العراقية لم تقدم لنا مهنية محترمة في عمل أقسامها وموظفيها وهم جزء من الازدواجية في القول والفعل، مثلا هم يروجون لمحاربة الارهاب ولكنهم لايفقهون أبجديات سبل مواجهة الفكر الارهابي او مواجهة عصابات المافيا ومن يقف وراءها. والمضحك أنه لفترة لم تتجاوز الخمس سنوات كانت القناة الفضائية العراقية التابعة لشبكة الاعلام العراقي كانت تروج لنوع من السجائر اي انها تروج للتدخين المضر للصحة والذي كان موضوع الاعلان التجاري له يعد من المحرمات دوليا في الاعلام الملتزم او المهني والقناة العراقية هي المتفردة من بين القنوات الرسمية في الدول العربية . انه لأمر محزن ومقزز أن يتحول الاعلام العراقي من خلال شبكة الاعلام الى مهزلة من يقود وهم يمثلون قيادة فاشلة بكل المقاييس من خلال ولي أمر نعمتهم نوري المالكي . علي الشلاه نموذج منهم ولا أستغرب قرارا اداريا كهذا من خلال تعيينه مديرا عاما لشبكة الاعلام العراقي.