بعض النشطاء، كان يعتقد أن شعار "لا قيادة.. كلنا متظاهرون" الذي ارتفع في ساحة التحرير مبكرا، يستهدف تفويت الفرصة على أي جهة قد تفكر في ضرب مركز حركة الاحتجاج عبر تسقيط رموزها.. ووفقا لذلك انضمت اصوات وازنة تحشد للتظاهر، تحت الشعار المذكور، بنوايا طيبة، وأضافت للاحتجاج زخما كبيرا.. ولكن بمرور الوقت اتضح أن "لا قيادة.. كلنا متظاهرون" كان مجرد وسيلة لضمان تحشيد أوسع، خلف حزب سياسي فشل مرارا في إقناع جمهوره التقليدي أولا، وخسر فرصة المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية، ثانيا، وها هم بعض قادته يتسلقون على اكتاف المحتجين ومشاعرهم، مستغلين عددا من الصبية والمراهقين الذين يتجولون بحثا عن صاحب رأي مختلف لشتمه والتنكيل به.. لا تسمح لحركة الاحتجاج بانتاج قادتها وممثليها والمتحدثين باسمها والمدافعين عنها، فتكون أنت البديل الوحيد للقيام بكل هذه المهام.. لا تدع أحدا يطرح أفكارا تنظيمية تتضمن الانفتاح وتوسيع دائرة الرأي، فتكون أنت الوريث الشرعي الوحيد لزخم الجماهير، بحكم خبرتك في التنظيم ووجود شبكاتك على الأرض.. المطلعون على الاجتماع الذي عقد أخيرا في بابل، يعلمون أنه كان لقاء محليا حضره نشطاء من محافطات أخرى.. بهدف تنظيم أكثر لحركة الاحتجاج المحلية.. في حين جرى الحديث عنه في بغداد بوصفه اجتماعا عاما لمنسقي التظاهرات على المستوى الوطني.. والمروجون لهذه "اللوفة" هم بالصدفة مجموعة الصبية والمراهقين، الشتامين والمنكلين، من أتباع الحزب الذي فشل مرارا في تقديم نفسه حتى لجماهيره.. محاولات إعادة انتاج هذا الحزب الذي فشل مرارا في تقديم نفسه حتى لجماهيره لن تقود الى شيء، في ظل العقلية المنغلقة التي تحكم سلوك عدد من رموزه، حتى اذا تسترت بحراك شعبي واسع تحركه دوافع فعالة.. وسيبقى أنصار هذه "اللوفة"، مثل ما اعتادوا، محاصرون في زاوية تتسع لمئة شخص فقط، لا يسمعون فيها الا أصوات بعضهم البعض.. فالتحرير أكبر، كثيرا كثيرا، منهم.. قادة وأعضاء في هذا الحزب، أعرف اخلاصهم لقضايا الوطن، وأثق في نزاهة تعاطيهم مع حركة الاحتجاج.. هم وكل النشطاء المستقلون الأنقياء الوطنيون مستثنون من هذا الحديث.
|