تعثر عملية الاصلاحات في العراق و التي يقودها حيدر العبادي، رئيس الوزراء، وإن کان هناك عوامل و أسباب متباينة ورائها، لکن من الواضح بإن السبب و العامل الاهم و الرئيسي الذي وقف و يقف حائلا و عقبة أمامها تتعلق بنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و موقفها الرافض لإصلاحات العبادي. ماقد أکده مقربون من رئيس الوزراء حيدر العبادي من إن الأخير يواجه أزمة في التعامل مع رؤوس الفساد وضربهم وتحجيمهم أو إحالتهم على القضاء المختص، لجهة أن هؤلاء الرؤوس هم في الوقت نفسه قادة الكتل النيابية، إضافة إلى كونهم من قادة الحشد الشعبي الذي يتحمل العبء الأكبر في العملية العسكرية ضد داعش، ما يعني أن أي إجراء بحق هؤلاء الرؤوس سينعكس سلبا على عمل الحشد الشعبي، وأن أي ضعف يصيب عمل الحشد الشعبي سيؤثر سلبا على موقع العبادي ودوره، وقطعا فإن الحشد الشعبي الذي صار أشبه مايکون بدائرة إيرانية مغلقة يعتبر التعرض له ولاسيما لقياداته بمثابة التعرض للنفوذ الايراني. النفوذ الايراني في العراق، صار بمثابة السفينة التي ينجو أي فاسد من المسائلة في حال رکوبه لها، وإن تداخل المصالح و الاوضاع و الظروف و تداعياتها المختلفة، تجعل من طهران تقف موقفا صارما من أي تعرض لرموزها او تلك التي تحت عبائتها او متشبثة بالمرکب الايراني، والذي يلفت النظر هنا، وطبقا للعديد من تقارير المعلومات فإن هناك العديد من المسٶولين الذين تقف طهران خلفهم من أساطين الفساد في العراق وهم لايملکون أي مٶهلات دراسية و أجهل مايکونوا حتى في المجال الذي تم تعيينهم فيه، لکن وبسبب الموقف الايراني الداعم لهم و تبعاته فإن العبادي"الحائر"، يجد نفسه في موقف لايحسد عليه أمام هذه الحالات. قصة الفساد، کغيرها من قصص المشاکل و الازمات المختلفة التي تدك العراق دکا، لکل واحدة منها علاقة بشکل او بآخر بطهران حتى يمکن القول بإن طرق کل المشاکل و الازمات التي يعاني منها العراق تقود الى طهران، ولذلك فإن أي تغيير في الاوضاع في العراق نحو الاحسن و تحقيق تقدم للأمام لن يتم أبدا إلا في ظل و ظروف لايتواجد فيه نفوذ طهران، وبقدر مانجد في الامر صعوبة بالغة لکنه لايرقى الى درجة المستحيل ومن هنا، فإن تحسن الاوضاع في العراق و دفعها للأمام يرتبط بإنهاء النفوذ الايراني وإلا فإن کل جهد يبذل بهذا الخصوص إنما هو عبث من دون طائل!
|